موسكو تتهم دول الغرب بشن حرب دبلوماسية واقتصادية وسياسية ضدها
فيما المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا مجمدة عمليًا في الوقت الراهن، تتهم موسكو دول الغرب بشن حرب دبلوماسية واقتصادية وسياسية ضدها، في حين تحث فنلندا والسويد الخطى للانضمام إلى حلف الناتو، في خطوة أثارت غضب موسكو التي تعلن على نحو شبه يومي عن قصف شحنات أسلحة غربية في أوكرانيا، في وقت حملت تطورات أزمة المحصنين في مصنع آزوفستال للصلب بمدينة ماريوبول تطورات جديدة مفادها أن أكثر من 265 مقاتلًا أوكرانيًا كانوا محاصرين في المصنع ألقوا أسلحتهم واستسلموا، بينهم 51 جريحًا، حسب وزارة الدفاع الروسية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو، أمس، إنه لا توجد مفاوضات حاليًا. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رودنكو القول: «المفاوضات ليست مستمرة. فأوكرانيا انسحبت عمليًا من العملية التفاوضية»، وأكد أنه لا توجد مفاوضات حاليًا «بأي شكل من الأشكال» مع كييف.
وفيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخها دمرت شحنات أسلحة أمريكية وأوروبية في منطقة لفيف غربي أوكرانيا، اتهمت موسكو دول الغرب بشن حرب دبلوماسية واقتصادية وسياسية ضد البلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف أمس: «إنها دول معادية. لأن ما تفعله هو حرب». وقال بيسكوف إن روسيا تشهد «عاصفة كاملة، ولحظة الحقيقة»، وأضاف أنه ينبغي على روسيا أن تظهر قدرتها على حماية مصالحها، وأكد أن «كل حرب تنتهي بالسلام. وسوف يشهد ذلك السلام صوتًا مسموعًا لنا».
في الأثناء، تستعد فنلندا والسويد للتخلي عن عقود من الحياد العسكري بطلب الانضمام لحلف الناتو. لكن، لا تبدو الخطوة مؤكدة في أي حال، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين عزم بلاده عدم الموافقة على طلبات الترشح متهمًا فنلندا والسويد بإبداء تساهل مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة تنظيمًا «إرهابيًا».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن من المحتمل ألا يمثل انضمام البلدين للحلف «فارقًا كبيرًا» لأن الدولتين تشاركان منذ وقت طويل في التدريبات العسكرية لـ «الناتو». أضاف «تشارك فنلندا والسويد، إضافة إلى دول محايدة أخرى، في التدريبات العسكرية لحلف الناتو منذ سنوات». وأضاف أن الحلف «يضع أراضيهما في حسبانه عندما يخطط لتوسعات عسكرية شرقًا.. سوف نرى كيف تُستخدم أراضيهما».
وأعلنت موسكو، اعتبار اثنين من موظفي السفارة الفنلندية شخصين غير مرغوب فيهما، ردًا على خطوة مماثلة كانت هلسنكي اتخذتها.
وفي تطورات أزمة آزوفستال، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 265 جنديًا أوكرانيًا، بينهم عشرات الجرحى، استسلموا في المصنع، آخر جيب للمقاتلين الأوكرانيين في مدينة ماريوبول. وقالت الوزارة: «على مدى الساعات الـ24 الماضية، ألقى 265 مسلحًا أسلحتهم واستسلموا، بينهم 51 ممن أصيبوا بجروح بالغة». وأوضحت أن كل الذين يحتاجون إلى عناية طبية نقلوا إلى مستشفى نوفوازوفسك»في مناطق سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
ورفض المتحدث باسم الكرملين، ردًا على أسئلة خلال إحاطة عبر الهاتف مع صحافيين، أن يوضح ما إذا كان الجنود الأوكرانيون يعتبرون أسرى حرب أو مجرمي حرب، في وقت تتهم موسكو العديد من العسكريين الأوكرانيين وخصوصًا عناصر كتيبة آزوف التي قاتلت في ماريوبول، بالانتماء إلى «عصابات مسلّحة من النازيين الجدد». وقال دميتري بيسكوف «أذكّر بتصريح الرئيس الروسي فلاديميربوتين، سيعاملون طبقًا للقانون الدولي». وأعلنت السلطات الأوكرانية أمس، عن مواصلة عملية إنقاذ لإجلاء من تبقى من مقاتلي «آزوفستال». وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في رسالة على تلغرام: «أنشطة إنقاذ المدافعين الذين ما زالوا على أراضي آزوفستال مستمرة».
وقال الجيش الأوكراني في رسالة على فيسبوك، إن الدفاع عن المجمع الصناعي أسهم في تأخير انتقال 2000 جندي روسي إلى مناطق أخرى من أوكرانيا، ومنع روسيا من السيطرة بسرعة على مدينة زابوروجيا.