تصاعد متنامي وترابط استراتيجي.. 50 عامًا من علاقات أخوية بين مصر والإمارات
مرت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات العربية المتحدة بالكثير من التحديات التي زادتها صلابة وقوة، حيث تتصاعد قوة العلاقة بين البلدين على كافة المستويات سواء كانت الاقتصادية أو السياسية أو الاستراتيجية.
50 عامًا من الترابط
وخلال الشهر الجاري يحتفل كلا البلدين بمرور 50 عامًا على بداية العلاقات بينهما، حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 1971 بالإعلان عن تدشين سفارة لمصر في أبو ظبي وسفارة إماراتية في القاهرة، ومنذ ذلك الوقت ويحظى البلدان بحضور متعاظم ومكانة دولية خاصة في منطقة الشرق الأوسط من خلال التنسيق في الكثير من القضايا المشتركة.
وتشير التقديرات إلى أن العلاقة بين القاهرة وأبو ظبي أصبحت أكثر قوة ومكانة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد الدعم العربي والخليجي لمصر بعد ثورة 30 يونيو، ومن هنا تشكلت نواة صلبة بين القاهرة وأبو ظبي، وتشكلت رؤية عربية تجاه مختلف القضايا وضرورة الابتعاد عن لك موجات التطرف والارهاب ودعم فكرة الدولة الوطنية المستقلة.
كما ساندت دولة الإمارات العربية المتحدة مصر بتقديم المليارات والقروض ودعم الاحتياطي النقدي المصري، لتحسين أوضاع الاقتصاد العالمي، فضلًا عن الاستثمارات، في ظل أن مصر تعتبر من أكثر دول العالم جذبًا للاستثمارات وخاصة الاستثمارات العربية والخليجية وفي القلب منها الإماراتية.
ضبط الاستقرار
كما يأتي ذلك في ظل أن مصر والإمارات هما الدولتان القادرتان على إعادة وضبط الاستقرار مرة أخرى في هذه المنطقة واستقرار اقتصاد الإمارات الذي ينعكس بلا شك على مصر والأمة العربية بأكملها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي.
ووصلت خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي ذروتها خلال الفترة الحالية، فقد شهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
وفي هذا الإطار حرصت الدولتان على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة، التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي، يعزز ذلك الزيارات المتبادلة بين رئيسي البلدين على مدار السنوات الماضية.