الجوع يجبر أهالي السويداء السورية على اقتحام مقر تابع للحكومة وسرقة محتوياته
لا تزال سوريا تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة ضربتها في أعقاب استمرار الحرب الأهلية هناك، حيث تتصاعد حدة الأزمات الاقتصادية التي تسببت في هبوط كبير لمعدل سعر العملة المحلية السورية "الليرة" أمام العملات الأجنبية الأخرى، فضلًا عن شح المواد الغذائية التي يحتاجها المواطنين يوميًا، علاوة على ضعف قدرة الحكومة على الوصول إلى أماكن تجمع المواطنين وتزويدهم باللازم من السلع الغذائية.
وعلى وقع تلك الأزمة لجأ مواطنون سوريون إلى اقتحام مقر محافظة السويداء "السرايا الحكومي" جنوب البلاد، حيث أضرموا النيران في أجزاء من المبنى وسط تبادل كثيف لإطلاق النار.
تمزيق صورة بشار الأسد
كما رشق المحتجون المبنى بالحجارة ومزقوا صورة الرئيس بشار الأسد كانت على واجهته، مطالبين "بإسقاط النظام"، والحصول على ما يناسبهم من المواد الغذائية اللازمة.
وكان قد تجمع أكثر من 200 شخص من المواطنين المدنيين حول المبنى الواقع في وسط المدينة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وسط زيادات الأسعار والصعوبات الاقتصادية.
من جانبه كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل شخص وإصابة 6 برصاص الأمن في احتجاجات السويداء، حيث حدثت مصادمات بين المحتجين وقوات الأمن التي تعمل على تأمين مقر السرايا الحكومي في السويداء.
وقالت وسائل إعلام سورية رسمية أن عشرات المطلوبين اقتحموا مبنى حكومي في السويداء، وأحرقوا وثائق رسمية، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية، مقتل شرطي خلال محاولة اقتحام مبنى قيادة الشرطة بالمدينة.
تظاهرات عفوية
وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تلك الاحتجاجات في السويداء مستمرة وخرجت بعفوية، بسبب ما يعاني منه المواطنين السوريين في الكثير من البلدات من أزمات اقتصادية طاحنة، أجبرتهم على اللجوء إلى ذلك السلوك.
وأضاف عبد الرحمن، أن هناك 9 ملايين مواطن سوري يعيشون تحت الفقر، في مناطق سيطرة النظام، وخروج المتظاهرين رسالة ضد تجويع الشعب.
جدير بالذكر أن محافظة السويداء شهدت منذ فبراير الماضي حراكًا شعبيًا في وجه نظام الأسد، تمثل في عصيان مدني تخلله قطع للطرقات الرئيسية ودعوات لإغلاق الدوائر الرسمية، احتجاجًا على تردي الوضع الاقتصادي وتفشي الفقر والبطالة.