ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟
ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟ سؤال تتزامن إجابته مع ذكرى يوم عاشوراء التي توافق اليوم الإثنين 8 أغسطس 2022 بالتقويم الميلادي، بينما ذكراه بالتقويم الهجري ثابت من كل عام في اليوم العاشر من محرم، وفي ذلك اليوم يحتفل المسلمون بطقوس مختلفة حسب الثقافات والعادات الخاصة بكل دولة.
ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟
لكل من يتساءل ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟ فهناك مجموعة من الاعمال المستحبة في ذلك اليوم، وتبدأ بالصيام، جاء في السنة النبوية المطهرة، عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".
ومن الأعمال الطيبة الأخرى والمستحبة في يوم عاشوراء، الإكثار من الذكر، والتزود بـ دعاء يوم عاشوراء، وقراءة ومطالعة معجزة ذلك اليوم للتدبر فيها وفي حكمة صيام يوم عاشوراء، ومن الأمور المستحبة في عاشوراء كذلك اجتماع الأسرة على الطعام وتوسعة رب البيت على أهل بيته، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: "من وسع على عياله ي يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"، والتوسعة تكون في الطعام والكساء.
واستكمالا للإجابة عن السؤال المهم ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟ نقدم لكم طقوس الاحتفال بذلك اليوم كالتالي:
احتفال المصريون بـ يوم عاشوراء
اختلف احتفال المصريون بيوم عاشوراء أثناء وجود الدولة الفاطمية فيها عن احتفالاتهم الآن، ففي عهد الدولة الفاطمية كانت تقام طقوس الاحتفال بإقامة السرادقات وتنصيب الخيام وتجميع الناس للاحتفال وكان المصريون حين ذاك يقدمون لبعضهم البعض أطعمة تتكون من اللحوم والأرز والسكر والعسل.
ومع بداية العام الهجري الجديد، كان يستعد المصريون لاستقبال يوم عاشوراء بشراء "الميعة المباركة"، ويقصد بها البخور الذي يستخدمه المصريون آنذاك، للوقاية من شر العين الحاسدة، وكان الباعة ينتشرون في الشوارع، يرددون «ميعة مباركة»، «سنة جديدة»، «عاشوراء مباركة».
وما يفعله المصريون في يوم عاشوراء خلال العهد الفاطمي أيضا، كانوا يتصدقون بأموالهم في أول 10 أيام من شهر محرم، بقدر ما تسمح به إمكانياتهم المادية، ويحددون بمنتهى الحرية قيمة صدقاتهم وأصحاب النصيب الذين سينالونها.
احتفال المغرب بـ يوم عاشوراء
وبالتجول بين الدول العربية، نسافر إلى دولة المغرب لنتعرف ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟ حيث يحتفل المغاربة بطقوس مختلفة عن باقي الشعوب، فهم يقومون برش الماء على بعضهم البعض، ويخرج عدد من الأطفال والشبان، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، إلى الشوارع لرش كل من يمر بالماء ومع مرور الساعات الأولى من الصباح تقوم «معارك المياه»، خصوصا بين الأصدقاء والجيران ومن يرفض الاحتفال بماء من المارة يجب عليه رش القليل منه على ثيابه.
يطلق على يوم عاشوراء في المغرب "يوم زمزم"، وبعد إقامتهم لطقوس رش الماء، يتناولون وجبة ذلك اليوم تحديدا وهي «الكسكس المغربي» ويستخدم فيه اللحم الذي تم تخزينه من أضحية عيد الأضحى، ويصاحب هذا الاحتفال أيضا ما يسمى بـ "العشور"، حيث يقوم كبار التجار في المنطقة بتوزيع هدايا للأطفال والشبان وكذلك النساء، وتكون غالبا مبالغ مالية، ليتم إدخال السرور والفرح في يوم عاشوراء.
لماذا يلطم الشيعة يوم عاشوراء؟
تختلف طقوس يوم عاشوراء عند الشيعة، فهو يوم بكاء وحزن، يقضونها باللطم وضرب النفس اعتقادا منهم أنهم السبب في مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والذي قُتل في العاشر من محرم في معركة كربلاء.
يلطم الشيعة يوم عاشوراء، ويفعلون طقوسا أخرى غريبة، أبرزها دق السيوف بالرؤوس وإسالة الدماء منهم، وضرب القامات، وذلك تحت الشعائر الحسينية التي يمارسها المسلمون الشيعة مستذكرين بها ما حدث في معركة كربلاء، وهي إجابة ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟ ولكنها مقتصرة على الشيعة فقط.
يوم عاشوراء في القرآن
يحتل يوم عاشوراء مكانة كبيرة عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، وقد ورد فضل ذلك اليوم في القرآن والسنة في مواضع مختلفة نذكرها لكم كالتالي:
يوم عاشوراء في السنة النبوية المطهرة:
روى البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ”.
يوم عاشوراء في القرآن:
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ( 50) (البقرة).
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) (الأعراف).
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) (يونس).
فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) (الإسراء).
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) (طه).
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) (الشعراء).
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) (القصص).
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56) (الزخرف).
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) (الدخان).
وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) (الذاريات).
وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) (القمر).