نزار الجليدي يكتب: ذكرى 11 سبتمبر.. هل نسي الأمريكان الحدث بعد أن حقق أحداثه!!
يوافق اليوم الأحد الذكرى الـ21 لهجمات 11 سبتمبر 2001.. وما يلاحظ هذه السنة هو عدم الاهتمام بهذه الذكرى وحتى في الإعلام الأمريكي فكادوا ينسون ذكرى اليوم الأكثر دموية في تاريخهم، والذي قتل فيه حوالي 3 آلاف شخص وأصيب ضعفهم.
وللجيل الجديد الذي لم يشهدوا ذلك اليوم الذي هز العالم وغيره ودمر بسببه العراق وأفغانستان وكان منطلقا لشيطنة العرب، فأحداث 11 سبتمبر وتعرف باسم هجمات 11 سبتمبر 2001 أو هجمات 11 أيلول، وتُعرف اختصارًا بالإنجليزية باسم "9/11"؛ وهي مجموعة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001، وجرت بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، تقودها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة، وُجِهت لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت ثلاث منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركّاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدّى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسيلفانيا.
وتمثلت أهداف الطائرات الثلاث في استهداف برجي مركز التجارة الدولية الواقعة في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، المعروف باسم البنتاجون، بينما لم تُحدّد التحريات حتى اليوم الهدف الذي كان يريد خاطفو الطائرة الرابعة ضربه.
وتأتي الذكرى 21 لهذه الهجمات في غياب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي قتل بغارة أمريكية في أفغانستان.
وهذه الهجمات لم تبح إلى اليوم بأسرارها كاملة بل أن بعض هواة نظرية المؤامرة يصرون على أن تنظيم القاعدة والعرب منها براء وأنها نفذت بأيادي استخباراتية أمريكية بغية فرض نظرية الشرق الأوسط الجديد وتنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة المصطلح الذي ابتدعته وزيرة الخارجية الأمريكية حينها كونداليزا رايس وبها دمر العراق فيما بعد بذريعة تحوزه على أسلحة دمار شامل وبه تم استعمار أفغانستان وبه أعادت الولايات المتحدة الأمريكية انتشارها العسكري في العالم كما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
الولايات المتحدة استغلت الهجمات الإرهابية على أراضيها لتصدير ديمقراطيتها المزيفة والتي فشلت في العراق وأفغانستان ومن بعدها في ليبيا وتونس ومصر واليمن.
وفي المحصلة ومهما كانت الأسرار التي لم تكشف بعد بخصوص حقيقة هذه الهجمات فلا بد من الإقرار أن العرب كانوا أكبر المتضررين منها بعد تضييق الخناق عليهم في بلدان إقامتهم وشل حركتهم وسفرهم.
كما أنه لا بد من الإقرار أن هذه الهجمات الوحشية لم يقابلها الأمريكان بالقانون وإنما قوبلت بوحشية أكبر ولنا في معتقل غوانتانامو أفضل مثال، إضافة إلى فظاعة الجرائم المرتكبة من طرف الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان.
وبات من المؤكد أن الأمريكان كانوا أكبر المستفيدين من هذه الهجمات بلعبهم دور الضحية أحيانا وبتقمصهم دور الجلاد حينا.