قبل أيام من الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت.. كيف يعيش لبنان مخاوف من كارثة جديدة؟

يعيش لبنان على وقع مخاوف من كارثة جديدة، مع الفشل في السيطرة على حريق بإحدى صوامع الحبوب بمرفأ بيروت.

يأتي ذلك قبل أيام من الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، ومع استمرار الحريق واتساعه دفع رئيس مجلس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجمعة، للتحذير من مخاطر انهيار إحدى صوامع الحبوب في مرفأ بيروت.

وكان مجلس الوزراء اللبناني  اتخذ قرارًا منذ أشهر بهدم ما تبقى من مبنى الصوامع بذريعة تعريض حياة المواطنين للخطر، مع إمكانية تداعيها في أي وقت.

واشتعلت النيران في واحدة من صومعتين للحبوب موجودة في ميناء بيروت خلال الأسبوعين الماضيين، قبل أن يتم إخماده، واندلع الحريق أثناء عملية تخمير 800 طن من الحبوب في ظل طقس شديد الحرارة، وذكرت الحكومة أن النيران اتسعت رقعتها بعدما وصلت ألسنة اللهب إلى أسلاك كهربائية قريبة.

وكشفت تقارير متقاطعة أعدتها وزارات الداخلية والاقتصاد والأشغال العامة والبيئة بارتفاع خطر سقوط أجزاء من الجهة الشمالية للصوامع.

وبحسب رئاسة مجلس الوزراء، فقد أفاد الوزراء المعنيون "أن الحبوب الموجودة عند الجهة الشرقية من الصوامع والتي لم تعالج لخطورة الوصول إليها تقدّر بـ3000 طن، منها 800 طن بدأت بالاحتراق الذاتي مؤخرًا نتيجة العوامل المناخية، حيث تصل حرارة الحبوب إلى أكثر من 95 درجة مئوية نتيجة التخمر، علما أن الانبعاثات الناتجة عن التخمّر لا تشكل أي خطر على الصحة العامة.

ودعت الحكومة للتراجع عن قرار هدم الصوامع لما تشكّله من رمز لجريمة ٤ أغسطس ومعلم تراثي وثقافي يتوجّب توريثه للأجيال، بخاصّة أنّه صدر من دون إجراء الدراسات الكافية.

وطالبت اللجنة بالوقوف في وجه أي قرار يهدف إلى هدم الصوامع والتعديل في هوية الموقع بعد الجريمة، والاعتراف بالصوامع كجزء من التراث الثقافي لبيروت ولبنان والعمل على حمايتها، والمحافظة عليها تكريمًا لكافة الضحايا والمتضرّرين، وكشاهد للتاريخ ولمستقبل لبنان.

طالبوا أيضا بتصنيف الموقع كمعلم تراثي عالمي وإدراج الوظيفة المكتسبة للموقع بعد الجريمة ضمن مخطّط إعادة إحياء مرفأ بيروت.

ويحيي لبنان في الرابع من أغسطس آب الذكرى السنوية الثانية للانفجار الذي تسبّب بمقتل أكثر من 200 ألف شخص، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، وألحق دمارًا واسعًا بعدد من أحياء العاصمة.

ولم تحرز التحقيقات القضائية المعلّقة منذ أشهر أي تقدم، على ضوء تدخلات سياسية ودعاوى ضد المحقق العدلي يرفعها تباعًا عدد من المدعى عليهم بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون.

يذكر أن اليوم السبت هز صوت انفجار الضاحية الجنوبية لبيروت ليتبيّن لاحقا أنه نتج عن احتراق مولد كهربائي أدى إلى خسائر مادية كبيرة منها احتراق عدد من السيارات.

وأظهرت عدة صور ومقاطع فيديو احتراق المولّد في منطقة الكفاءات في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث غطّى الدخان المنطقة وتضرر عدد من السيارات في المكان حيث هرعت فرق الإطفاء إلى المكان للسيطرة على الحريق.

ولاحقا أعلن الدفاع المدني أنه تم السيطرة على النيران التي اندلعت في مولد للطاقة الكهربائية وخزانات مازوت والتي امتدت لتطال بعض السيارات المركونة في المحلّة، مشيرا إلى أن العناصر يعملون على تبريد رقعة الحريق.

وأعلن فوج إطفاء الضاحية بعد إخماد حريق الكفاءات عن خسائر مادية جسيمة تسبب بها الحريق في أرزاق المواطنين.

يذكر أنه تنتشر في لبنان المولدات الكهربائية بشكل كبير حيث يعتمد عليها اللبنانيون في الحصول على الكهرباء عبر ما يعرف بالاشتراكات الشهرية، وذلك نتيجة غياب التيار الكهربائي التابع للدولة منذ سنوات، بحيث باتت هذه المولدات تشكّل بديلا عنها.