بعد التسريبات الأخيرة.. كيف نجحت الإمارات في التأثير على سياسات أقوى دولة بالعالم؟
كشفت تقارير استخباراتية أمريكية عن الدور الذي تبذله الإمارات للتأثير على السياسة الأمريكية حيث قدم نظرة فاحصة على الإمارات الحليف الوثيق للولايات المتحدة، حسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست.
ويقول التقرير، الذي كتبه مجلس الاستخبارات الوطني، إن الإمارات العربية المتحدة حاولت منذ سنوات - عبر العديد من الإدارات الرئاسية تشكيل السياسة الأمريكية، ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مجهولة قرأت التقرير، الذي عرضه المجلس على صناع القرار في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن المطلعين على التقرير قالوا إنه يشمل التأثير على إجراءات معروفة لمسؤولي الأمن القومي، وفقًا للتقرير، أنفقت الإمارات أكثر من 154 مليون دولار على جماعات الضغط منذ عام 2016 للتأثير بشكل إيجابي لصالح دول المنطقة على السياسة الأمريكية بالإضافة إلى تبرعات للجامعات الأمريكية.
فخر بنفوذ الإمارات
ولم يرد مجلس الاستخبارات القومي، وهو ذراع تحليلي لمجتمع المخابرات الأمريكية، علنًا على التقرير، فيما قال سفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، إنه "فخور بنفوذ الإمارات ومكانتها الجيدة في الولايات المتحدة"، حسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتابع "العنيبة": "لقد تم تحقيقه بشق الأنفس واستحقاقه. إنه نتاج عقود من التعاون الوثيق بين الإمارات والولايات المتحدة والدبلوماسية الفعالة، إنه يعكس المصالح المشتركة والقيم المشتركة."
دور الإمارات
ومن جانبه قال المحلل السياسي السوري عمر رحمون، إن الإمارات تلعب دورًا محليًا وإقليميًا ودوليًا وهذا أمر غير خافٍ على أحد ومن يريد أن ينكر دور الإمارات وما تقوم به على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، سياسيًا واجتماعيًا وإقتصاديًا وثقافيًا ودينيًا، فهو واهم.
وأضاف "رحمون" في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز" أن للإمارات دور كبير لا يمكن لأحد نكرانه والتسريبات الأمريكية في الحقيقة هي تسريبات لحزب الديمقراطيين لأن الديمقراطيين عندهم قناعهم بأن الإمارات أو بعض منهم بأنها لها تحالف مع الجمهوريين، وطبعًا هذا كلام سربته أمريكا للقول بأن الإمارات تدعم الجمهوريين أو تدعم الرئيس السابق ترامب أو حملته الانتخابيه والغرض من هذه التسريبات هي الاتهامات لترامب وللجمهوريين بأن هناك قوى من حلفاء أمريكا تدعمهم حتى يستطيعوا التغلب والنصر في الانتخابات.
وأوضح "رحمون"، أنه في الحقيقة نشعر بالفخر والاعتزاز بدور الإمارات لأنه سابقًا كانت أمريكا وصحف أمريكا والإعلام الأمريكي يتهم روسيا وبوتين بأنه هو من دعم ترامب حتى استطاع أن ينجح في الانتخابات، إلا أنه الآن هناك تسريبات صحفية أمريكية تقول أن الإمارات لديها لوبي داخل واشنطن تضغط باتجاه دعم الجمهوريين أو الرئيس السابق ترامب من حيث المبدأ دور الإمارات محليًا ودوليًا وعالميًا واضح ولا يستطيع أحد أن ينكره.
وتابع المحلل السياسي السوري: "ثانيًا هناك سياسية عند الإمارات وهي سياسة احترام المؤسسات والدول والإمارات ليست من الدول التي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن هذه اتهامات ينبغي أن نفرق بين أمرين بين مصلحة الإمارات ودور الإمارات وعمل الإمارات لتحقيق مصالح الإمارات وبين التدخل في شؤون الدول الداخلية لأن هذان الأمران بينهم خيط رفيع يمكن أن يفصل بين هاتين القضيتين".
وشدد "رحمون" على أن الإمارات تتحرك وتلعب وتبحث عن مصالحها سواء كان في أمريكا أو في روسيا أو في الصين، محليًا أو إقليميًا أو دوليًا أو في كل مكان فهي لا تدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية، وهذه التسريبات غايتها الضغط على الجمهوريين ومحاولة التفزيع وإبعاد حلفاء الجمهوريين عنهم وربما تكون عمليه للإبتزاز، منوهًا إلى أن الإمارات لها علاقات استراتيجية مع أمريكا ولن تخضع هذه العلاقة للإبتزاز والضغط من هنا أو هناك.
تأثير إيجابي
وفي السياق ذاته أشاد أمجد طه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، بسياسات الإمارات على الساحة الدولية.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "الغاردين البريطانية تسلط الضوء على تقرير استخباراتي أمريكي ذكر إن لدى الإمارات تأثير إيجابي عظيم على سياسات أمريكا وهذا التأثير في صالح السعودية،الخليج والمنطقة، أبوظبي فخر الأمة بدبلوماسيتها الذكية تدعم المصالح والقيم المشتركة وتحمي الشعوب".