لماذا لم يعدم القذافي متهمي قضية الإيدز وعلاقة ذلك بالحرب الروسية الأوكرانية؟
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في الكثير من الجدل حول تاريخ الجرائم التي ارتكبها أيًا منهما في حق دول الشرق الأوسط، وبالرغم من تأثير الحرب بين البلدين على منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، إلا أن كلًا منهما يمارس نوعًا من إلقاء اللوم على الآخر، وكذلك نشر بعض الصور والمنشورات التي تدين كلًا منهما أمام المجتمع الدولي.
ومن ضمن الصور التي نشرها نشطاء روس من قبيل دعم التحركات الروسية تجاه أوكرانيا، على اعتبار أن أوكرانيا مارست الكثير من الجرائم الإنسانية بحق الشعوب العربية، ما أثاره نشطاء حول صورة روج لها روسيين تظهر عدد من النساء داخل قفص محاكمة بجوار رجل واحد، وهي الصورة التي تعرف في ليبيا بصورة محاكمة الممرضات المتهمات بحقن الأطفال بفيروس الإيدر في نهاية عام 2004.
إلا أن نشطاء مواصل التواصل والباحثين أكدوا أن تلك الصورة لا تعود إلى ممرضات أوكرانيات بل إن جنسيات هؤلاء الممرضات كانت بلغاريات بالإضافة إلى طبيب فلسطيني كان ضمن قفص الاتهام في نفس القضية، ما غض الطرف عن مسألة إدانة أوكرانيا في تلك الأحداث.
تعود أحداث القصة إلى فترة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والذي تمكنت أجهزة الأمن الليبية في عهده من ضبط عدد من الممرضات اللائي حملن الجنسية البلغارية بتهمة حقن الأطفال في ليبيا بفيروس الإيدز متسببين في وفاة عدد كبير من هؤلاء الأطفال، فيما عانت بقية الأسر الليبية مع علاج بقية الأطفال المحقونين.
وفور القبض على الممرضات البلغاريات، عمدت السلطات الليبية فورًا إلى إجراء التحقيقات في ذلك الوقت، وتحويلهن بالإضافة إلى الطبيب الفلسطيني إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، والتي أصدرت حكمها في ديسمبر من عام 2004 عليهم بالإعدام بالرمي بالرصاص.
وقد أثار عدم لجوء الرئيس الليبي في ذلك الوقت معمر القذافي إلى تنفيذ حكم الإعدام الذي أقرته المحكمة الليبية ردود فعل واسعة لدى الأوساط الليبية وكذلك الغربية، حيث اعتبره البعض نوعًا من الابتزاز من أجل الحصول على مكاسب إستراتيجية لليبيا، بعد فترة قطيعة كبيرة من جانب الاتحاد الأوروبي في أعقاب الإعلان عن رغبة ليبيا في تطوير المنظومة النووية وإنتاج أسلحة الدمار الشامل في ذلك الوقت.
ورغم المحاولة الأوروبية لتصحيح الأوضاع من خلال طلب الاتحاد الأوروبي الإفراج عن الممرضات البلغاريات مقابل إيفاد الأطفال المرضى لمستشفيات أوروبا لتلقي العلاج، إلا أن القذافي رفض تنفيذ حكم إعدام الممرضات لحين الاستجابة لطلبات ليبيا، والتي كانت قد بدأت حالة انفتاح من أجل تصدير النفط الليبي إلى أوروبا في ذلك الوقت.
وكشفت وسائل إعلام أوروبية في تلك الحقبة أن الرئيس الليبي معمر القذافي أفرج عن الممرضات البلغاريات نتيجة توافق ليبي أوروبي على توسع في العلاقات بين الطرفين من خلال تصدير المخزون النفطي الليبي إلى أوروبا، بالإضافة إلى حصول القذافي على ضمانان من الغرب لاستئناف العلاقات بعد فترة قطيعة.
