كيف تحسن الاقتصاد الروسي على وقع الحرب ضد أوكرانيا؟
في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، ودخولها الشهر العاشر في ظل استمرار الضربات والقذائف على كييف، والتدهور الاقتصادي الأوكراني والأوروبي والأمريكي على وقع تلك الحرب، يغرد الاقتصاد الروسي في طريق تحقيق معدلات نمو كبيرة في ظل العملية العسكرية الشاملة على كييف.
وفي هذا الإطار كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن الحرب الروسية على أوكرانيا لم تؤثر سلبًا على الاقتصاد الروسي، بل على العكس كانت لها تأثيرات إيجابية على الأوضاع الاقتصادية الداخلية في روسيا، حيث ارتفع معدل النمو الاقتصادي وزادت الصادرات الروسية بالمقارنة بفترة ما قبل الحرب.
وأكد بوتين أن روسيا مستمرة فى تطوير اقتصادها بالرغم من الضغوط الخارجية غير المسبوقة، لافتًا إلى أن الغرب شن عقوبات عدوانية غير مسبوقة ضد روسيا كانت تهدف إلى سحق اقتصادها من خلال سرقة احتياطيات العملات الأجنبية وانهيار العملة الوطنية (الروبل) وإحداث تضخم مدمر.
ولفت خلال كلمة له باجتماع المجلس الرئاسة الروسي للتنمية الاستراتيجية والمشاريع الوطنية، إن روسيا تعتزم الاستمرار في عملية التطوير في شتى القطاعات وتنفيذ البرامج والمشاريع والارتقاء بالبلاد بغض النظر عن أي ضغوطات أجنبية.
ورفض بوتين الاعتماد على أسلوب العزلة الداخلية، نتيجة الضغوط الاقتصادية المفروضة على روسيا من جانب الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، منوهًا إلى أن روسيا ستعمل على توسيع الشراكات والتعاون والتواصل مع جميع من يرغب في ذلك، إلى جانب تطوير علاقاتها التجارية والاستثمارية والاقتصادية مع الدول الصديقة، فقد قامت روسيا بإعادة توجيه الصادرات والجهود الاقتصادية والتجارية إلى الأسواق الواعدة والصديقة.
أما عن المؤشرات الاقتصادية الروسية فأكد بوتين أن نسبة نمو مستوى التضخم في دول الاتحاد الأوروبي من 10% إلى 25% في بعض الدول، متابعًا أن أهداف الغرب لم تتحقق على أرض الواقع، فقد عمل رجال الأعمال والسلطات الروسية بطريقة مركزة ومهنية وأظهر المواطنون تضامنا ومسؤولية، وبفضل العمل المشترك للحكومة والبنك المركزي الروسي والمواطنين استقرت الأوضاع الاقتصادية.
وأوضح أن واردات روسيا في غضون 9 أشهر من العام الجاري نمت بنسبة 1.5 فيما زادت الصادرات الروسية بنسبة 42%، كما زاد الفائض التجاري بنسبة 2.3، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يستهلك خدمات ومنتجات روسية ولكنه لا يمكنه تصدير منتجاته إلى روسيا، "ولذا فنحن نبحث عن شركاء مستقرين في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية".