نص كلمة "السيسى" فى حفل إفطار الأسرة المصرية
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الشعب المصرى استطاع بكل قوة وشجاعة تجاوز التحديات الكبيرة والأزمات الصعبة التى واجهتها مصر وسط ظروف صعبة يمر بها العالم أجمع.
جاء ذلك، خلال كلمته فى حفل إفطار الأسرة المصرية بمناسبة شهر رمضان المبارك، والذى أقيم مساء أمس الثلاثاء، وحضره ممثلو المجتمع المصرى والأحزاب السياسية.
وقدم الرئيس السيسى التهنئة لكل المصريين بتلك الأيام المباركة التى اختلطت فيها أعياد المسلمين والمسيحيين حيث تزامنت أيام شهر رمضان الفضيل مع "خميس العهد والجمعة العظيمة وعيد القيامة"، قائلا: "كل عام ونحن أمة كريمة ووطن عظيم وطن يجمعنا بالخير والسلام والمحبة".
نص كلمة الرئيس:
"السيدات والسادة.. إن العهد الذى بينى وبينكم منذ أن تشرفت بالمهمة التى كلفت بها بأمر الشعب المصرى العظيم هو عهد صدق فى القول والإخلاص فى العمل والنوايا والتجرد من كل انتماء.. الانتماء لله والوطن ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى وفى سبيل إنفاذ إرادة الأمة وتحقيق أحلام أبنائها كانت خطواتنا ثابتة وراسخة وعزيمتنا لا تلين من أجل تحقيق البقاء والبناء لمصرنا العزيزة وعلى مدار سنوات مضت كانت التحديات عظيمة ولكن نجاحاتنا فى اجتيازها كانت أعظم".
واستطرد الرئيس السيسى قائلا: "أود أن أؤكد مرة أخرى أن آثار الأزمات لا تسقط بالتقادم، بمعنى أن ما تعرضت له مصر بعد أحداث 2011 أدت إلى ما نمر به الآن من مصاعب.. وأود أن يعرف الشعب المصرى أسباب الأزمة التى تعرضت لها مصر والتى تعد الأكبر فى تاريخها الحديث."
وأضاف الرئيس: "على مدار السنوات الماضية كانت التحديات عظيمة ولكن نجاحاتنا كانت أعظم، لافتا الانتباه إلى أن التصنيف الائتمانى لمصر تراجع 6 مرات عامى 2011 و2012، لولا تدخل الأشقاء العرب بعشرات المليارات من الدولارات فى 2013 و2014 ولولا ذلك لم يكن لمصر قائمة حتى الآن".
وتابع: "أنا موجود من أجل إنفاذ آرائكم.. وما تم عرضه فى مسلسل الاختيار3 هو ما تم فى الواقع فى ذلك الوقت".
وأضاف الرئيس السيسى أن حجم الخسائر التى تعرضت لها الدولة فى أقل من 24 شهرا بلغت 37 مليار دولار وهذه الخسائر لم ينته أثرها بعد، مشيرا إلى أن الجيش المصرى كان يصرف مليار جنيه شهريا لمدة 84 شهرا لمواجهة الإرهاب ولإزالة الآثار التى ترتبت على هذه الأوضاع التى أعقبت أحداث 2011.
واستطرد: "أننا نذكر مواطنينا بالأحداث التى مضت حتى لا ننسى الماضى لأن هذه الأحداث فتحت الباب للإرهاب، كما أن الانتخابات التى جرت بعدها جاءت لنا بقوة لم تكن مستعدة لإدارة الدولة، وفى هذا الصدد أقول إنكم عندما كلفتمونى بإنفاذ إرادتكم، استجبت لذلك.
وأضاف إننى أقول لكل من يتوافق أو لا يتوافق معى نحن واحد ولسنا اثنين أنا والشعب.. قائلأ إننى عندما طلب منى الترشح قلت لنفسى إن الوضع فى مصر كبير على أى رئيس وحكومة ولكنه ليس كبيرا على المصريين".
