بكلمة من "الصدر".. كيف عاد الهدوء لشوارع العراق بعد أحداث دامية؟
يظل مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري هو كلمة السر في كل الأحداث السياسية التي يشهدها العراق خلال تلك الفترة الحساسة من تاريخه، خاصة بعد الكلمة المقتضبة التي ألقاها بعد أحداث دامية لاشتباكات أسقطت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين في المنطقة الخضراء، وهي الكلمة التي تسببت في وقف كافة الاعتصامات والتظاهرات وعودة المتظاهرين إلى منازلهم.
الاعتصامات والتظاهرات انطلقت في أعقاب إعلان مقتدى الصدر عن اعتزاله الحياة السياسية والعمل السياسي بشكل نهائي، في ظل استمرار اعتصام أنصار التيار الصدري في مقر مجلس النواب العراقي وأمام مجلس القضاء الأعلى، وكذلك في ظل التظاهرات المقابلة لأنصار الإطار التنسيقي الموالي لإيران.
وعقب كلمة الصدر عاد المتظاهرون إلى منازلهم، كما عاد متظاهري الإطار التنسيقي إلى منازلهم بدعوة من قيادات الإطار وبالتنسيق مع إيران، ما تسبب في حالة من الهدوء الحذر بعد اشتباكات دامية شهدها العراق على مدار يومين كاملين.
من جانبه وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بضرورة فتح الجسر المعلق وسط العاصمة العراقية بغداد، بعد انسحاب كافة الميليشيات المسلحة والمتظاهرين من المنطقة الخضراء في بغداد، عقب كلمة مقتدى الصدر التي نصح فيها اتباعه بالانسحاب، معبرًا: "القاتل والمقتول في النار".
كما أشاد الكاظمي بدعوة الصدر لوقف الاقتتال والعنف، معتبرًا أن تلك الدعوة أعلى مراتب الوطنية، والحرص على الدم العراقي.
وأشار الكاظمي إلى أن كلمة الصدر حملت الجميع مسؤولية الأحداث التي حدثت، وفي الوقت ذاته تحمل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني.
وفي هذا الإطار أكد الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، اللواء تحسين الخفاجي، أن كل المتظاهرين التابعين للتيار الصدري والإطار التنسيقي انسحبوا من المنطقة الخضراء بالكامل، لافتًا إلى أن الأمور في العراق عادت إلى طبيعتها وتم فتح الشوارع.
وأشار إلى أن القوات العسكرية تعمل الان على تأمين انسحاب بقية المتظاهرين من محيط المنطقة الخضراء، مؤكدا فتح جميع الطرق المغلقة في العاصمة العراقية، والتي تم إغلاقها في أعقاب الدعوات التي انطلقت للاعتصام أمام الأماكن الحيوية في العراق.