صحيفة أمريكية: الإمارات أكبر مستثمر في الطاقة المتجددة
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن دولة الإمارات تبرز كواحدة من أكبر دول العالم في تمويل الطاقة النظيفة، وتتجه لأن تصبح مؤثرة في مصادر الطاقة المتجددة كما هو الحال حاليًا في النفط.
وقالت الصحيفة إنه عندما وافقت الدول العالمية على تسريع خفض الانبعاثات الكربونية في قمة الأمم المتحدة، في نوفمبر 2021، أعلنت الإمارات تمويل تطوير آلاف الميغاواط من مشاريع الطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم، كما تعهدت -إلى جانب الولايات المتحدة- بمبلغ 400 مليون دولار لتمكين تحول الدول النامية إلى الطاقة النظيفة، وتوفير الكهرباء الخضراء إلى 100 مليون أفريقي في 2035، ووعدت -أيضًا- بجمع 4 مليارات دولار للاستثمار في التقنيات التي من شأنها تحويل أساليب الزراعة وإنتاج الغذاء إلى مقاومة تأثيرات المناخ.
وتراهن الإمارات على الطاقة النظيفة، ليس فقط لتنويع اقتصاد البلاد، ولكن لزيادة نفوذها الدبلوماسي، حيث استثمرت «مبادلة» نحو 20 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة منذ أن بدأت الاستثمار في هذا المجال 2006، ووفقًا لشركة الأبحاث Global SWF، فإنه على الرغم من استمرار استثمار الإمارات العربية المتحدة في الأعمال المتعلقة بالنفط والغاز، وكونها لا تزال سابع أكبر منتج للنفط في العالم بحلول نهاية هذا العقد، إلا أنها تسعى لاستثمار وتطوير مشاريع تولد ما يصل إلى 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة في الداخل والخارج، أي أربعة أضعاف انتشارها والتزاماتها الحالية، ولتحقيق هذا الهدف، تعمل الحكومة الآن على التكامل بين «أدنوك» و«مبادلة» بالإضافة إلى «مصدر» لتعزيز الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، وهو الأمر الذي من شأنه تحقيق هدف «صفر انبعاثات» في 2050.
وأمام هذه المساعي من الحكومة الإماراتية، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الدكتور سلطان الجابر "إن التغيير لا يمكن معالجته إلا جنبًا إلى جنب مع منتجي الهيدروكربونات الذين يساعدون في إدارة الانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة". وأضاف: "لا يمكننا الاستمرار في النظر إلى النفط والغاز على أنهما تحدٍ".
وشاركه الرأي الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية «أدنوك» ورئيس مجلس إدارة «مصدر»، مؤكدين على أنه يجب أن يُنظر إلى «النفط والغاز» على أنه الجسر، ويشاركهما وجهة نظرهما المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري الذي قام منذ توليه منصبه في عام 2020، بزيارة الإمارات العربية المتحدة، مرتين لتسريع أهداف خفض الانبعاثات.
وتريد الولايات المتحدة، استخدام الخبرات الإماراتية في مجال الطاقة لتشجيع الآخرين على الاستثمار فيها. وقال مسؤول حكومي أمريكي رفيع المستوى إن تحويل دولة نفطية اقتصاداتها إلى طاقة نظيفة يدل على قبولها للواقع، وإن «الحاجة إلى البناء من أجل الانتقال هي رسالة مهمة لبقية العالم».
والشهر الماضي، صرح كيري في المنتدى الاقتصادي العالمي، إن الإمارات تبذل جهودًا لوضع نفسها في قلب التحول العالمي للطاقة، ودعم سياسة إدارة بايدن المهمة في هذا المجال.
واستثمرت "مبادلة" منذ 2016 نحو 9.5 مليار دولار في 16 شركة مرتبطة بالنفط والغاز.
ووفقًا للاستثمارات العالمية من قبل صناديق الثروة السيادية الإماراتية في الاستثمارات في هذا المجال، فقد تجاوزت الصفقات الخضراء في كل من السنوات الست الماضية، وعلى الصعيد العالمي، استثمرت الحكومة الإماراتية بما في ذلك صناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد العامة، في صفقات الغاز والنفط ثلاثة أضعاف ما استثمره العام الماضي في الصفقات الخضراء.
ولا يزال استثمار الإمارات العربية المتحدة في مصادر الطاقة المتجددة يسعى لكسب الأصدقاء دبلوماسيًا من خلال مساعدتهم في تحقيق أهدافهم المناخية، والاعتراف بوجود فرصة لكسب المال من قطاع متنامٍ، وفقًا لروبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات "قمر إنرجي".