وواصل الرئيس السيسى: "التصنيف الائتمانى لمصر تراجع 6 مرات خلال الفترة من 2011 إلى 2013.. كما حدثت 35 ألف حالة تعدى على الأراضى الزراعية وتعرضت البلاد للخراب والضياع"، مضيفا: "إن نجاح مصر فى تخطى هذه الأزمة لم يكن فيه تآمر أو خيانة أو عدم إخلاص.. وإنما الإخلاص كان لله فقط".
وأضاف أنه عندما حدثت وقفة مع الرئيس الراحل محمد مرسى كانت تلك الوقفة لصالح مصر، قائلا "لو كنت قد وقفت معه لكنت قد ضيعت الملايين من سكان مصر، ولكن هدفى كان حماية الوطن".
وتطرق الرئيس السيسى إلى الخسائر التى منيت بها مصر بعد هذه الفترة الصعبة، موضحا أن معدل البطالة ارتفع إلى 14% وتقلص الاحتياطى فى البنك المركزى حتى كاد أن يتلاشى بينما كان المأمول أن تحقق مصر 8 تريليونات جنيه حتى عام 2015.
وتساءل الرئيس هل كان يمكن أن ينجح أحد أمام تلك التحديات، وأجاب قائلا إنه لولا تدخل الأخوة العرب بعشرات المليارات من الدولارات عامى 2013 و2014، لما كانت ستقوم لمصر قائمة.
وأكد الرئيس السيسى أننا نجحنا بفضل الله فى تجاوز أزمة كورونا وسنتجاوز تداعيات الأزمة الأوكرانية بإذن الله.
ودعا الرئيس السيسى، المثقفين والكتاب والمفكرين والاعلاميين إلى تشكيل جبهة صلبة لمواجهة حملات التشكيك من جانب فصيل بعينه فيما يتحقق من إنجازات.
وقال الرئيس السيسى "إن الله نجا مصر من المسار الذى دخلت فيه دول أخرى بالمنطقة، وتمكن الشعب المصرى بفضل الله من تجاوز هذه الأوضاع التى سادتها الفوضى".
وأكد أن الشعب المصرى نجح فى تخطى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولكن لقمة العيش ليست كل شئ فمن المهم أيضا تحقيق الأمن والاستقرار والسلامة فى مصر لأنها العناصر التى تحقق النجاح الاقتصادى.
وشدد الرئيس السيسى على أن الإرهاب الغاشم كان يسعى للنيل من عزيمتنا وإرادتنا فكانت دماء المصريين وتضحياتهم هى الثمن المدفوع لتبقى مصرنا عزيزة وقادرة.. مشيرا إلى عدد شهداء الإرهاب من عام 2013 وحتى الآن والذى بلغ 3277 شهيدا وأكثر من 12 ألف مصاب بالإضافة إلى التخريب الذى حدث وهو ثمن دفعناه جميعا لنصل إلى ما وصلنا إليه من استقرار وتقدم.
وقال الرئيس السيسى "إن المصاب الذى نتحدث عنه هنا هو الذى تعرض لإصابة أعاقته عن العودة مرة ثانية.. وهذا الكلام لم يُذكر سابقا، ولكن أذكره الآن.. أتحسب وأخشى أنه بعد استقرار الموضوع فى سيناء تنسى الناس، لا تنسوا.. لا تنسوا تفجير مديرية أمن القاهرة، وتفجير مديرية أمن الدقهلية، وتفجير أبراج الكهرباء، وغيرها، وهذا ثمن دفعناه وليس أنا الذى دفعته ولكننا جميعا، البلد دفعت ثمنا كبيرا لكى تصل إلى ما نحن فيه، الوضع الذى نحن فيه طريق مملوء بدماء وتضحيات أسر كثيرة".
وتابع: "أنا قلت 3 آلاف و300 شهيد على سبيل المثال أى معناه أن هذه الأسر تتألم وستتألم طوال تواجدهم فى الحياة، وهؤلاء الشهداء دفعوا الثمن لكى تعيش البلد".
