"ناصر بوريطة" يكشف تفاصيل الاجتماع الوزاري التاسع للتحالف الدولي لمحاربة داعش
أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الأربعاء، أن الاجتماع الوزاري التاسع للتحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي يعقد لأول مرة بإفريقيا كان "مؤتمرا ناجحًا بكل المقاييس"، وركز بشكل كبير على الوضع الأمني بالقارة.
وأضاف بوريطة، في مؤتمر صحفي، عقده مع وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، عقب نهاية المؤتمر، بمراكش المغربية: "لاحظنا تطورًا في التكتيكات الإرهابية من خلال استخدام تكنولوجيات جديدة في عمليات التمويل"، لافتا إلى أن "آثار الإرهاب باتت تنعكس بشكل كبير على الاقتصاد في دول إفريقيا".
وقال بوريطة: "لقد كان لي شرف المشاركة في رئاسة هذا الاجتماع الهام والمثمر، مع صديقتنا وشريكتنا وحليفتنا، الولايات المتحدة الأمريكية".
وأوضح بوريطة أن سبب نجاح المؤتمر يتجلى في، تلبية "79 دولة دعوتنا، بما في ذلك 19 من إفريقيا و8 من آسيا و9 وفود من العالم العربي".
وأضاف المتحدث ذاته، أنه حضر المؤتمر 47 وزيرا، من بينهم 38 وزير خارجية، شاركوا كلهم بشكل شخصي وفاعل في المناقشات.
وأشار وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى أنه ساهم أكثر من 400 مشارك في نجاح أشغال المؤتمر (414 بالتحديد).
كما شهد اجتماع مراكش، يُضيف بوريطة، انضمام جمهورية البنين كعضو جديد في الائتلاف – وهي بذلك العضو 85.
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية المغربي، أن هذا "ليس هو السبب الوحيد الذي يكمن وراء نجاح مؤتمرنا".
وأضاف المتحدث عينه، أن المغرب شكل على مدى الأيام الماضية محجا لدول التحالف ضد داعش.
وتساءل بوريطة: "لماذا يعقد مؤتمر بهذا الحجم وحول هذا الموضوع بالذات في المغرب"، مضيفا "تكمن الإجابة على هذا التساؤل في العناصر الثلاثة التالية".
وأوضح بورطية، أنه أولا، لأن إفريقيا، بقضاياها المختلفة، تشكل أولوية في رؤية الملك محمد السادس، حيث يضع جلالته قضايا القارة – بما فيها قضايا الأمن والتنمية ومكافحة الإرهاب، في صميم السياسة الخارجية للمملكة.
وثانيا، يُضيف بوريطة، لأن المغرب نجح في بلورة إجابات وطنية فاعلة ومتفردة في تعامله مع الظاهرة الإرهابية؛ وهو ما يعطيه مصداقية على المستوى الدولي، ويجعل تجربته الوطنية مصدر إلهام للعديد من الدول الصديقة والشريكة، خاصة في القارة الإفريقية.
أما العنصر الثالث حسب بوريطة فهو، أن قناعة المغرب العميقة وإيمانه القوي أن مكافحة الإرهاب تتطلب جهدا جماعيا شموليا ومنسقا، يعالج مختلف أوجه هذه الظاهرة، في إطار مقاربة منبنية على التعاون والتنسيق الدوليين.
من جهة أخرى، قال بوريطة، "كنا قد برمجنا، أنا ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن نلتقي في مراكش، في اجتماعنا الثالث في غضون أسابيع قليلة فقط، لكن فيروس كورونا حال دون ذلك".
وأضاف "أود أن أحييه من هذا المنبر، متمنيا له الشفاء العاجل والكامل. وعلى الرغم من أنه لم يكن حاضرًا بيننا، إلا أنه ساهم بشكل كبير في بلورة ونجاح هذا المؤتمر. وأود أن أثني على انخراطه وأنوه بتعبئة الشركاء الأمريكيين".
وأبرز بوريطة، أن المغرب فخور "بشكل خاص، لأن مؤتمر مراكش للتحالف الدولي لهزيمة داعش، يعكس هذه المحاور الثلاثة النابعة من الرؤية الملكية ويعكس نقطة التقائها".
وأضاف المتحدث ذاته، أنه "تم التركيز بقوة على الوضع في إفريقيا. وقد كان هذا التركيز ضروريا لأن إفريقيا أصبحت هدفا رئيسيا للإرهاب".
وأبرز بوريطة، أنه يوجد 27 كيانًا إرهابيًا ممركزًا في إفريقيا على قائمة عقوبات مجلس الأمن للأمم المتحدة باعتبارها جماعات إرهابية.
