البنك المركزي اليمني وزراعة البلبله في عدن
تواجه عدن اليوم والجنوب عامة حربًا شعواء لا تقل في خطورتها عن الحروب العسكرية التي شنت علينا في السابق ان لم تكن اخطر ولا تقل في تدميرها عن صور الدمار والخراب الذي تعرضت له مدننا وقرانا فلازلنا للحظة بلا مؤسسات جنوبية مالية قادرة على الصمود في مواجهة التحديات وبدون قطاع خاص مالي أو مصرفي حقيقي وبدون حتى بيوت تجارية حقيقية اذ مازالت مراكز القوى المالية والبيوت التجارية في الشمال هي المتحكمة بكل مفاصل الدولة المالية وغير المالية في عدن وفي الجنوب وللاسف لم نستطع طيلة الثمان سنوات الماضية وحتى اليوم من تعزيز انتصاراتنا العسكرية التي حققناها بتحقيق اي انتصار مالي أو تجاري أو حتى البدء ببناء وانشاء اي مؤسسات أو نظام مالي جنوبي ولو في حده الادنى وعوضًا عن استرداد ثرواتنا ومواردنا المنهوبة اكتفينا فقط بإيرادات نقاط الجبايات ورسوم الحماية وايجار الطرقات والشوارع والبسطات واسواق الخضرة والقات التي تم فرضها على الجميع بما فيهم المتنفذين وصغار التجار والباعة المتجولون على حد سواء والتي تذهب في معظمها لصالح افراد وجهات وليس لصالح مؤسسات مالية جنوبية واكتفينا فقط بان استبدلنا عوضًا عن المتنفذ الشمالي وكيل له جنوبي.
منذ حرب 2015م وحتى يومنا الحاضر لم يتغير شي في حياتنا بل من سيئ إلى اسوأ وباستثناء فترة اللواء بن بريك في حضرموت فان معظم الوزراء والمحافظين الجنوبيين الذين عينو حينها وحتى الان اكانو من المحسوبين على الشرعية أو الانتقالي لم يعملوا على تاسيس اي كيان مالي جنوبي مستقل أو يسعوا إلى وضع ايديهم على مواردهم كلًا في وزارته ومحافظته بل كرسوا وبشكل اسوأ بكثير ممن سبقوهم في هذه المناصب الارتهان لمراكز القوى والنفوذ السابقة ليتخلوا في نهاية المطاف عن كثير من المكاسب التي حققناها ابتداء من الاستقلالية النسبية لكل محافظة في إدارتها لنفسها ومرورًا باستئثارها بالحد الادنى من مواردها وانتهاء بالابتعاد قليلًا عن هيمنة المركز وتدخلاته لنخسر وفي ظل حكومة ومحافظي المحاصصة أو كما يسمونها المناصفة كل تلك المكتسبات السابقة التي تحققت لنا في بعض القطاعات كقطاع النفط واستيراد المشتقات النفطية وفي القطاع المالي والهامش الكبير الذي حصلنا عليه في التعيين بالوظائف العامة وفي غيرها من المجالات الاخرى وان بدت بعضها صغيرة ولنخسر بعدها كل ذلك باستعادة المركز لسيطرته علينا مرة اخرى وليعودوا ليحكمونا في ارضنا من جديد وان كان هذه المرة بصلف اكبر وبمحاربة أوضح للحيلولة دون تعافي الجنوب ووقوفه على قدميه اذ عمدوا إلى وأد كل محاولات بناء آي مؤسسات حقيقية في الجنوب وفي مقدمتها تلك المؤسسات المالية والتجارية التي اخذت بالنشوء كأمر واقع فرضتها الظروف واوضاع الحرب ليتكفل بها البنك المركزي بعدن الذي آخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على استمرار تفوق وهيمنة مراكز القوى التقليدية في الشمال على القطاع المالي في الجنوب وللابقاء على الجنوب كسيحًا ماليًا ففي حين كنا نرى البنك المركزي اليمني يصمت عما يجري في مارب من تكديس الاخوان للاموال