واستطرد قائلا: "عندما ننتهى من إزالة العبوات الناسفة والمتفجرات التى كانت موجودة والتى وضعها الإرهابيون فى أماكن كثيرة من رفح إلى الشيخ زويد والعريش، نستطيع وقتها الإعلان عن تطهير أو انتهاء الإرهاب فى سيناء".
وأشاد الرئيس السيسى بتحمل المواطن المصرى لكثير من الصعاب فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، مشيدا بما قدمته المرأة المصرية من جهد حيث كانت فى طليعة المسيرة ولم تتوان لحظة فى أن تكون فى مقدمة صفوف العمل الوطنى، خاصة أن مصر خاضت معركتين فى مواجهة الإرهاب وإعادة بناء الدولة.
وأضاف أن نمو قدرات الدولة لم يجار النمو السكانى، مشددا على أنه لم يعط وعودا براقة ولكنه صارح الشعب بالتحديات الضخمة وأنه لا يجب أن نفقد الأمل أو يصيبنا الإحباط أو اليأس.
ونوه بما تحقق من الانتقال مع عجز فى الكهرباء إلى فائض بنسبة 20%، وأيضا الإنجازات فى التعليم والرعاية الصحية وبرنامج "حياة كريمة" الذى تبلغ تكلفته 700 مليار جنيه ويغطى حوالى 4500 قرية، وانخفاض البطالة من 14 إلى 7.5 % رغم الزيادة السكانية، إلى جانب الاكتفاء الذاتى من السكر، لافتا إلى أن المحصول الجديد المحلى من القمح سيغطى الاستهلاك لمدة 9 أشهر.
ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسى، بشيوخ وعواقل سيناء، قائلا: " بسجلكم كل احترام وبقدم الشكر لكم على تعاونكم وصبركم والمعاناة التى عانيتم فيها خلال الـ8 أعوام الماضية.. إحنا كمسؤولين لن ننساكم وأنا لما بقول هذا الكلام فى الوقت الحالى بيكون علشان المصريين مينسوش.. مضيفا أن ما نقوم به من تنمية حقيقية فى سيناء هو أمر مستحق".
واستكمل الرئيس السيسى كلمته قائلا: "بقراءة سريعة على دفتر الإنجاز اليومى القومى على مدار السنوات التى تلت ثورتنا العظيمة فى 30 يونيو 2013 نجد أننا معا قد صنعنا مجدا نفتخر به مجددا، صنعته دماء الشهداء الأبرار وسواعد العمال والفلاحين الشرفاء وعقول العلماء والمفكرين والمثقفين وأصبح الوطن مساحة مشتركة تجتمع فيها أحلامنا للغد".
وتابع الرئيس السيسى: "أنه فى سبيل إعادة بناء قدرات الدولة المصرية تحملنا معا دولة وشعبا تحديات هائلة وضغوط كثيرة، فقد توازت جهود إعادة بناء وتطوير البنية التحتية للدولة مع تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادى وقد تحمل المواطن المصرى الآثار الناجمة عن تلك الإصلاحات وكانت فى طليعة المسيرة المرأة المصرية العظيمة والتى لم تتوان فى لحظة عن أن تكون فى مقدمة صفوف العمل الوطنى".
وتابع الرئيس السيسى قائلا: " كان من الممكن أن نعتمد مبدأ اقتصاد الحرب ونقول إننا نحارب الإرهاب على كامل أرضنا وعلى حدودنا الغربية على امتداد 1200 كيلو بدءا من السلوم وحتى حدودنا مع السودان ومن حدودنا مع السودان أو مع ليبيا حتى البحر الأحمر خط 22".
وتابع الرئيس السيسى:"أنا عاوز أقولكم أن هذا أمر ممكن يقبل التغطية والحشد الإعلامى ونحن بالفعل نحارب، وبالتالى نوقف كل حاجة السبع سنوات حتى انتهاء هذه المعركة.. لكنا كنا ندرك أن هذا هو هدف من أهداف الإرهاب الحقيقية وهو أن تتوقف الأمور فى مصر حتى تتداعى قدرة الدولة المصرية وتصبح سهلة السقوط مرة أخرى فكانت المعركة معركتين، معركة الإرهاب، ومعركة البناء وإعادة الدولة بجد".
