على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا.. ما مصير العلاقات السياسية بين روسيا وألمانيا ؟
في ظل الحرب المشتعلة بين الجانب الأوكراني والروسي، وافق مجلس النواب في البرلمان الألماني بأغلبية ساحقة، على اقتراح بشأن دعم أوكرانيا يؤيد تسليم معدات عسكرية تشمل أسلحة ثقيلة إلى البلاد لمساعدتها في صد الهجمات الروسية.
وجاء في الاقتراح "إلى جانب العزلة الاقتصادية الواسعة وفصل روسيا عن الأسواق الدولية، فإن الوسيلة الأكثر أهمية وفاعلية لوقف الغزو الروسي هي تكثيف وتسريع تسليم أسلحة فعالة وأنظمة متطورة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة".
وفي ذات السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الرسية، ماريا زاخاروفا إن الدول الغربية تدعو أوكرانيا علنًا إلى مهاجمة روسيا، مضيفة أن على الغرب أن يأخذ موسكو على محمل الجد عندما تقول إن توجيه ضربات على الأراضي الروسية سيؤدي إلى رد.
وأبلغت روسيا عن سلسلة من الانفجارات في جنوب البلاد وحريق في مستودع ذخيرة أمس الأربعاء، في أحدث حلقة في سلسلة حوادث وصفها مسؤول أوكراني كبير بأنها رد على العملية العسكرية الروسية.
كما اعتبرت الرئاسة الروسية، أن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا "تهدد الأمن" الأوروبي، وذلك بعد دعوة جديدة من وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس لتسليم المزيد من الأسلحة الثقيلة وطائرات إلى كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: "هذا الميل لإغراق أوكرانيا بالأسلحة وخصوصا الأسلحة الثقيلة يعد تصرفا يهدد أمن القارة ويزعزع الاستقرار".
على ما يبدو أن الحرب الدائرة في شرق أوروبا ستغير الكثير من الثوابت في القارة العجوز، بعد أن بات واضحا للجميع أهمية روسيا كمصدر رئيسي للطاقة.
ألمانيا التي تعتمد بشكل رئيسي على روسيا كمصدر للطاقة، بدأت في تعديل قوانينها من أجل تأمين الإمدادات من الطاقة خلال السنوات المقبلة.
ووافق مجلس الوزراء الألماني على تعديل قانوني سيمًكن الحكومة من السيطرة على ملكية شركات الطاقة كإجراء ملاذ أخير لتأمين إمدادات في حالة الطوارئ، وفقا لفوربس.
وقاومت ألمانيا حتى الآن الدعوات إلى المقاطعة الأوروبية ردًا على الحرب في أوكرانيا، حيث تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لاحتياجاتها من الطاقة.
وتعتمد ألمانيا على ثلث وارداتها من النفط الروسي، و45% من مشترياتها من الفحم، و55% من واردات الغاز من روسيا.
وقررت ألمانيا منذ أشهر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 مع روسيا، ردًا على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، فيما اعترف رئيس ألمانيا، فرانك والتر شتاينماير، أن انفتاحه السابق على روسيا ودعمه لخط أنبوب الغاز نورد ستريم 2 كان خطأ.
جعلت حرب روسيا على أوكرانيا بعض المسؤولين الألمان يندمون علنًا على اهتمامهم السابق بإقامة علاقات أقوى مع روسيا.
ووفقا لفوربس، تتعالى الأصوات التي تدعو برلين للتخلي عن واجبها الاقتصادي بغية اتخاذ موقف من الغاز لروسي، وورد في استطلاع أجرته YouGov، أن غالبية الألمان سيؤيدون مقاطعة النفط والغاز الروسيين، حيث قال 54% من المستطلعين إنهم يؤيدون ذلك "بقوة أو إلى حد ما".
إلا أن المعاهد الاقتصادية الألمانية توقعت أن يؤدي الوقف الفوري لواردات الطاقة الروسية، إلى "ركود حاد" في البلاد وتراجع النمو إلى 1.9% خلال العام الجاري، مما يتسبب في انكماش الاقتصاد بنسبة 2.2%.
كما خفضت المجموعة توقعاتها للنمو في 2022 إلى 2.7% مقارنة مع تقديراتها السابقة البالغة 4.8% في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرت وكالة رويترز أجزاء منه، إن 40 من الدبلوماسيين الألمان باتوا "أشخاصا غير مرغوب فيهم" في موسكو.
وتابعت أنها اتخذت هذا القرار بعد أن أعلنت ألمانيا في 4 أبريل/ نيسان أن "عددا كبيرا" من المسؤولين في السفارة الروسية في برلين "غير مرغوب فيهم".
وأوائل الشهر الجاري، أعلنت ألمانيا، طرد عدد كبير من الدبلوماسيين في السفارة الروسية ببرلين، على خلفية مزاعم حدوث "عملية قتل جماعي" قرب كييف.
وكشفت صحيفة بيلد الألمانية أن عدد الدبلوماسيين الروس "غير المرغوب بهم"، حينها كانوا 40 دبلوماسيا.
يذكر أن إعلان دبلوماسيين كأشخاص غير مرغوب فيهم، يعني الطرد من البلد المستضيف.
وتوترت العلاقات السياسية بين روسيا وألمانيا على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا، لكن البلدين لا يزال يحافظان على جوهر التعاملات الاقتصادية، خاصة واردات الغاز الروسية لبرلين.