رغم عقوبات غير مسبوقة.. روسيا مكاسب إضافية كبيرة من عائدات النفط والغاز هذا العام
تتوقع روسيا مكاسب إضافية كبيرة من عائدات النفط والغاز هذا العام، رغم عقوبات غير مسبوقة، فيما كشفت موسكو عن أوجه إنفاق هذه الإيرادات.
وقال وزير المال الروسي إن بلاده تتوقع تحقيق تريليون روبل إضافي من عائدات النفط والغاز هذا العام، مضيفا أن جزءا من المكاسب الاستثنائية سيُنفق على العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقال الوزير أنطون سيلوانوف في تصريحات أذاعها التلفزيون الحكومي "نتوقع أن نحقّق ما يصل إلى تريليون روبل (14،4 مليار دولار) من عائدات النفط والغاز الإضافية، وفق التوقعات التي وضعناها مع وزارة التنمية الاقتصادية".
وأضاف سيلوانوف أن الحكومة تخطط لإنفاق الإيرادات الإضافية هذا العام بدلًا من ادخارها.
وأكد الوزير الروسي أن الأموال ستنفق على "مدفوعات إضافية" لأصحاب المعاشات التقاعدية والعائلات التي لديها أطفال و"العملية الخاصة" في أوكرانيا، في إشارة إلى هجوم موسكو في الدولة الموالية للغرب.
وفرض الغرب حزم عقوبات غير مسبوقة على روسيا لإرسالها قوات إلى أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، لكنها لم تطل إمدادات النفط والغاز الروسية.
وقلّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا من تأثير العقوبات، قائلًا إن "تصرفات أوروبا الفوضوية" أدت إلى زيادة عائدات روسيا من النفط والغاز.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن روسيا ستصدر النفط الذي رفضته الدول الأوروبية إلى آسيا ومناطق أخرى مؤكدا أن موسكو ستحافظ على أسواق التصدير.
وأضاف نوفاك إن صادرات النفط الروسية تتعافى تدريجيا وإن قطاع الطاقة في البلاد ليس في أزمة.
في وقت سابق، توقع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك تراجع إنتاج البلاد النفطي إلى ما بين 480 و500 مليون طن هذا العام من 524 مليون طن في 2021.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله للصحفيين في طهران إن التوقعات قابلة للتغيير تبعا للوضع.
وذكرت وزارة الاقتصاد الروسية أن إنتاج النفط هذا العام سينخفض بنسبة 9.3 بالمئة إلى 475.3 مليون طن.
وقال نوفاك للصحفيين حسبما نقت عنه وكالة الإعلام الروسية "أعتقد أن الانكماش سيكون أقل بكثير. كان هناك شهر واحد فقط زاد الانكماش فيه عن مليون برميل يوميا ولم يعد الأمر كذلك الآن. لذلك أعتقد أنه سيكون هناك انتعاش في المستقبل".
ودعا وزير الصناعة الروسي دينيس مانتوروف الدول في مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة إلى تأسيس مشاريع مشتركة لتكرير النفط والغاز مع روسيا.
وقال مانتوروف إن هذا التحرك سيساعد في تقليل اعتماد المجموعة في إمدادات الطاقة على "شركاء غير موثوق فيهم"، حسب ما قالته تاس.
وتضم بريكس البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وقال مسؤول بارز بالاتحاد الأوروبي الأربعاء إن دول الاتحاد أبلغت عن تجميد حوالي 23 مليار يورو (24.5 مليار دولار) من أصول البنك المركزي الروسي، كاشفا للمرة الأولى عن رقم كان من المتوقع أنه أعلى بكثير.
في الوقت نفسه، خفّضت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية الجمعة تصنيف ديون أوكرانيا وقالت إن آفاقها سلبية بسبب التداعيات المستمرة للغزو الروسي والتوقعات بأن النزاع لن ينتهي قريبا.
وشمل التخفيض ديون أوكرانيا طويلة وقصيرة الأجل بالعملة الأجنبية من "بي-/بي" إلى "سي سي سي+/سي" بسبب "توقع فترة طويلة من عدم استقرار الاقتصاد الكلي في البلاد".
وهذا ثاني تخفيض من نوعه منذ بدء الغزو في أواخر شباط/فبراير.
وقالت ستاندرد آند بورز إن القتال سبّب "خسائر فادحة لاقتصاد أوكرانيا ومجتمعها" وعلى قدرة كييف على تحصيل الضرائب.
وأضافت في بيان أن "قدرة الحكومة الأوكرانية على الوفاء بمدفوعات ديونها التجارية بالعملة الأجنبية تتوقف على تدفق دعم المانحين".
وأكدت الوكالة أنه حتى في ظلّ الدعم الهائل من الدول الغربية ومؤسسات الإقراض الدولية، فإن الآفاق لا تزال غير مؤكدة إلى حد كبير، لا سيما بالنظر إلى تكلفة إعادة الإعمار بعد الحرب، وتوقعت انكماشًا بنسبة 40 في المئة في اقتصاد البلاد هذا العام.
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حكومته تحتاج إلى سبعة مليارات دولار شهريًا للحفاظ على الاقتصاد قائمًا.