ميسي ثاني أكثر لاعبي المونديال "مشيًا" أثناء المباريات.. إحصائيات مُذهلة
بات النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بين اللاعبين الأكثر مشيًا طوال معظم المباريات، إلا أن هذه السمة لم تمنعه من أن يكون الأذكى بين أقرانه وتحطيم دفاعات المنافس ليقود الأرجنتين إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم 2022.
حسب إحصائيات الاتحاد الدولي "الفيفا"، أدرج اسم ليونيل ميسي ضمن المراكز العشرة الأولى في لائحة اللاعبين الأكثر سيرا، كما تُظهر المباريات الأربع التي خاضها في كأس العالم.
لا تبدو الأرقام مهمة بالنسبة لأفضل لاعب في العالم سبع مرات، فهو أحرز جائزة أفضل لاعب في المباراة مرتين، لذا من الآمن القول إن ما يحصل ليس مؤثرًا على فعالية "البرغوث".
ساهم في تسجيل 3 أهداف، منها هدفان حاسمان في الفوز على المكسيك بهدفين نظيفين، في الجولة الثانية من دور المجموعات، وأستراليا بهدفين لهدف في دور الـ16 من المونديال، في مباراته الألف خلال مسيرته حين سجل للمرة الأولى في الأدوار الإقصائية، كما أهدر ركلة جزاء أمام بولندا التي انتهت بهدفين دون رد.
رأى مدافع منتخب إنجلترا السابق ريو فرديناند، الذي يعمل محللًا لقناة "بي تي سبور" أنّ أداء ميسي أمام أستراليا: "أفضل ما رأيناه في كأس العالم حتى الآن، بفارق كبير".
اجتاز ميسي في مباراة فك خلالها شيفرة دفاع أستراليا، بافتتاحه التسجيل وتسديده 6 كرات على المرمى، 8.59 كلم، في ثاني أدنى معدل للاعب أساسي، منها 4.75 كلم سيرا.
في المقابل، أشارت قناة "بي بي سي" الرياضية قبل مباراة الأرجنتين أمام استراليا أن ميسي يحتل أحد المراكز الثلاثة الأولى كأكثر من يجتاز مساحات سيرًا: سار تواليا في مبارياته الثلاث الأولى 4.99 كلم و4.73 كلم و4.62 كلم!
وأوضح مدربه السابق ومانشستر سيتي الإنجليزي الحالي الإسباني بيب جوارديولا، أن نجم باريس سان جرمان الفرنسي لا يكتفي فقط بالسير من دون فعل أي شيء.
وقال جوارديولا في برنامج وثائقي عن اللاعب الأرجنتيني بعنوان "هذه هي كرة القدم" بثته محطة أمازون: "إنه ميسي، يراقب، هو يمشي. هذا ما أحبّه أكثر. ليس خارج المباراة، بل جزءًا منها".
وأوضح أن ميسي، في ذروته مع فريقه السابق برشلونة الإسباني قبل انتقاله إلى نادي العاصمة الفرنسية، لا يشعر بالخمول حتى عندما يمشي.
وأضاف: "يحرك رأسه يمينًا ويسارًا ثم يسارًا ويمينًا. يعرف بالضبط ما سيحدث. ولكن رأسه دائمًا هكذا. هو في حركة دائمة".
وتابع: "هو لا يجري، لكنه دائما يراقب ما يحدث. يبحث عن نقاط الضعف في الدفاع. بعد خمس أو 10 دقائق، يملك الخريطة في عينيه، في ذهنه ليعرف بالضبط ما هي المساحات والمشهد".
ووصف جوارديولا ما يفعله اللاعب الارجنتيني بـ "أشبه بكوني في غابة وعليّ أن أقاوم للبقاء على قيد الحياة. يعرف إنه إذا ما تحرك هنا أو هناك أو هنالك، سيحصل على مزيد من المساحة للهجوم".
ولكن هذا لا يعني أن ميسي لا يتدخل في اللعب عندما تفرض عليه إيقاع المباراة هذا التحدي، اذ قال فرديناند بعد نهاية مواجهة أستراليا: "يكاد يوحي للجميع أنه لم يكن مهتما بما يحصل، ولكن فجأة يعود على قيد الحياة، ما يمكنه القيام به هو فتح المباراة من أي مركز في الملعب. هذا هو الفارق بينه وبين الآخرين".
ولا ترتبط هذه الظاهرة بتقدم ميسي، ابن الـ 35 عاما في السن، بل هي سمة تمتد على العديد من السنوات، اذ سلطت الأرقام الضوء على ما يقوم به منذ كأس العالم في روسيا 2018 وقبلها البرازيل 2014، حيث ظهر في روسيا بشكل جليّ أنه يسير ولكنه ليس كسولًا.
من الأول؟
يسير ميسي أثناء المباريات أكثر من أي لاعب آخر على هذا الكوكب، ولكنه يملك الوقت أيضا للابتسام رغم اشتداد حدة المباراة.
أظهر بحث أن فعالية ميسي تكمن في خلق المساحات وقضاء فترة زمنية في المواقع الأقرب إلى منطقة جزاء المنافس والأهم في الملعب.
وتساءل لوك بورن واضع البيانات في نادي برشلونة، خلال مؤتمر صحفي لدراسة التحليلات: "هل يمكننا القول أن ميسي يحصل على مساحة كبيرة من خلال عدم المشاركة في اللعب؟ نعم، هذا هو بالضبط ما تظهره الدراسات.
وحده المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي (34 عاما) تفوق على ميسي في مونديال قطر في هذا المضمار اذ اجتاز 5202 م سيرا أمام السعودية، مقابل 4998 م لميسي أمام المكسيك، خلال مواجهة الأرجنتين وبولندا سار ميسي 4736 م مقابل 4829 م لليفاندوفسكي.