وقال: "نتحدث عن 7 أو 8 تريليونات جنيه تم إنفاقها خلال السبع سنوات الماضية.. وإذا كان قد تم الانتظار إلى وقتنا الحالى حتى القضاء على الإرهاب كنا سنضطر إلى العمل على توفير 14 أو 15 تريليون جنيه وقد يستغرق هذا الأمر 7 أو 10 أعوام أخرى".
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه يعظم إرادة الشعب.. مضيفا "كان لدينا مشكلة طاقة كبيرة للغاية، وخلال عامين ونصف العام ضاعفنا إنتاجنا من الكهرباء وأصبح لدينا فائضا بنسبة 20%".
وتابع: "وأقول لكم عندما يزداد 2.5 مليون مواطن سنويا فإننا بحاجة إلى 60 ألف فصل دراسى بالإضافة إلى الموجود"، مضيفا "كنا 80 مليون نسمة وأصبحنا اليوم 100 مليون، متسائلا "هل ازدادت قدرات دولتنا بما يوازى العشرين مليون الزيادة؟".
وقال الرئيس السيسى: "أريد التحدث عن شىء ووزير الصحة متواجد.. طبقا للمعايير الطبية يجب أن يتوفر 2.8 طبيب لكل ألف ونحن لدينا 1.4، وهناك أناس تقول أن الأطباء تترككم وتسير، وهذا صحيح لأن ما أقدمه له أقل مما يحصل عليه فى أى مكان فى العالم".
وأجاب القائم بأعمال وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار قائلا: "لدينا نقص فى أعداد الأطباء مقارنة بعدد المواطنين، ومن ضمن العوائق هى عدم وجود الدخل المناسب للأطباء، وهم مؤهلون تأهيلا عاليا ومن الممكن استقطابهم فى كثير من دول العالم، والمتواجدون يؤدون دورا كبيرا من خلال المبادرات الرئاسية والتى قدمت خدماتها الطبية لأكثر من 83 مليون مواطن فى آخر 4 سنوات".
وقال الرئيس السيسى: "لكى تقوم بعمل تأمين منضبط وتعليم تريد أرقاما كبيرة وهذا الكلام لا يحبط أحدا.. لو كان حجم إنتاجنا الزراعى الحالى موجه لـ 40-50 مليون نسمة كان سيكفى، وكان إنتاجنا الذاتى سيكفى حاجات الناس، وعند الحديث عن الأزمة الحالية قلت إن الآثار الخاصة بها والمعالجات الخاصة بها لا تسقط بالتقادم.. وهذا موضوع تراكمى تتحمله الدولة والشعب أيضا، إذا كان يريد الخروج مما هو فيه ويقوم بعمل تنمية حقيقية".
وأكد أن التحديات التى تواجهها الدولة هى تحديات ضخمة تتطلب إرادة الشعب مع الدولة لكى يتم تجاوزها بنجاح.
وأشار إلى أنه رغم أزمة "كورونا" والأزمة الروسية الأوكرانية لا ينبغى أن نكون مكبلين الأيدى وأن نتحرك ونعمل وألا نفقد الأمل، قائلا: "وطول ما الإنسان موجود سيقابل تحديات ويعينه الله عليها بالعمل".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن: " لقد تحققت ثمار الإصلاح وانعكست على مؤشرات الاقتصاد الكلى فقد حققت مشروعات البنية التحتية والطاقة نتائج مذهلة عززت من قدرات الدولة ورفعت من قيمة أصولها وجعلت مصر مقصدا للاستثمار الأجنبى، كما انخفضت معدلات البطالة بعد ما وفرت المشروعات القومية المنفذة فرصا للعمالة".