وأضاف أنه في عام 2021، سجلت في إفريقيا جنوب الصحراء 48 بالمائة من الوفيات بسبب الإرهاب العالمي، حيث وصل عدد الضحايا إلى 3.461 ضحية.
كما وصل مجموع القتلى 30 ألف شخص في هجمات إرهابية في المنطقة على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية.
وأبرز المسؤول الحكومي، إلى نزوح أكثر من 1.4 مليون شخص داخليًا في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل بسبب المواجهات المستمرة.
وقال بوريطة: "لقد لاحظنا تطور التكتيكات الإرهابية من خلال زيادة استخدام الطائرات دون طيار لأغراض كل من الاستطلاع والهجوم، وكذلك استخدام التكنولوجيات الجديدة للقيام بعمليات التمويل، مثل استعمال العملات المشفرة".
وأضاف وزير الخارجية، أن تأثير الإرهاب على التنمية كبير، حيث بلغ الأثر الاقتصادي للإرهاب على القارة خلال العقد الماضي 171 مليار دولار أمريكي، مما كان له تأثير مباشر على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الأفريقية.
وأوضح بورطية، أن هذا "يعني أن تركيز التحالف على مواجهة التهديد الإرهابي جاء في الوقت المناسب أكثر من أي وقت مضى".
وأشار المتحدث عينه، إلى أن الاجتماع الوزاري أعرب عن تضامنه مع الدول الأفريقية، وأعاد التأكيد على العزم الجماعي على مواجهة التهديد المتطور لداعش في إفريقيا.
كما سجل بارتياح الدعم الوزاري لنتائج مجموعة التركيز المخصصة لإفريقيا، التي عقدت اجتماعها العام الأول بمراكش، قبل يومين، تحت الرئاسة المشتركة للمغرب والولايات المتحدة والنيجر وإيطاليا.
وأضاف أن الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي، كان فرصة فريدة للتفكير معًا في تطور التهديد الذي يشكله داعش في مناطق أخرى من العالم، ولا سيما ما يسمى داعش خراسان.
بدورها، قالت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية: "إننا (الولايات المتحدة) ملتزمون بتقديم مساعدات أمنية لشركائنا في شرق ووسط آسيا لمكافحة تنظيم داعش".
وأضافت نولاند: "نعمل على تقديم دعم أفضل لشركائنا في إفريقيا لمواجهة تنظيم داعش".
وتابعت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي: "وجودنا في المؤتمر الدولي لمحاربة داعش مع 13 دولة أفريقية يبعث رسالة قوية للتنظيم بأننا سوف نهزمه أينما كان".
من ناحية أخرى، أبرز بوريطة بإيجاز الرسائل الرئيسية للمناقشات في المؤتمر والتي وردت بشكل موجز في البيان الذي تم اعتماده.
وقال أولا: التأكيد مجددًا على استمرار العزم والالتزام بتأمين مكاسب التحالف ضد داعش في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال جهود تحقيق الاستقرار.
ثانيًا، أكدنا مجددًا أن معالجة التهديد العالمي لداعش من خلال تنسيق كلي وشامل للجهود يمثل سمة مميزة للتحالف؛
ثالثًا، أكدنا على أهمية الجهود التي يقودها المدنيون باعتبارها حجر الزاوية للموجة التالية من حملة الحاق الهزيمة بداعش؛
رابعًا، أعربنا عن التزامنا القوي بمراعاة تطور التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في إفريقيا؛
وخامسًا، أقررنا بأن أي حل دائم لوقف انتشار داعش في إفريقيا سيعتمد على السلطات الوطنية وكذلك الجهود والمبادرات دون الإقليمية والإقليمية في القارة.
كما أن التحالف سيظل مدفوعًا بجهود المدنيين من خلال ومع وأعضائه الأفارقة، تماشيا مع مبدأ التملك، وبما يتناسب والاحتياجات الخاصة للدول الأفريقية.
إضافة إلى الالتزام على المستوى العالمي تجاه الناجين وأسر ضحايا داعش من خلال محاسبة قادة ومرتكبي هذه المجموعة والجماعات التابعة لها.
وأشار بوريطة، إلى أنه بالرغم من هذا التصميم القوي، "لم نهزم بشكل كامل داعش وخطرها في جميع أنحاء العالم".
وقال "إننا بحاجة إلى أن نظل يقظين ومتحدين - ونحن بالتأكيد كذلك. نحن بحاجة إلى استباق التهديد الذي يشكله الإرهابيون، وتكييف استجاباتنا مع تطور هذا التهديد".