خبير: زيارة الرئيس الصيني للسعودية ترفع التبادل التجاري بين بكين والعرب لـ 400 مليار دولار
قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات، والباحث المصري في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي: إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، المرتقبة في الأسبوع الثاني من ديسمبر للسعودية ترفع التبادل التجاري بين بكين والدول العربية إلي 400 مليار دولار.
وأكد مستشار المركز العربي للدراسات، أن الزيارة تهدف إلي تعميق العلاقات بين بكين والرياض من جهة وبين بكين والدول العربية من ناحية أخري وتعزيز رؤية لعالم متعدد الأقطاب لم تعد الولايات المتحدة تهيمن فيه وحدها على النظام العالمي.
وذكر أن الزيارة ستشهد على الأرجح مظاهر احتفالية وتوقيع اتفاقيات عدة، قائلا: إن "هذا التوجه من جانب السعوديين والصينيين كل منهما ناحية الآخر، هو نقطة تحول طويلة الأمد سوف تكون مهمة حقا من الناحية الاقتصادية، ليس فقط من أجل هذه الدورة الإنتخابية.
وأضاف الديب أن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، صرح قبل أسابيع بأن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الصينية السعودية، وتضع الرياض في موقع الأولوية في الدبلوماسية الصينية الشاملة، ودبلوماسيتها مع منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
وأوضح أن زيارة الرئيس الصيني للمملكة تأتي بعد أيام من فوزه بولاية ثالثة في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، وتشهد عقد ثلاث قمم "القمة السعودية – الصينية، والقمة الخليجية – الصينية، والقمة العربية – الصينية".
وقال إن المملكة العربية السعودية هي أكبر مورد للنفط إلى الصين، والصين أكبر مشتر للنفط السعودي، وبالتالي فان العلاقات بين الطرفين مستقرة وتزيدها الزيارة انتعاشا وازدهارا.
وأكد أن الصين تؤكد دائما علي أن المملكة العربية السعودية تظل دائما الشريك والمصدر الأكثر موثوقية لإمدادات البترول الخام للصين، وبكبن تحرص على أهمية إمدادات البترول الموثوقة على المدى الطويل في جلب الإستقرار لسوق البترول التي تواجه حالات عدم يقين عديدة نتيجة للظروف الدولية المعقدة والمتغيرة.
وأوضح أن مجالات التعاون المشتركة بين الجانبين الصيني والسعودي تتضمن التعاون والاستثمار المشترك في دول مبادرة الحزام والطريق الصينية، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والتعاون في مجال الهيدروجين النظيف عن طريق الأبحاث والتطوير وكذلك الاستثمار في مجمعات التكرير والبتروكيميائيات المتكاملة في كلا البلدين، وتعزيز التعاون في سلاسل إمدادات قطاع الطاقة عن طريق إنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية للاستفادة من موقع المملكة المميز بين ثلاث قارات.
وأكد أن العلاقات السعودية الصينية تسير بخطوات متسارعة جدا، بما يتجاوز التبادل والتعاون التجاري، إلى بناء شراكة تتجاوز الاقتصاد خاصة وأن أن المملكة تحتل المركز الأول في ترتيب الاستثمار الصيني الخارجي في الثلث الأول من عام 2022، وفي أكتوبر الماضي اتفقت السعودية والصين على التعاون في مجال "الاستخدامات السلمية للطاقة النووية" وإنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية في المملكة للاستفادة من موقعها الجغرافي، عبر اتصال مرئي جمع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، ومسؤول الطاقة الوطنية في الصين، جانغ جيان هوا وجاءت السعودية أكبر الدول العربية استقبالا للاستثمارات الصينية خلال الفترة من 2005 حتى عام 2020 بنحو 39.9 مليار دولار ويعكس هذا الأمر العلاقات السعودية الصينية القوية بين دولتين من دول مجموعة العشرين وتشهد العلاقات بين السعودية والصين تطورا كبيرا خلال الأعوام الأخيرة، حيث أصبحت الصين في عام 2013، للمرة الأولى، أكبر شريك تجاري للمملكة، بينما تتبوأ السعودية مكانة أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا لـ 15 عاما متتاليا.
وقال إن علاقات التعاون بين الصين والدول العربية ازدهرت خلال السنوات الماضية وكانت قوية في مواجهة التحديات وتغيرات الأوضاع الدولية، وتعمل الصين والدول العربية كشركاء، من أجل تحقيق التنمية المشتركة وإعادة البناء الاقتصادي وتوسيع مجالات التعاون وتعميقه في إطار السيطرة على وباء كورونا وحقق الجانبان تقدما مشجعا في مجالات الإقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية وأمن البيانات والبنية التحتية والطاقة والإتصالات والفضاء وغيرها وكانت ١٩ دولة عربية وجامعة الدول العربية والصين قد وقعت على وثيقة التعاون في إطار "الحزام والطريق"، وتصل استثمارات الصين في العالم العربي من 2005 حتى عام 2020 إلى 196.9 مليار دولار.
وتولي الصين أهمية كبيرة للمنطقة العربية، نظرًا لموقعها الإستراتيجي وغناها بمصادر الطاقة، فالصين حاليا هي أكبر شريك تجاري للدول العربية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 330 مليار دولار أميركي عام 2021، بعد أن كان نحو 36،7 مليار دولار عام 2004.