"نجاة مؤقتة" من الحرب والطقس.. أسعار القمح تهدأ قليلا برغم القلق والاضطرابات
منذ انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا، تمر أسعار القمح بحالة من التذبذب ما بين الصعود والهبوط، في ظل المخاوف من تراجع الإمدادات.
وتأثرت أسعار القمح خلال الأشهر الـ9 الماضية بعاملين رئيسيين هما الطقس السيئ الذي ضرب الصين أكبر منتج في العالم، والحرب في شرق أوروبا، كون روسيا ثالث أكبر منتج وأكبر مصدر في العالم، بينما تأتي أوكرانيا كخامس أكبر مصدر للقمح.
وبعد أن استردت الأسواق توازنها خلال الفترة التي تلت الحرب، شهدت أسواق القمح الإثنين، انخفاضا حادا في ظل المخاوف القادمة من الصين بشأن إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وهبط القمح في شيكاغو مسجلا أدنى مستوياته في 3 أشهر مع هبوط أسواق السلع الأولية والأسهم في ظل سياسة الصين الصارمة لمواجهة الفيروس.
وقال محللون وتجار إن الإمدادات الرخيصة من روسيا ودول أخرى بالبحر الأسود تزيد المنافسة أمام القمح الأمريكي (ثاني أكبر مصدر في العالم) وأن الأسعار انخفضت لمستويات كافية لتحفيز عمليات بيع لأسباب فنية.
وانخفض عقد القمح الأكثر تداولا بمجلس شيكاغو للتجارة 2.6% إلى 7.76 دولار ونصف السنت للبوشل، وفقا لرويترز.
يعتبر القمح من أهم السلع الزراعية في العالم، في حين أن السلع الزراعية الرئيسية الأخرى مثل الذرة وفول الصويا تستخدم في المقام الأول لتغذية الحيوانات، يستخدم القمح في المقام الأول كغذاء للاستهلاك البشري.
مع تجاوز عدد سكان العالم مؤخرا 8 مليارات نسمة، أصبحت مسألة كيفية إطعام جميع البشر أمرا مثيرا للإثارة، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية وأزمة سلاسل الإمداد.
كانت روسيا وأوكرانيا أكبر محرك على المدى القريب لأسعار القمح، وعندما بدأت الحرب في شرق أوروبا في فبراير الماضي، شهدنا ارتفاعا كبيرا في الأسعار الفورية للقمح، حيث إن روسيا وأوكرانيا هما أكبر وخامس أكبر مصدر للقمح في العالم على التوالي.
ومع ذلك، على الرغم من استمرار الحرب مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق، فقد تراجعت أسعار القمح الفورية إلى مستويات ما قبل النزاع.
ما حدث هو أنه بعد الارتفاع الأولي، هدأت الأسواق وأدركت أن القمح لن ينفد من العالم، الأهم من ذلك أنه في يوليو، اتفقت روسيا وأوكرانيا على صفقة تدعمها الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب الروسية والأوكرانية عبر البحر الأسود، ما ساعد في تهدئة الأسواق العالمية بشأن نقص الغذاء.
كما ارتفعت معنويات السوق خاصة في ظل الأخبار الجيدة الواردة من الصين، والتي حصدت بالفعل محصولا وفيرا من القمح في الصيف، على الرغم من التحذير في وقت سابق من العام من أسوأ محصول قمح في التاريخ.
الصين هي أكبر منتج ومستهلك للقمح في العالم، لذا فإن أي تغييرات في المحصول الصيني يمكن أن تتسبب في تقلبات كبيرة في أسعار القمح العالمية.
وتحتل الصين صدارة الإنتاج العالمي بنسبة 17.6%، تليها الهند بنحو 14.1% ثم روسيا بنحو 11.3%، وفقا لـ "visualcapitalist".
على الرغم من استمرار حالة القلق في شرق أوروبا، وتزايد المخاوف بشأن الغذاء، أضف لذلك الطقس القاسي الذي يهدد أسعار القمح، إلا أن البيانات الواردة من التقارير الأخيرة لتقديرات العرض والطلب الزراعي العالمي (WASDE) تشير إلى أن سوق القمح العالمي لا يزال متوازنا نسبيا.
في حين أن بعض المحللين يرون أن المخزونات العالمية للقمح والبالغة 267.8 مليون طن من هي الأقل منذ سنوات، إلا أنها ليست بهذا السوء، وفقا لـ "seekingalpha".
في الواقع، إذا نظرنا إلى إنتاج القمح العالمي للمصدرين الرئيسيين، يمكننا أن نرى أنه في حين انخفض إنتاج أوكرانيا بشكل كبير على أساس سنوي، فإن مناطق أخرى مثل كندا قد عوّضت الفارق.
أحد المخاطر الرئيسية هي أن أسعار القمح كانت مدفوعة للغاية في الأشهر القليلة الماضية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، على سبيل المثال، في 15 نوفمبر، عندما انفجر صاروخ خاطئ في بولندا، أثار ذلك المخاوف من تصعيد الحرب، ارتفعت العقود الآجلة للقمح بنسبة تصل إلى 5% في غضون ساعات.