أكبر استيلاء قسري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.. بوتين يضم 4 مناطق من أوكرانيا
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "معاهدات انضمام" تضفي الطابع الرسمي على ضم روسيا غير القانوني لأربع مناطق محتلة في أوكرانيا، مما يمثل أكبر استيلاء قسري على أراض في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأقيم حفل التوقيع في تحدٍ للقانون الدولي، في قصر الكرملين الكبير بحضور النخب السياسية في البلاد، ويأتي في أعقاب الاستفتاءات التي نظمها الكرملين في المناطق الأوكرانية الأربع - خيرسون وزاباروجيا ولوهانسك ودونيتسك.
واستهل بوتين الحفل بخطاب مطول وغاضب أصدر فيه الرئيس الروسي تهديدات نووية جديدة، ووعد بـ "حماية" الأراضي التي تم ضمها حديثًا "بكل القوى والوسائل المتاحة لنا".
بعد فترة وجيزة، وقع بوتين على "معاهدات الانضمام" على منصة إلى جانب رؤساء زاباروجياوخيرسون ودونيتسك ولوهانسك الذين نصبهم الروس.
وقبل ساعات، شنت القوات الروسية هجومًا صاروخيًا على أشخاص ينتظرون في سيارات في مدينة زاباروجيا للعبور إلى الأراضي التي تحتلها روسيا حتى يتمكنوا من إعادة أفراد عائلاتهم عبر الخطوط الأمامية، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وسبق أن قالت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنهم لن يعترفوا أبدًا بمطالب روسيا بأراضي أوكرانيا، بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الضم "ليس له قيمة قانونية ويستحق الإدانة".
ويعتبر قرار بوتين توقيع معاهدات ضم المناطق، والتي لا تسيطر روسيا على بعضها بالكامل، تصعيدًا كبيرًا للحرب الروسية المستمرة منذ سبعة أشهر، ومن المرجح أن يغلق الباب أمام الدبلوماسية لسنوات قادمة.
و تضم روسيا ما لا يقل عن 40000 ميل مربع من شرق وجنوب أوكرانيا، أي حوالي 15 ٪ من إجمالي مساحة أوكرانيا، أي ما يعادل حجم البرتغال أو صربيا.
وكان بوتين قد صرح مرارًا أنه مستعد للدفاع عن الأراضي باستخدام جميع الوسائل المتاحة، مشيرًا إلى أنه سيكون على استعداد للجوء إلى ضربة نووية من أجل تجنب جهود أوكرانيا لتحرير أراضيها ذات السيادة.
وقال بوتين في خطابه اليوم الجمعة: "أحث نظام كييف على وقف جميع الأعمال العدائية ووقف الحرب... والجلوس للمفاوضات".
وأشارت كييف إلى أنها ستقاتل لاستعادة جميع أراضيها. ووعد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، برد قوي على عمليات الضم، وعقد اجتماعًا طارئًا مع قادة دفاعه وأمنه.
وستُقام حفلة موسيقى البوب في موسكو مساء الجمعة في الساحة الحمراء، حيث تم إنشاء مسرح به لوحات إعلانية إلكترونية عملاقة تعلن "دونيتسك، ولوهانسك، زاباروجيا، وخيرسون لروسيا
ولم يتضح على الفور ما إذا كان بوتين سيحضر الحفل، كما فعل حدثًا مشابهًا في عام 2014 بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.
ويُنظر إلى ضم بوتين على نطاق واسع على أنه رد على الصعوبات العسكرية المتزايدة في ساحة المعركة، وفي وقت سابق من هذا الشهر، طردت أوكرانيا القوات الروسية من منطقة خاركيف، واستعادت المناطق التي استولت عليها موسكو في اليوم الأول من الغزو.
تواجه روسيا الآن هزيمة عسكرية كبيرة أخرى، مع تطويق الآلاف من قواتها في ليمان، وهي معقل مهم استراتيجيًا في شمال مقاطعة دونيتسك، إحدى المناطق الأربع التي أعلن بوتين أنها جزء من روسيا.
في محاولة لإبطاء هجوم أوكرانيا، أعلنت روسيا الأسبوع الماضي أول تعبئة عامة منذ الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى هروب عشرات الآلاف من الرجال في سن القتال إلى الحدود وهجرة عقول جديدة، ربما لم يسبق لها مثيل، فيما قال مسؤولون موالون لروسيا في منطقة دونيتسك المحتلة إن أول جنود حشدوا حديثا وصلوا إلى شرق أوكرانيا يوم الجمعة.
وقالت تاتيانا ستانوفايا، المحللة السياسية ومؤسسة آر بوليتيك، إن قرار بوتين ضم الأراضي مع حشد مئات الآلاف من الروس في الداخل يشير إلى أنه يزيد من مخاطر الحرب.
وحذر بوتين في السابق من أنه لن يخادع عندما قال إن روسيا مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية إذا واصلت أوكرانيا عملياتها الهجومية على الأراضي الروسية التي تم ضمها حديثًا. بينما رفض بعض السياسيين وخبراء الأسلحة النووية فكرة أن بوتين كان على استعداد لكسر المحرمات النووية، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إن تحذيرات بوتين النووية هي "مسألة يجب أن نتعامل معها بجدية قاتلة".