بعد أنباء انسحاب قواته من خيرسون.. لماذا أمطر بوتين كييف بوابل من الصواريخ؟
تسببت الأنباء التي أعلنتها أوكرانيا مؤخرًا في الأوساط العالمية بانسحاب الجيش الروسي من مدينة خيرسون الاستراتيجية في الجنوب، في ردود فعل متضاربة حول الغرض الروسي من الانسحاب من تلك المنطقة المهمة بالنسبة لأوكرانيا، حيث زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المدينة بعد انسحاب القوات الروسية منها لتكذيب الأنباء التي تواردت حول تفخيخ القوات الروسية للمدينة بالكامل وجسورها.
انسحاب تكتيكي أم هزيمة
لكن مراقبون رأوا أن عملية الانسحاب الروسي من خيرسون كان لها غرض أخر لم يعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حاول الرئيس الروسي الانتقام من الجانب الأوكراني بعد عملية الانسحاب بأن أطلقت قواته 100 صاروخ على العاصمة الأوكرانية كييف.
وأصابت تلك الصواريخ البنى التحتية الرئيسية للطاقة في مناطق عدة، وفق ما أكد متحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، حيث كشفت التقديرات الاستخباراتية الأوكرانية أن الصواريخ الروسية أطلقت من بحر قزوين، وأيضًا "من البحر الأسود".
وتعرضت مدينة كييف لتلك الصواريخ ومدنا أخرى للقصف روسي، وذلك بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الروسية من خيرسون في جنوب البلاد.
وكشف رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف، فيتالي كليتشكو، أن الهجوم الروسي الصاروخي على كييف أصاب مبنيان سكنيان في منطقة بيتشيرسك، فيما نجحت المضادات الجوية في إسقاط العديد من الصواريخ فوق كييف، وأضاف: "هناك مسعفون ومنقذون في موقع الضربات الجوية".
انهيار البنية التحتية
كما شمل القصف الروسي مدنًا أخرى كلفيف وخاركيف، حيث أصبحت البنية التحتية المتعلقة بالكهرباء في وضع حرج، وفقدت المدينة بكاملها خدمات الكهرباء وباتت تعيش في ظلام دامس.
وتأتي تلك الضربات على الرغم من اشتداد القتال بين القوات الروسية والأوكرانية في مناطق شرق أوكرانيا، بعد أيام على الانسحاب من خيرسون جنوبًا، بعد أن كشفت القوات الأوكرانية أنها وجهت ضربات للقوات الروسية في خيرسون.
لكن في نفس الوقت كشف خبراء عسكريون أن التقدم الأوكراني بعد مدينة خيرسون لن يستمر في ظل استئناف روسيا في دعم قواتها بالذخيرة والسلاح والعتاد اللازمين، مؤكدين أن الوضع الراهن أو المراوحة على الجبهات قد تستمر أشهرًا، مؤكدين في الوقت نفسه أن تقدم القوات الأوكرانية في عدة جبهات يتوقف على طبيعة الدعم العسكري الموجه لها من الجانب الأوروبي والأمريكي وطبيعة استمراره.