مليونيات السودان.. هل تنتهي بتشكيل حكومة مدنية؟
مظاهرات ومسيرات.. مليونيات وإحتجاجات.. ظاهرة بدأت في السودان منذ عام 2011 ولم تنتهي حتى تلك اللحظة.
لم يستطع المواطن السوداني غض الطرف عن أية هفوات سياسية قد تتسبب في محاولات البعض إثناءه عن مطلبه الرئيسي من خلع الرئيس السوداني السابق عمر البشير عن منصبه كرئيس للبلاد بعد فترة طويلة انتهت بتظاهرات تسببت في خلعه من منصبه في أعقاب ثورات الربيع العربي التي أطاحت بنظراءه من القادة العرب.
لكن هذه المرة بات السودانيين يحاولون بشتى الطرق إجبار القائمين على قيادة البلاد على رسم سياسات محددة المعالم تناسب تطلعاتهم خلال المرحلة المقبلة، والتي رأوا أنها تتمثل في ضرورة تولي حكومة مدنية بالكامل أمور البلاد، وإبعاد المكون العسكري عن المشاركة في تلك الحكومة، رافضين من الأساس أن يكون على رأس السلطة رئيسًا يحمل خلفيته العسكرية.
وبالرغم من أن مجلس السيادة السوداني أعلنها مرات عديدة أنه لا ينوى البقاء في السلطة إلى مالا نهاية، وبالرغم من الأصوات التي ترى ضرورة تكوين حكومة مدنية تمهد لإجراء انتخابات رئاسية مقبلة، وتخرج البلاد من عنق الزجاجة، إلا أن قوى الحرية والتغيير وبعض القائمين على الحركات الثورية يطالبون من وقت لأخر بالخروج في مسيرات وتظاهرات مليونية تسعى لإجبار المكون العسكري على عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، مع إنه هو المكون الوحيد المنوط به حماية البلاد من ناحية، والمساهمة في تدشين حكومة مدنية ولو مؤقتة لحين إجراء انتخابات رئاسية جديدة تمهيد لحقبة جديدة من عمر السودان.
هناك أزمة أخرى تتعلق بطبيعة المواجهة الأمنية للتظاهرات التي تخرج من وقت لأخر في العاصمة الخرطوم وأم درمان وهي أكبر المدن السودانية بعد العاصمة، والتي يدعو المتظاهرون للخروج فيها من وقت لأخر، حيث يتعمد الأمن السوداني فض تلك التظاهرات بالقوة، ما قد يتسبب في إسقاط قتلى وجرحى من صفوف المتظاهرين.
وبالرغم من النداءات الدولية المطالبة بضرورة حسم تلك الأمور، وبالرغم من الأصوات التي تطلب تعديل الأوضاع، إلا أن ظاهرة المليونيات تقف حجر عثرة أمام إصلاح الأحوال في بلاد الزول.