أوروبا على موعد مع صقيع الشتاء.. أزمة كبيرة في الديزل وضعف المخزون يهدد الدول الباردة
تستعد دول أوروبا للدخول في شتاء قارس وصقيع بلا هوادة، في ظل دخول البلاد الأوروبية في أزمات متعلقة بنقص الطاقة ومواردها في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في فرض عقوبات نفطية على روسيا ومنعها من تصدير الغاز والنفط إلى دول أوروبا أو الدول المستوردة منها على وجه التحديد، وفي القلب منها دول أوروبا.
وفي ظل ضعف الإمدادات الروسية من الغاز إلى دول أوروبا، انخفضت مستويات الديزل في مستودعات التخزين، ما أثار تخوفات كبيرة حول مستقبل الأوضاع لدى الدول الأوروبية في الشتاء المقبل، وطبيعة إمدادات النفط التي ستحصل عليها تلك الدول في خضم الأزمة الاقتصادية المتصاعدة، على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
ويتمثل شريان الحياة بالنسبة لدول أوروبا في الديزل، إلى جانب أنواع الوقود المقطرة الأخرى مثل زيت التدفئة وزيت الغاز، حيث يتم استخدام تلك الزيوت والمشتقات النفطية في تشغيل محطات الطاقة علاوة على استخدامها أيضًا في تدفئة المنازل.
كما تعتمد دول أوروبا على تلك المشتقات النفطية في وقود للمحركات، وعمل المصانع والآلات وغيرها من الأمور اللوجيستية المهمة لدول أوروبا.
وكشفت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية إن مواطني أوروبا سيلجأون إلى استعمال الأخشاب من الغابات لاستخدامها في التدفئة بدلًا من الطاقة والغاز وزيوت التدفئة، حيث يبلغ سعر الديزل 2 يورو، وهو رقم قياسى بالنسبة لسعر الديزل في أوروباا.
جاء ذلك الارتفاع المبالغ فيه في أسعار الديزل في أوروبا في ظل تهديدات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بإغلاق صنبور الوقود فى جميع أنحاء أوروبا، على خلفية العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا في قطاع النفط، فضلًا عن رفض أوروبا للكثير من الإجراءات التي يقوم بها الرئيس الروسي في حربه ضد أوكرانيا، والتي بدأت في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.
كما تضاعفت حدة الأزمة بفعل نفاذ نواتج التقطير الوسطى في بعض الدول الأوروبية، وعدم قدرة تلك الدول على الحصول على ما يكفيها من نواتج التقطير، بعد فقدان إمدادات الديزل الروسي.
وتسببت كل تلك العوامل في تعثر إنتاج الوقود فى فرنسا، بسبب النقص الكبير في الديزل وزيت التدفئة ووقود الطائرات، والتي تستخدمه الدول المنتجة للنفط في تشغيل الآلات المنتجة للنفط والطاقة.