القصة الكاملة للانهيار الاقتصادي في سيريلانكا
بعد أن أعلن رئيس سريلانكا إنهيار اقتصاد بلاده، بدأت الرؤية تتكشف حول طبيعة ذلك الانهيار في ظل محاولات دؤوبة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد الدولي لحماية الأوضاع من الانفلات في ظل ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة تعاني منها البلاد.
تفاقمت الأوضاع في سيريلانكا جراء نفاذ الوقود وعدم وجود قدرة مالية على شراء الكثير من المواد النفطية التي تسهل حياة المواطنين، بعد أن قررت شركات النفط التي اعتمدت سيريلانكا عليها في الاستيراد على تأجيل الدفعات النفطية بسبب أزمة مالية ألمت بسريلانكا منعتها من دفع مقابل شحنات النفط.
ولجأت سيريلانكا مؤخرًا إلى قرار رفع أسعار الوقود بنسبة 22 بالمئة، بعد أن أعلن وزير النفط والطاقة كانشانا ويجيسكيرا أن شحنات النفط والديزل التي كانت من المفترض أن تصل البلاد خلال الأسبوع الجاري تأجل وصولها بسبب عدم قدرة البلاد على دفع ثمنها، فيما أمر بتوزيع الإمدادات المتاحة والتي وصفها بالنادرة المتبقية على عدد قليل جدًا من محطات الضخ.
وكشف الوزير أن الكمية المتبقية ستكفي بالكاد سائقي النقل العام وتوليد الطاقة في البلاد لفترة محدودة من الزمن، ولحين الخروج بالبلاد من الكارثة الاقتصادية التي ألمت بها، داعيًا سائقي السيارات لعدم التكدس في محطات الوقود، نظرًا لعدم توافر الوقود من الأساس.
وذكرت صحيفة الجارديان نقلًا عن مسؤولين في سيريلانكا أن الدولة وضعت عدة إجراءات من شأنها تقليل الاعتماد على المشتقات النفطية وأبرزها منح الموظفين العموميين إجازة لمدة أسبوعين، وكذلك إغلاق المدارس للمدة نفسها لعدم الاعتماد على الوقود في وسائل المواصلات، وفي ظل غياب الوقود أصلًا عن محطات الضخ.
يأتي ذلك فيما اتخذت السفارة الأمريكية في سيريلانكا إجراءات للتعاون مع الحكومة لوقف الانهيار الاقتصادي، حيث أوفدت وزارة الخزانة الأميركية ووزارة الخارجية وفدًا لمناقشة كيفية دعم الولايات المتحدة الأمريكية للاقتصاد في سيريلانكا.