وأضاف الرئيس السيسى: "كما تم تحقيق نقلة نوعية فى إنشاء مدن الجيل الرابع بعد أن تم إنشاء عدد من المدن الجديدة بطول الجمهورية وعرضها لسد الفجوة ما بين الطلب على الإسكان والمعروض وذلك لتوفير الوحدات السكنية اللازمة لشباب مصر".
ونوه إلى أن عجلة البناء والإنتاج دارت فى كل المجالات والقطاعات وكان المواطن المصرى وتوفير مقومات جودة الحياة هو الهدف الأنبل والغاية السامية فأطلقنا مبادرات للصحة حققت نتائج ملموسة ومؤثرة انعكست إيجابا على صحة المصريين، كما تم إطلاق المرحلة الأولى من أكبر مشروع تنموى لتطوير الريف المصرى فى التاريخ "حياة كريمة".
ومضى الرئيس السيسى قائلا إن: "الدولة تضمن انعكاسا مباشرا لمعدلات النمو على المواطن الأكثر احتياجا فى الريف المصرى ولضمان تحقيق العدالة الاجتماعية التى نادى بها المصريون فى يناير 2011 ويونيو 2013 فقد تم إقرار حزمة معتبرة من إجراءات الحماية الاجتماعية لتوفير مظلة آمنة للفئات الأكثر احتياجا".
وأضاف الرئيس السيسى "ولم تنحصر جهود الدولة فى المجال الاقتصادى فقط وإنما سعت الدولة المصرية إلى ترسيخ مفهوم امتلاك القدرة فطورت ودعمت قدراتها الأمنية والعسكرية وكانت تلك ضرورة حتمية وسط إقليم تعصف به رياح الاضطراب والصراع وقد باتت هذه القدرات اليوم ضمانا لحماية مقدرات هذا الوطن وظهيرا لاستقراره، كما نجحت الدولة فى إعادة رسم أنماط علاقاتها الدولية والإقليمية بناء على مفهوم الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة والدفاع عن الأمن القومى المصرى بدوائره القريبة والبعيدة".
وقال الرئيس السيسى: "السيدات والسادة الشعب المصرى العظيم كل مشاهد ومراقب لتطور الدولة المصرية منذ عام 2014 وحتى اليوم يمكنه أن يسرد قصة أم عظيمة استطاعت فى أقل من عقد من الزمان أن تحمى نفسها من السقوط وتحول مكر الذين أرادوا لها الفشل إلى إرادة وعزيمة لتتحول إلى دولة رائدة فى إقليمها شابة فى أحلامها قوية بأبنائها لم تنل منهم تهديدات الإرهاب أو تشكيك أو كذب من هنا وهناك".
وأضاف: "اليوم يواجه العالم ومصر أزمة عالمية مركبة ناجمة عن الآثار التى خلفتها جائحة كورونا وعواقب الصراع الروسى الأوكرانى تلك الأزمة التى تسببت فى ارتفاع مستويات التضخم العالمية وحال من الكساد التجارى وأزمة فى سلاسل الإمداد ومصر تواجه هذه الأزمة التى ألمت بالعالم بقدرات متطورة وخطة عمل فاعلة عكفت على إعدادها الحكومة وكافة أجهزة مؤسسات الدولة بحيث تتحول هذه الأزمة إلى فرص لتطوير وتنمية الاقتصاد المصرى مع الوضع فى الاعتبار العمل من أجل تقليل الآثار المباشرة على المواطنين قدر الإمكان من خلال التنسيق والتعاون بين الدولة ومؤسساتها من جهة ومؤسسات المجتمع المدنى وشركاء التنمية من جهة أخرى وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر تضررا"
واستطرد الرئيس السيسى، قائلا: "أود أن أقول أن أكثر ما كان يتحدث عنه المواطن خلال الفترة الماضية هو توافر السلع الأساسية.. وأقول لكم أننا فى عامى 2014 و2015 قمنا باتخاذ قرار بألا يقل المخزون الاستراتيجى للدولة المصرية عن 6 أشهر، وتم تخصيص الموارد اللازمة لهذا الأمر، ونحن فى حينها لم نكن نعلم أنه سيكون هناك أزمة مثل ما نراها فى الوقت الحالى."
