اتحاد ثلاثي بقيادة روسيا.. هل يشهد العالم ميلاد "أوبك" في الغاز الطبيعي؟
تحول الغاز الطبيعي إلى ورقة استراتيجية فاعلة اقتصاديًا، وسياسيًا أيضًا، فمستقبل العالم أصبح مرتبط بهذا المورد الحيوي للطاقة.
لكن هذا كفيل اليوم لتحول بوصلة العالم إلى تشكيل تحالف للغاز على غرار منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، لإدارة المشهد العالمي لصناعة الغاز وكذلك الأسواق والأسعار، ربما أصبح الأمر ضرورة ملحة، وسنسلط الضوء في التقرير التالي على مدى وكيفية احتمالية حدوث ذلك.
اتحاد غاز ثلاثي
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، كشف أمس الثلاثاء، أن روسيا تناقش "اتحاد غاز ثلاثي" محتملا مع كازاخستان وأوزبكستان لدعم الشحنات بين الدول الثلاث ومشترين آخرين للطاقة، بما في ذلك الصين.
لم يقدم نوفاك أي تفاصيل عن الخطة، لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أوضح أن الفكرة الأساسية هي تنسيق خطط الإمداد، مشيرًا إلى أن تفاصيل الاتفاقية لم تناقش بعد.
من جانبه ذكر المتحدث باسم الرئاسة الكازاخستانية، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والكازاخستاني قاسم جومارت، ناقشا تنسيق الإجراءات في نقل الغاز الروسي عبر كازاخستان وأوزبكستان.
وأشار إلى أن توكايف وبوتين، أعربا خلال المحادثات التي دارت في الكرملين، عن قناعتهما بضرورة إجراء مفاوضات مفصلة بمشاركة خبراء من الدول الثلاث، من أجل إيجاد حل عقلاني لهذه القضية، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف المعنية.
انتعاشة بمبيعات وإمدادات الطاقة إلى آسيا
في حين أن روسيا هي مصدر رئيسي للغاز الطبيعي، فإن أوزبكستان وكازاخستان تنتجان تقريبًا بقدر ما تستهلكان، ويمر خلالهما خط أنابيب غاز روسي، كما يمر خط أنابيب منفصل عبر كليهما في طريقه إلى الصين، ومع ذلك، فإن كلًا من خطي الأنابيب يضخان الغاز في الغالب من تركمانستان، بينما لم تبلغ كازاخستان وأوزبكستان أبدًا عن أي شحنات عبور للغاز الروسي إلى الصين، أو أي دولة أخرى.
وتحرص روسيا، التي تعرضت لعقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا، وانقطاع خط أنابيب الغاز نورد ستريم، على تعزيز مبيعات طاقتها وسلعها في آسيا.
وكان ألكسندر نوفاك قد صرح خلال منتدى أعمال الطاقة الروسي الصيني الرابع بأن الصين تعتبر أكبر مستهلك لموارد الطاقة الروسية.
وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أن حجم صادرات النفط الروسية إلى الصين ارتفعت بنسبة 9.5% في الفترة ما بين يناير إلى أكتوبر، أي ما يقرب من 72 مليون طن، وأنها أصبحت المورد الثاني للوقود لبكين بعد السعودية التي تزودها بـ 73.8 مليون طن، وأن تداول الطاقة بين البلدين باستخدام العملات الوطنية، يقلل من المخاطر ويسهم في تحويل الروبل واليوان إلى عملات عالمية احتياطية، بالإضافة إلى إنشاء نظام تبادل عملات بديل عن SWIFT.
وأفاد نائب رئيس الوزراء الروسي بأن حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين في قطاع الطاقة ارتفع بنسبة 64% من الناحية النقدية وبنسبة 10% من الناحية المادية.
وقال نوفاك: "إن روسيا مستعدة للنظر في مشاركة بكين في تطوير حقول النفط الروسية، مشاركتها في مشروع إنشاء مجمع لمعالجة الغاز وتسييله في منطقة أوست لوغا"، مشيرًا إلى أنه سيتم إمداد الصين بالغاز الطبيعي المسال من خلاله في المستقل، بالإضافة لمخطط تطوير وإنتاج معدات قطاع الطاقة المشترك.
وكانت شركة غازبروم الروسية العملاقة قد وقعت في 25 نوفمبر الجاري، اتفاقية مع شركة النفط والغاز الوطنية الصينية بشأن توريد 10 مليارات متر مكعب أخرى من الغاز عبر مسار الشرق الأقصى.