الرياضة بلون الدم..كارثة إندونيسيا تُعيد للأذهان "التاريخ الدموي" لكرة القدم
أعلنت إندونيسيا، اليوم الاثنين، تشكيل فريقا مستقلا للتحقيق في الحادث المروع الذي شهدته مباراة لكرة القدم بالدوري الإندونيسي، وأسفر عن مقتل 125 شخصا يوم السبت الماضي، في واحدة من أسوأ الكوارث الرياضية عبر التاريخ.
وقال وزير الأمن الإندونيسي محمد محفوظ، إن فريق تقصي الحقائق المشترك والمستقل سيتكون من مسؤولين حكوميين ومسؤولين في اتحاد كرة القدم وخبراء وأكاديميين وصحفيين.
ووقعت الكارثة على أرضية ملعب "كانجوروهان" في مدينة مالانج، مساء السبت الماضي، بعد أن خسر فريق أريما المضيف أمام نادي بيرسيبايا سورابايا، منافسه في جاوة الشرقية، بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
ووفقا للشرطة، توفي معظم الضحايا خلال عملية تدافع بعد اجتياح آلاف المشجعين لأرض الملعب، كما أصيب 300 شخصا بعضهم بجروح خطيرة.
وقال شهود عيان إن الشرطة طاردت مشجعين اجتاحوا أرض الملعب، ما أجبرهم على العودة إلى المدرجات، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المدرجات، مما تسبب في اندفاع المشجعين للخروج عبر أبواب الخروج.
وأثار استخدام الغاز المسيل للدموع تساؤلات حول ما إذا كان أفراد الأمن قد اتبعوا الإجراءات المناسبة للتعامل مع حشد داخل ملعب أم لا.
ودعا نشطاء حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق شامل، ومحاسبة قادة الشرطة وغيرهم من الضباط على قرارهم بإطلاق كميات كبيرة ومفرطة من الغاز المسيل للدموع، والتي تسببت في الاختناق، وتدافع الحشود باتجاه المخارج حيث تم دهس العديد منهم حتى الموت.
وفي هذا الإطار يستعرض موقع "المتن نيوز" أبرز 10 كوارث في تاريخ كرة القدم:
كارثة "ليما".. الأسوأ في تاريخ الكرة
في 24 مايو 1964 وقعت الكارثة الأسوأ في تاريخ كرة القدم، بالملعب الدولي بالعاصمة البيروفية ليما، وذلك خلال مباراة بين الأرجنتين وبوليفيا ضمن التصفيات الأمريكية الجنوبية المؤهلة لأولمبياد طوكيو 1964.
انطلقت المباراة في ظل شحن عصبي كبير بين المنتخبين، وتوترت الأجواء بعد إحراز المنتخب الأرجنتيني الهدف الأول، وثار الجمهور البيروفي بشكل كبير، وانفجروا تمامًا عندما ألغى حكم اللقاء هدفًا صحيحًا لمنتخبهم.
اقتحمت الجماهير أرض الملعب وأعتدت على طاقم التحكيم، وأشعلوا النيران في المدرجات، وأطلق رجال الشرطة قنابل الغاز والأعيرة النارية، لتفرقة الجمهورين.
ووصل ضحايا الحادث إلى 318 قتيلًا أغلبهم من الجمهور الأرجنتيني، كما أصيب نحو 500 شخصًا.
حادثة استاد "أتاتورك"
في 17 سبتمبر 1967 وقعت الكارثة خلال مباراة بين نادي سيفاسبور وفريق قيصري سبور في الدوري التركي، على ملعب قيصرية أتاتورك.
وبعد اللقاء حدثت أعمال شغب بين الجمهورين أسفرت عن مقتل 44 مشجعًا وإصابة 600 آخرين، بعد استخدام الأسلحة النارية والسكاكين من الجمهورين.
سقوط مدرج ملعب "حلمي زامورا"
شهد اليوم الموافق 17 فبراير 1974، بداية كوارث كرة القدم في مصر، خلال مباراة مباراة ودية بين نادي الزمالك وفريق دوكلا براج التشيكي.
ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والجماهير، ما أسفر عن وفاة 48 قتيلًا ومئات من المصابين، حيث احتشد قرابة الـ80 ألف شخص بملعب المباراة، في حين لا تتعدى السعة الرسمية للاستاد عن 45 ألف مشجع كحد أقصى.
وأصر مجلس إدارة الزمالك وقتها على أن تلعب المباراة على ملعب ميت عقبة بدلًا من استاد ناصر "استاد القاهرة" الأن، بعدما منعت الدولة اللعب في استاد حلمي زامورا، وأيضا استاد مختار التتش.
كارثة ملعب "هيسل".. الأشهر في تاريخ الكرة
في 29 مايو 1985، وقعت واحدة من أشهر كوارث كرة القدم عبر التاريخ، خلال نهائي دوري أبطال أوروبا بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي، على ملعب هيسيل في بلجيكا.
