التصعيد في حرب أوكرانيا إلى أين؟
أثرت كثير من مستجدات الأحداث على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية في طبيعة التطورات المتسارعة على الساحة الأوكرانية، وتسببت في تبعات كثيرة على كافة المستويات، والتي كان آخرها حادث انفجار شاحنة نفط على جسر القرم، والذي تسبب في انهيار الجسر وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاجتماع بمجلس الأمن الروسي واتخاذه عدة قرارت أبرزها اتهامه للمخابرات الأوكرانية بالتورط في تلك العملية، فضلًا عن لجوءه إلى توجيه عدة ضربات استراتيجية إلى العمق الأوكراني.
الاستفتاء المخيف
وبعد الاستفتاء الذي أجرته روسيا في الأراضي التي سيطرت عليها في لوغانسك ودونباس خلال العملية العسكرية الروسية وضمها فعليا إلى الاتحاد الروسي...أصبحت الحرب في هذه المنطقة عبثية ولن تؤدي إلى استعادة هذه الأراضي، بل ستؤدي حتمًا إلى المزيد من الضحايا والدمار وإضعاف كلًا من أوكرانيا وأوروبا وتزايد المضاعفات المعيشية والخدمية في اورباء وبلدان العالم الأكثر فقرًا.
تفجير أوكرانيا لجسر القرم الاستراتيجي والحيوي الذي يربط الجزيرة بالبر الروسي، وحرب العصابات التي أصبحت وسيلة ما تبقى من الجيش الأوكراني، وكذلك الدعم الأمريكي والأطلسي بمختلف الأسلحة النوعية، قابلها الجيش الروسي وسيقابلها برد أعنف ومركز، وبوسائل الحرب المشروعة، والتي ستلحق إضرارًا فادحة ومؤلمة في صفوف القوات الأوكرانية والبنية التحتية.
مزيد من التصعيد الروسي
في ضوء خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن توقع المزيد من التصعيد الروسي والضغط القوي والمتصاعد لتعزيز وتصلب موقف روسيا، القوي أصلا منذ بداية الحرب قبل أشهر عديدة، حيث وجهت روسيا ضربات قوية ومركزة إلى مواقع البنى التحتية الأوكرانية، فضلًا عن وصول الضربات الروسية إلى أماكن وسفارات وقنصليات تابعة لبعض دول أوروبا كالأضرار التي لحقت بمبنى تابع للقنصلية الألمانية في كييف، وهو ما تسبب في بروز رد فعل أوروبي متتالي على تلك الضربات ونددت عدد من عواصم الدول الأوروبية بالقصف الروسي على العمق الأوكراني.
من جانبها توعدت الإدارة الأمريكية -التي اتهمتها موسكو صراحة بالتحول إلى طرف مباشر في هذه الحرب... توعدت ومعها حليفتها الرئيسية بريطانيا وحلف الناتو بتقديم المزيد من الدعم بالسلاح والمال لأوكرانيا والمزيد من العقوبات ضد روسيا...وهذا الأمر لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب ورواج تجارة السلاح لجني الأرباح الطائلة الضخمة وتفاقم الأزمات المعيشية والخدمية وزعزعة الأمن والاستقرار الدولي.