كيف أثر حادث جسر القرم على تطور العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا؟
تسبب الحادث الذي تعرض له جسر القرم في تبعات سياسية واستراتيجية كبيرة بالنسبة للحرب الروسية على أوكرانيا، حيث أعلن الرئيس الروسي خلال اجتماع له مع مجلس الأمن الروسي عن عدد من الإجراءات التي ستتخذها بلاده لوقف شن مثل تلك العمليات الاستخباراتية الأوكرانية على حد تعبيره، حيث بدأت العمليات العسكرية الاستراتيجية الروسية على أوكرانيا أن تأخذ منحى جديد خلال تلك الفترة.
وفور بداية التحقيق في حادث انفجار شاحنة نفط على جسر القرم ما تسبب في انهيار أجزاء كبيرة منه، صعدت روسيا من ضرباتها الصاروخية على العاصمة الأوكرانية كييف، مستهدفة عدد من مناطق البنى التحتية، كما صعدت روسيا من ضرباتها الصاروخية على دنيبروبيتروفسك، وسط أوكرانيا، وجيتومير وتيرنوبل وخميلنيتسكي ولفيف، غربي البلاد.
توزيع الضربات
كما توزيعت تلك الضربات الصاروخية بناء على تقدير موقف مشترك من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماع مع مجلس الأمن الروسي، لبحث الرد على التفجير الذي ضرب السبت جسر كيرتش الرابط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم.
وبناء على تلك الضربات تم استهداف مقر القنصلية الألمانية في العاصمة الأوكرانية كييف، حيث كشفت وزارة الدفاع الروسية أن تلك الضربات استهدفت عدة مناطق في أوكرانيا وأنها "حققت هدفها"، بعدما أفاد مسؤولون في أوكرانيا عن تعطل منشآت للطاقة والمياه.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "الهدف من الضربات تحقق. تم ضرب جميع الأهداف"، بعدما أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت أكثر من 80 صاروخًا.
وفيما يتعلق باستهداف القنصلية الألمانية في كييف، ذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن المبنى الذي يضم القنصلية الألمانية في العاصمة الأوكرانية تعرض لضربة صاروخية روسية، مع تسجيل أولى الانفجارات في ملعب وبالقرب من جامعة كييف الوطنية.
رد فعل عالمي
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إن ألمانيا تتوقع تسليم نظام دفاع جوي إلى أوكرانيا قريبًا جدًا وتسليم ثلاثة أنظمة أخرى العام المقبل، دون إعطاء جداول زمنية محددة، بعد تلك الضربات الصاروخية، حيث تأكد مقتل 8 أشخاص على الأقل في الغارات، لكن يُعتقد أن العدد أكبر من ذلك.
وبناء على كل تلك التطورات أعلنت عدد من العواصم الأوروبية تنديدها بتلك الضربات الروسية حيث دعت وزارة الخارجية الصينية إلى وقف التصعيد في أوكرانيا بعد أن هزت انفجارات عدة مدن منها كييف، كما شددت وزارة الخارجية البريطانية على أن ما حدث من ضربات روسية على أوكرانيا هو "عرض للضعف وليس القوة"، فيما أكد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنه يشعر بالصدمة من تلك الضربات الروسية، فيما دعت السفارة الأميركية في كييف رعاياها لمغادرة أوكرانيا بسبب الخطر الذي تشكله الغارات الروسية.