إيران التي حيرت العالم معها
على الرغم من الأزمات المحدقة التي ألمت بالاقتصاد الإيراني، وعلى الرغم من العقوبات التي نالت من اقتصاد طهران المتهالك في الأساس، وعلى الرغم من العقوبات التي فرضت على إيران منذ إعلان الجمهورية في عام 1979، إلا أن تلك الدولة حيرت العالم معها سواء في المفاوضات أو حتى على المستوى العسكري والإستراتيجي.
ورغم استمرار المفاوضات التي تجري منذ أكثر من عام بين إيران والدول الكبرى لإعادتها والولايات المتحدة الأمريكية إلى مربع الاتفاق النووي الموقع عام 2015، ورغم احتياج اقتصاد إيران إلى العودة إلى الاتفاق لتجنب العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل الاقتصاد، إلا أن السلطات الإيرانية مازالت تماطل في التوقيع على المسودة النهائية التي سبق أن اقترحتها، بزعم رغبتها في رفع الحرس الثوري ومؤسساته بالكامل من قائمة العقوبات الأمريكية، وهو بالطبع ما ترفضه واشنطن
ورغم الكثير من الشد والجذب والكثير من المماطلة.. ورغم التظاهرات الحاشدة التي ضربت الشوارع والمدن الإيرانية، إلا أن النظام الإيراني لا يزال متشبثَا بموقفه الرافض لتطبيق عقوبات من الأساس على أي مؤسسة أو كيان إيراني، وكأن رجال النظام يرون التظاهرات الحاشدة والفئوية وحالة الجوع والعطش وارتفاع الأسعار في الداخل الإيراني ولا يعيرون ذلك انتباهًا... ويرون أن رفع العقوبات من أجل تسهيل الإنفاق على عمليات الحرس الثوري في الخارج هو أعظم أمانيهم على الإطلاق.
لقد حيرت إيران بمواقفها الغامضة خبراء السياسة والاقتصاد.. فرغم أن كل الحكومات تحاول الحفاظ على مواقعها بتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية داخليًا وخارجيًا.. إلا أن الحكومات الإيرانية المتعاقبة والإستراتيجية الإيرانية في السياسة والاقتصاد تنظر في مكان آخر