حيث قام مشجعي ليفربول باقتحام المدرجات المخصصة للإيطاليين في ملعب هيسيل، وأدى تدافعهم إلى إنهيار المدرج العلوي، ما أسفر عن وفاة 40 شخصًا وجرح 370 معظمهم من الإيطاليين.
وبعد هذا الحدث قرر الاتحاد الأوروبي منع الفرق الإنجليزية من المشاركة في مسابقات أوروبا لمدة 5 سنوات، وليفربول لمدة 6 سنوات.
كارثة ملعب "المونيمونتال"
في 23 يونيو 1986، شهد ملعب نادي ريفر بليت الأرجنتيني "المونيمونتال"، كارثة هي الأسوأ في تاريخ الكرة الأرجنتينية، حيث توفى 71 مشجعًا وأصيب 150 مشجعا بعد تدافعهم عند البوابة.
وتكاثرت الأقاويل وبعد ثلاث سنوات من التحقيق وجدت الحكومة أنه لا يوجد متهم ولا يوجد مذنب، ما أدى إلى شعور أهالي الضحايا بخيبة الأمل، وعلى إثره تم تسمية البوابات الخاصه بالمونيمومنتال بحروف أبجدية بدلًا من أرقام.
كارثة ملعب "هيلسبره".. والمرأة الحديدية
وقعت أحداثها في 15 إبريل 1989 خلال مباراة جمعت بين ليفربول ونوتنجهام فورست، في كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، على ملعب "هيلسبره" الذي يملكه نادي شيفيلد، وراح ضحيتها 96 مشجعًا أغلبهم من جمهور ليفربول بالإضافة إلى إصابة 760 شخصًا.
وبعد مرور الأيام عادت مارجرت تاتشر "المرأة الحديدية" رئيسة وزراء بريطانيا في ذلك التوقيت، بتصريح جدد الآلام فبدلًا من تقديم اعتذارًا على المجزرة التي وقعت في عهدها وبدلًا من محاسبة المتورطين في الجريمة، اتهمت تاتشر، الضحية بأنهم «همج».
وأشارت إلى أن السبب الرئيسي لوقوع الحادث هو تناولهم للمخدرات والعقاقير المسكنة، ومن هنا بدأ عداء جمهور كرة القدم عامة وجمهور ليفربول خاصةً مع مارجريت تاتشر "المرأة الحديدية".
وخلال ثلاث وعشرون عامًا لم يتوقف جمهور ليفربول عن المطالبة بالقصاص قبل وفاة مارجرت تاتشر، وأصرت عن عدم الاعتذار للجمهور وعلى اتهامها بأنه سبب الفاجعة التي حدثت حتى تركت منصبها لديفيد كاميرون.
وأعاد ديفيد ماكرون فتح الملف وأثبت أن المتسبب الأول، هم رجال الأمن.
وهناك نصب تذكاريًا لذكري الحادثة في ملعب الأنفيليد بليفربول.
كارثة "إكرا".. الأسوأ في إفريقيا
في 9 مايو 2001 بالعاصمة الغانية أكرا، حدثت أكبر كارثة رياضية بالقارة الإفريقية في ديربي العاصمة، حيث توفي 127 شخصا وأصيب 150 آخريين خلال مباراة بين أكرا هارتس وكوماسي أشانتي، بسبب فزع الجمهور من حدوث مواجهات بين بعض المشجعين.
كارثة "مقديشو"
في 7 يوليو 1990، قُتل 62 وأكثر من 200 جريحًا في اجتياح جماهيري لملعب بالعاصمة الصومالية مقديشو، بعد أن تسلل الرعب إلى قلوب المشجعين بسبب إطلاق حرس الرئيس الراحل محمد سياد بري النيران في محاولة لحمايته مما أطلقه الحاضرون في إحدى المباريات.
مذبحة بور سعيد
الكارثة الأشهر في تاريخ الكرة المصرية، عرفت بـ "مذبحة بور سعيد"، والتي وقعت في الأول من فبراير عام 2012، داخل استاد بور سعيد، عقب مباراة كرة قدم بالدوري المحلي بين نادي المصري البور سعيدي ونظيره الأهلي.
وفور انتهاء المباراة تدافع مشجعي نادي المصري نحو جمهور الأهلي، وأطلقوا عليهم الشماريخ والأعاب النارية، ثم صعدوا إلى مدرج جمهور الأهلي، وفي الأثناء تم إطفاء أنوار الملعب وأغلقت بوابات الخروج من الخارج، وبدأت المجزرة التي راح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير النادي الأهلي.
كارثة "الدفاع الجوي"
في يوم 8 فبراير 2015، وقعت اشتباكات بين جمهور نادي الزمالك وقوات الأمن، قبل مباراة بالدوري المصري بين الزمالك وإنبي، في استاد دار الدفاع الجوي، راح ضحيتها 20 قتيلًا.
وقبل المباراة حدد الأمن عدد 10 الآف مشجع لحضور اللقاء، وذهب جماهير الزمالك ليجدوا أنفسهم بداخل قفص حديدي، يتم تفتيشهم وتم إغلاق الأبواب بحجة اكتمال العدد المطلوب.