اشتباكات ومطالبات بالاستقالة.. ذي قار العراقية على صفيح ساخن
يبدو أن قوى الإطار التنسيقي التابعة لإيران تلتقط أنفاسها الأخيرة في العراق، بعدما عادت إلى استخدام ورقة الفصائل المسلحة، فبينما يدعو الإطار رسميًا إلى التهدئة، يدفع بأجنحته إلى تنفيذ أعمال عنف وفوضى أمنية في البلاد.
وكان آخرها، مساعي الإطار التنسيقي للسيطرة على محافظة ذي قار جنوبي العراق؛ لكونها تعد من أهم القواعد الانتخابية التي تتنافس عليها القوى السياسية الشيعية، خاصة وأن مدينة الناصرية عاصمة ذي قار تعتبر رأس حربة تظاهرات تشرين عام 2019.
واستغلت مجموعات ملثمة، دعوات سلمية لناشطين للمطالبة بحل مشكلات الكهرباء وشح المياه وارتفاع معدلات البطالة في المحافظة، للاندساس بين صفوف المتظاهرين وشن هجومًا دمويًا؛ أسفر عن إصابة 13 من عناصر الأمن العراقي.
وهاجمت المجاميع المنفلتة، القوات الأمنية بالحجارة، كما ألقو القنابل الحارقة داخل مبنى المحافظة، واضرموا النار في كرفانات تابعة لمبنى مجلس المحافظة، في محاولة للسيطرة على منصب المحافظ المحسوب على التيار الصدري.
ولكن سرعان ما تمكنت القوات الأمنية، من اعتقال قائد المجاميع المنفلتة وإيقاف فوضى هذه المجاميع، وإصدار أوامر بفرض حظر التجوال ورفع حالة الاستنفار الأمني في المحافظة، والتعامل السلمي مع المتظاهرين وعدم استخدام الرصاص الحي.
وفي سياق آخر، وجه حسين الغرابي رئيس حزب البيت الوطني، الاتهامات إلى نوابًا في قوى الإطار التنسيقي بالتدخل في شؤون المحافظة، قائلًا: "يبدو أن نواب الإطار الصاعدين الجدد يلعبون باستقرار الناصرية ويدخلون بخط حرقها بعد انسحاب الكتلة الصدرية".
وغرد فادي الشمري عضو مجلس النواب السابق، محذرًا مما يجري في الناصرية، قائلًا: "هناك من يريد أن يحرق مدن الجنوب مرة أخرى وتحديدًا محافظة البصرة والناصرية الجريحة.. على عقلاء القوم وزعماء العشائر الأصيلة والحكومات المحلية فيها والقوات الأمنية أن ينتفضوا لذواتهم ويتخذوا قرارهم وينتصروا لأمنهم وسلامة أهلهم ويقلعوا كل من يريد الشر لهذه المدن".