مع اقتراب العام الجديد.. توقعات متشائمة للاقتصاد البريطاني

لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية لم تضع أوزارها حتى الان، وهو ما تسبب في سيادة نظرة التشاؤم على التوقعات الاقتصادية العالمية للعام المقبل 2023، إلا أن الوضع في بريطانيا سيطر عليه الضبابية في ظل دخول البلاد في فصل الشتاء القارس، وانخفاض درجات الحرارة التي تتزامن مع انخفاض التوقعات حول المؤشرات الاقتصادية للمملكة المتحدة.

وفي إحصاءات جديدة كشفتها مؤسسات بريطانية، أظهرت أن اقتصاد المملكة سيعاني خلال العام المقبل من أزمات متعددة، حيث عبر وزير مالية بريطانيا جيرمي هانت عن تلك الأزمة بقوله: "أوقات عصيبة قادمة".

وكان قد شهد الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا نموًا بنسبة 0.5% أكبر من المتوقع بين سبتمبر وأكتوبر الماضيين، في انتعاش يأتي بعد الانكماش في سبتمبر، حيث سبق أن تأثر الإنتاج بسبب عطلة البنوك الإضافية من أجل جنازة الملكة إليزابيث الثانية.

وكشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن اقتصاد المملكة على موعد مع استمرار التضخم في تسجيل أعلى معدلاته على الإطلاق، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما ينذر بتباطؤ النمو في جميع أنحاء العالم، مع توقع صندوق النقد الدولي بأن ثلث الاقتصاد العالمي سيكون في حالة ركود هذا العام أو القادم.

وقالت وزير المالية البريطاني في إطار تحذيراته حول اقتصاد بلاده إنه على الرغم من إظهار الأرقام لبعض مؤشرات النمو الاقتصادي، إلا أنه ثمة طريق صعب في المستقبل، مضيفا:"مثل بقية أوروبا، لسنا محصنين ضد توابع جائحة كوفيد-19 وحرب بوتين وارتفاع أسعار الغاز العالمية".

وقال هانت: "لقد أعادت خطتنا الاستقرار الاقتصادي وستساعد في خفض التضخم العام المقبل، ولكنها أيضا تضع الأسس للنمو طويل الأجل من خلال الاستثمار القياسي المستمر في البنية التحتية الجديدة والعلوم والابتكار".

تأتي تلك التصريحات والمعلومات في ظل استعدادات بريطانية لتشغيل محطات الطاقة في البلاد باستخدام الفحم وليس الغاز، في ظل عدم قدرة بريطانيا على استيراد الغاز من الخارج بعد توقف الإمدادات الروسية إلى أوروبا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي هذا الإطار وضع مشغل شبكة الكهرباء في بريطانيا محطتي طاقة تعملان بالفحم في حالة الاستعداد لحالات الطوارئ، من أجل إبقاء البلاد مضاءة وسط موجة من الطقس البارد.

وقالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية "إي إس أو" إن وحدتي الفحم للطوارئ الشتوية ستكونان متاحتين إذا لزم الأمر اليوم، مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وارتفاع الطلب، حسب موقع "ياهو فايننس".