ومضى الرئيس السيسى قائلا: "عندما نتحدث عن أن القمح المتواجد لدينا اليوم أو الذى يتم حصاده على الأراضى المصرية يكفينا حتى نهاية هذا العام بما يعنى حوالى 9 أشهر، ولدينا اكتفاء ذاتى من الأرز ومن الممكن بنهاية هذا العام أن يكون لدينا اكتفاء ذاتى من السكر.. يؤكد أنه لا توجد مشكلة حقيقية تخيفنا.. نعم لدينا أزمة اقتصادية ونحن قادرون على السيطرة والتعايش معها ولدينا ما نحتاجه على أراضينا وهو ما سيراه الجميع خلال الفترة القادمة".
وقال الرئيس السيسى: " شعب مصر العظيم إن تضحيات المصريين وأحلامهم هى ضمان بقاء أمتنا العظيمة ومثلما عبرنا معا التحديات السابقة سنعبر ونجتاز التحديات الحالية وفى ذلك الحضور من ممثلى الشعب الذين اجتمعوا على مائدة الأسرة المصرية، أعلن لكم بكلمات واضحة وبلسان مصرى مبين أننا نجدد العهد بأن تجمعنا المساحات المشتركة فى وطننا الغالى لنبنى مصر المستقبل وفى سبيل تحقيق ذلك أؤكد لكم أننى قررت ما يلى:-
أولا: تكليف الحكومة بعقد مؤتمر صحفى عالمى لإعلان خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية والتى تشمل تنفيذ إجراءات عاجلة لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مجال البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم والتحول الرقمى وتوجيه كل الدعم اللازم للمستثمرين المصريين فى كافة المجالات السياحية والصناعية والزراعية والتطوير العقارى والتحول الرقمى.
ثانيا: إطلاق مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلى وتقليل الواردات وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطنى فى توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى مصر مع تقديم عدد من الحوافز فى صورة أراضى بحق الانتفاع والإعفاء من الضرائب لمدة 5 سنوات، بالإضافة إلى تقديم أوجه الدعم اللازم لتقنين الأوضاع للمخالفين وتقديم الدعم الفنى والمادى اللازم للمتعثرين.
ثالثا: تكليف أجهزة ومؤسسات الدولة بالاستمرار فى دعم مبادرة التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى التى نفذتها خلال الشهرين الماضيين لتقديم الدعم والحماية الاجتماعية لعدد 9 ملايين أسرة مع قيام الحكومة بدعم التحالف بقيمة 9 مليارات جنيه حتى نهاية العام الجارى، ودعونى فى هذا الجمع الكريم أن أتقدم لجميع أعضاء هذا التحالف من جمعيات ومؤسسات بالتحية والتقدير على الجهد المبذول والتنسيق والتكامل مع مؤسسات الدولة المختلفة لإنجاح هذا النموذج الناجح للتعاون بين الدولة والمجتمع المدنى.
رابعا: انطلاقا من إعلان عام 2022 عاما للمجتمع المدنى فإننى أدعو جميع الأجهزة المعنية ومؤسسات المجتمع المدنى لإطلاق منصة حوار من خلال التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى ووزارة التضامن الاجتماعى والمجلس القومى لحقوق الإنسان لتقديم الدعم للعمل الأهلى والمجتمعى واقتراح التعديلات التشريعية اللازمة لتسهيل العمل المجتمعى بما يخدم أهداف الدولة فى تحقيق التنمية المستدامة.
خامسًا.. تكليف الحكومة وكافة الأجهزة المعنية بتعزيز كافة أوجه الدعم المقدم لمزارعى القمح فى مصر، وذلك بزيادة المحفزات المقدمة للمزارعين سواء كانت مادية أو خدمية لما يحقق زيادة فى الاكتفاء الذاتى من القمح.
