الحرب العالمية الثالثة (تقرير صوتي)
قصف وضربات في كل مكان.. أزيز رصاص أينما حللت.. قعقعات الدبابات تنتشر في كل الأرجاء.. حرب شاملة بدأتها روسيا على جارتها أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.. ومنذ ذلك التاريخ مر بالضبط ثمانية أشهر.. والعدد مرشح للتصاعد في ظل إعلان روسيا أنها لم تحقق حتى الان الأهداف المرجوة من تلك الحرب.
وما بين نبوءات العرافين على مدار السنوات الماضية منذ الربيع العربي.. ما بين تحليلات الخبراء السياسين والإستراتيجيين على كافة القنوات الإعلامية، يتوه هذا العالم ويصبح مواطنوه بين شقي رحى.. فما بين تمنياتهم بانتهاء تلك الحرب وبرغبتهم في إحلال السلام،، تتحطم أحلامهم على صخرة ارتفاع التضخم الاقتصادي.. وانهيار العملات المحلية أمام الدولار الأمريكي.. وانخفاض إمدادات العالم من النفط والذي يمثل المحرك الأساسي لحياة الناس في هذا العالم وعلى وجه التحديد أوروبا.
وبالطبع فإن للحرب تبعات سيئة على الجميع.. فما بين لاجئين هنا وهناك.. وبين أزمات اقتصادية تفتك بالدول النامية على وقع تلك الحرب.. فإن الحرب الروسية الأوكرانية تبدو وكأنها هي الحرب العالمية الثالثة ولكن على إيقاع أهدى قليلًا.
ففي الحربين العالميتين السابقتين تدخلت كل القوى العالمية بعتاد عسكري قاصدة احتلال جغرافيات أخرى.. حتى بات العالم وكأنه يصارع بعضه.. لكن الأزمة الان تكمن في أن حربنا العالمية الثالثة جعلت من أراضي أوكرانيا حلبة صراع.. وجعلت من بقية دول العالم الجغرافيا التي يتطاير فيها شظايا تلك الحرب.. وعلى ما يبدو أن تلك الشظايا أصابت القلب من تلك الجغرافيا.. وهو الاقتصاد.