لهذا السبب.. أزمة الطاقة تتصاعد أكثر فأكثر في قارة أوروبا
يبدو أن أزمة الطاقة تتصاعد أكثر فأكثر في قارة أوروبا خاصة بعد انخفاض إمدادات الغاز الروسي لها بعد إعلان أوكرانيا حالة القوة القاهرة.
وتعد روسيا المصدر الرئيسي للطاقة للقارة العجوز سواء عبر النفط أو الغاز.
وتشهد كميات الغاز الروسي التي يتم ضخها إلى أوروبا عبر أوكرانيا انخفاضا بمقدار الثلث مقارنة بالأربعاء، وفق ما أعلنت الشركة النفطية الروسية العملاقة غازبروم، من جراء تأثر الإمدادات بالنزاع لليوم الثاني على التوالي.
وتراجعت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بمقدار الربع أمس الأربعاء بعد أن أوقفت كييف استخدام نقطة عبور رئيسية للغاز، وألقت باللوم على تدخل القوات الروسية المحتلة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتعطل فيها الصادرات عبر أوكرانيا منذ الغزو.
ومنذ قليل ألقى الرئيس الروسي بوتين خطابا بشأن التداعيات الاقتصاد من العقوبات المفروضة، تزامنا مع إقبال مزيد من الكيانات الأوروبية على الرضوخ لمطالب روسيا بشأن تسديد ثمن الغاز بالروبل.
وفي الوقت ذاته لم تخلو الأجوء من محاولات أوروبية لتقليل حجم التأثير الروسي على قطاع الطاقة لديها رغم اعترافها ضمنًا بان السوق يتعرض لأزمة نقص في الإمدادات.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، في اجتماع بشأن القضايا الاقتصادية، إن العقوبات الغربية ضد روسيا أضرت باقتصاديات تلك الدول التي فرضتها، وأثارت أيضًا أزمة عالمية.
وقال بوتين إن هذه العقوبات تثير أزمة عالمية إلى حد كبير وأن واضعيها مسترشدين بطموحات سياسية قصيرة النظر ومضخمة بينما ضرت العقوبات إلى حد كبير بمصالحهم الوطنية، واقتصاداتهم ورفاهية مواطنيهم.
وقال بوتين إن اللوم في العواقب العالمية للعقوبات ضد روسيا، بما في ذلك المجاعة المحتملة في عدد من الدول، يقع على عاتق الدول الغربية المستعدة للتضحية ببقية العالم من أجل هيمنتها.
ودفع بوتين في خطابه لحد أن وصف أن عددًا من الدول تواجه بالفعل مخاطر المجاعة، ومع استمرار العقوبات ضد الاتحاد الروسي، قد تظهر عواقب صعبة يمكن عكسها بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وقال بوتين إن اللوم في ذلك يقع بالكامل على عاتق نخب الدول الغربية المستعدة للتضحية ببقية العالم من أجل الحفاظ على هيمنتها العالمية، وتابع أن روسيا بدورها تتعامل بثقة مع التحديات الخارجية.
ويعتقد بوتين أن استمرار سياسة "هوس العقوبات" تجاه روسيا سيؤدي إلى عواقب أكثر تعقيدًا وصعوبة لعكس مسارها على مواطني الاتحاد الأوروبي والدول الأفقر في العالم.
وقال بوتين من الواضح، بسبب القوانين الاقتصادية الموضوعية، أن استمرار هوس العقوبات، إذا جاز لي القول، سيؤدي حتمًا إلى أكثر العواقب تعقيدًا وصعوبة لعكس اتجاه الاتحاد الأوروبي ومواطنيه، وكذلك بالنسبة لأفقر الدول.
وفي إشارة لمدى ما تتعرض له أوروبا من اختناق في الطاقة فتحت 10 شركات أوروبية أخرى حسابات مع JSC "Gazprombank" لدفع تكاليف إمدادات الغاز الروسي وفقًا لأنباء وتقارير دولية.
ونتيجة لاستسلام المزيد من الشركات الأوروبية للمطالب الروسية ارتفع العدد الإجمالي للكيانات القانونية التي تستعد لدفع ثمن الغاز بالروبل إلى 20.
بينما قالت تقارير أمريكية أن ما يزيد عن 14 شركة وكيان جديد تقدمت بالمستندات المطلوبة لفتح مثل هذه الحسابات مع البنك الروسي.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن التطورات أظهرت أنه يمكن استخدام الطاقة بوصفها سلاحا، موضحا أن شرط أن تكون ألمانيا آمنة في المستقبل هو توسيع نطاق الطاقات المتجددة الذي تسعى الحكومة الاتحادية لتحقيقه.
وقال هابيك، اليوم الخميس أن بلاده قامت بالاستعداد للموقف، لافتا إلى أنه يمكن للسوق تعويض انقطاع الغاز من روسيا، بيد أن وضع إمدادات الطاقة يشهد تدهورًا ملموسا خاصة بعض القرار الأوكراني الأخير.
وقال وزير الاقتصاد الألماني أن أوكرانيا تبحث عن طرق جديدة لنقل الغاز الروسي إلى غرب أوروبا، بعدما أعلنت اضطرارها إلى وقف نقل الغاز الروسي في منطقة لوهانسك المتنازع عليها بشرق البلاد بسبب الحرب.
وقال هابيك إذا استمر النقص بمقدار الثلث فإن ذلك سيمثل بالطبع تحديا في أي وقت، بينما لا يرى سببا لإعلان مرحلة جديدة من خطة طوارئ الغاز الآن، حيث تطبق في الوقت الحالي المرحلة الأولى مرحلة الإنذار المبكر من أربع مراحل.