سادسًا.. إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى التى تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطنى للشباب على أن توثق إعادة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة، قائلًا "لا أخفى عليكم سعادتى البالغة فى خروج دفعات لعدد من أبنائنا الذين تم الإفراج عنهم خلال الأيام الماضية، وأقول لهم أن الوطن يتسع لنا جميعًا، وأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية".
سابعًا.. تكليف الوزارات والمؤسسات والأجهزة التى ساهمت فى توفير السلع الأساسية للمواطنين من خلال المعارض المختلفة التى تم إقامتها على مستوى محافظات الجمهورية باستمرار عمل هذه المعارض لتقديم كافة السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مدعمة وحتى نهاية العام الجارى.
ثامنًا.. تكليف إدارة المؤتمر الوطنى للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة، ورفع نتائج هذا الحوار إلى شخصيًا مع وعد بقيامى بحضور هذه الحوارات فى مراحلها النهائية.
وفى هذا الصدد قال الرئيس السيسى: "فى حوارى مع الإعلاميين تحدثت فى موضوع الإصلاح السياسى مبديًا حرصى الشخصى على هذا الأمر، ولكن الأولويات كانت مؤجلة فى هذا الموضوع، والآن أقول إننا نطلقه ونتيح الحوار والنقاش لكل القوى السياسية دون استثناء أو تمييز".. مشيرًا إلى عرض مخرجات هذا الحوار على البرلمان ومجلس الشيوخ، لكى يكون الإقرار أو القوانين المطلوبة أو المزيد من النقاش فيه، مؤكدًا الحاجة إلى هذا الحوار الوطنى الآن؛ خاصة مع إطلاق الجمهورية الجديدة ليكون ضمن مفرداتها.
تاسعًا.. قيام الحكومة بالإعلان عن خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومى وكذا عجز الموازنة على مدار الأربع سنوات القادمة.
عاشرًا.. قيام الحكومة بطرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية تستهدف مضاعفة أحجام وأعداد الشركات المقيد لها أوراق مالية والمستثمرين المحليين والأجانب والمؤسسات المختلفة.
الحادى عشر.. تكليف الحكومة بالإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص فى الأصول المملوكة للدولة بمستهدف 10 مليارات دولار سنويًا ولمدة 4 سنوات.
الثانى عشر.. قيام الحكومة بالبدء فى طرح حصص من شركات مملوكة للدولة فى البورصة المصرية من ضمنها شركات مملوكة للقوات المسلحة وذلك قبل نهاية العام الجارى.
الثالث عشر.. استكمال سداد المديونية الخاصة لـ700 من الغارمين والغارمات المتواجدين بالسجون بتكلفة مالية تصل إلى 45 مليون جنيه لإخلاء سبيلهم وذلك كدفعة أولى من المساعدات الموجهة لهم ولأسرهم والعمل على دمجهم فى الحياة العامة وتمكينهم اقتصاديًا.
واختتم الرئيس السيسى قائلًا: "فى نهاية حديثى وسط هذا الجمع الكريم الثرى من أبناء الشعب المصرى العظيم، أؤكد لكم جميعا بأن هذا الوطن العزيز أقوى مما يتصور المتربصين به وأغنى مما يظن المشككين فيه، ومصرنا الغالية القوية التى تخطو خطواتها الأولى لتدشين الجمهورية الجديدة قادرة على تخطى الصعاب وإحالة التحديات إلى فرص.. مصر الجديدة هى دولة ديمقراطية مدنية حديثة تتسع لكل أبنائها وتسعى للسلام والبناء والتنمية.. مصر التى خُضبت دماء الشهداء أرضها الطيبة وصنع مجدها سواعد أبنائها، وزرع لها الأمل فلاحوها وأصنع لها المستقبل عمالها، وتشعب من ثقافة وفنا وعلما بعقول علمائها.. مصر الوطن الذى تردد له وبه دائمًا.. تحيا مصر".