التي يحصلون عليها من عائدات النفط والغاز ومن المضاربات ويصمت عن ازدياد فتح هذه القوئ لكثير من محلات الصرافه الوهمية داخل مأرب وخارجها كانت هناك اطراف في البنك المركزي اليمني لا هم لها إلا القضاء على صعود آي تيار مالي جنوبي باختلاق الاعذار والحجج الواهية امام الاستثمارات الجنوبية في المجال المالي وليقفوا وعلى مرئ ومسمع الجميع سدًا منيعًا دون قيام كثير من البنوك التجارية الخاصة بعدن التي حاول بعض التجار الجنوبيين انشائها من جهة ومن جهة اخرى قيامه كذلك وبنفس الطريقة والاسلوب التشكيك بكثير من المؤسسات المالية والتجارية القائمة في هذه المدينة من العاملة في مجال الصرافة والتحريض عليها مستغلين بعض الاحداث الفردية التي حصلت مع مؤسسة أو مؤسستين من هذه المؤسسات لخلق حالة من البلبلة والهلع والخوف لدى الناس ومستغلين تماهي البعض بقصد أو دون قصد مع هذه الاعمال والشائعات التي يطلقها البنك المركزي ويسربها بين الفينة والاخرى والتي تهدف في مجملها إلى النيل من اي ثبات أو تماسك للقطاع المالي والمصرفي بعدن برغم بساطته وصغر حجمه والعمل بكل ما اوتوا من قوة على وقف صعوده وتناميه لافساح المجال امام مأرب التي اضحت اليوم باخوانها وبعد مضي ثمان سنوات من الحرب هي المسيطرة تماما على معظم الاسواق المالية في الجنوب وبقية المحافظات المحررة وليصبحوا وبحق اكثر محتكري العملات الاجنبية وابرز المتلاعبين بها.
ومن خلال ماسبق يتضح لنا حجم التٱمر الذي يتعرض له الجنوب ومؤسساته لدرجة معها نستطيع القول ان الطريق امامنا وامام تحقيق مشروعنا لازالت طويلة بل ومحفوفة بالمخاطر فنحن امام عدو لا يستخدم السلاح والحرب العسكرية في مواجهتنا وحسب وانما يستخدم في حربنا وسائل شتئ وعلى مستوى كافة المجالات ومختلف الصعد والمناحي ولا يترك شاردة ولا واردة إلا واستخدمها ضدنا مايجعلنا ننبة من مغبة الصمت عما يجري لنا ونجدها فرصة في هذا الحيز لان نوجه دعوة من القلب إلى الجميع من مدنيين وعسكريين ومواطنين كلًا في مكانه وموقعه إلى التماسك والتوحد خلف قادتنا وفي مقدمتهم الاخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القياده وزملائه الاخرين في مواجهة هذا العدو الذي يحاربنا باموالنا ويلعب على خلافاتنا وتناقضاتنا وندعو الجميع إلى الابتعاد عما يفرقنا ويضعف صفوفنا وان يحافظوا على تضحيات الشهداء وينتصروا لدمائهم ونتمنى من وزرائنا ومحافظينا ان يتوقفوا عن تقديم التنازلات أو التمادي في الارتهان لمراكز القوى والنفوذ والبيوت التجارية في الشمال وعدم التفريط بما تحقق لنا اليوم أو التنازل عنه تحت آي ظرف أو حجة أو سبب كما ندعو رجال المال والاعمال الجنوبيين والمؤسسات المالية الجنوبية إلى التكاتف والتكامل فيما بينهم والحفاظ على بعضهم ومساعدة المتعثرين منهم فليس في صالحنا جميعاٌ افلاس شركة أو مؤسسة أو افراد في عدن كما ندعو جمعية الصرافين الجنوبيين على وجه الخصوص للوقوف مع شركات الصرافة المتعثرة في عدن ومساعدتها على خروجها من ازماتها فقطاع المال في عدن لا يحتمل هزات اخرى واغلاق شركة أو مؤسسة في عدن يعني فتح مؤسسة أو شركة في مارب.