مؤتمر "روسيا والعالم الإسلامي" يبحث تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية وموسكو بالمجال الإعلامي
انطلقت اليوم، أعمال المؤتمر الدولي "روسيا والعالم الإسلامي: خطوات عملية في التعاون الإعلامي"، الذي تنظمه مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا -العالم الإسلامي"، ووكالة سبوتنيك الدولية للأنباء، واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، بمشاركة واسعة من المسؤولين في روسيا الاتحادية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، وذلك في العاصمة الروسية موسكو.
ودعا المؤتمر، إلى تعزيز التعاون والشراكات بين الدول الإسلامية وروسيا في المجال الإعلامي، انطلاقًا من القيم والأهداف المشتركة للجانبين.
كما ناقش المؤتمر أهم الإجراءات من أجل تعاون إعلامي أكثر فعالية بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، ودعم المبادرات بين المؤسسات الإعلامية الإسلامية ونشر التسامح والتعاون، فيما يخص الأنباء ونشر الصورة الإيجابية، والتوسع في النطاق الجغرافي بتعدد الثقافات والأجناس، والاستفادة من المتجددات الإعلامية المختلفة التي تركز على نبذ التطرف والإسلاموفوبيا، والتكامل الإعلامي بين وسائل الإعلام الإسلامية لإبراز القضايا المشتركة وتعاون المنظمات الحكومية وإبراز التنوع الثقافي.
بدوره، أكد رئيس جمهورية تتارستان رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية رستم مينيخانوف، أن العلاقات بين روسيا ودول العالم الإسلامي تميزت تاريخيًا بمستوى عالٍ من الثقة والتعاون، مشيرًا إلى أنَّ هذا التعاون يكتسب ديناميكية جديدة كل يوم، كما يتضح من خلال الأحداث المنتظمة التي تعقدها مجموعة الرؤية الإستراتيجية.
وشدد مينيخانوف على أنّ التعاون مع الدول الإسلامية من خلال وسائل الإعلام هو أحد الجوانب الرئيسية للسياسة الدولية الروسية، لافتًا النظر إلى أنَّ هذا التعاون يكتسي أهمية خاصة من حيث مكافحة انتشار المعلومات الكاذبة، فضلًا عن نشر القيم الروحية التقليدية.
من جانبه، أكد رئيس لجنة مجلس الاتحاد في روسيا للشؤون الدولية غريغوري كاراسين، أنَّ روسيا بلد متعدد القوميات ومتعدد الطوائف، ويدعم سكانه تقليديًا تعزيز العلاقات مع الدول التي تعتنق الإسلام، مشيرًا إلى أنَّ روسيا تقدر تقديرًا عاليًا إسهام الإسلام في تنمية البلاد.
وأوضح أنَّ الهدف من المؤتمر مناقشة سبل إقامة تعاون بين الاتحاد الروسي والدول الإسلامية، بهدف توفير معلومات موضوعية، لافتًا الانتباه إلى أنَّ المؤتمر سيعزز المصالح الحقيقية للتعاون، بما في ذلك المجال الإعلامي، منوِّهًا بضرورة التعاون في هذا الصدد بين اتحاد يونا، ووكالات الأنباء في روسيا.
بدوره، أشار المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي رمضان عبداللطيبوف - في كلمته- إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للمنظمة إلى روسيا، التي تم خلالها تحديد الاتجاهات الرئيسية للتعاون بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي، مشددًا على توفير الدعم المعلوماتي لهذا الاتجاه المهم من التعاون بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي.
من جهته، أكدَ مديرُ إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي، وجدي علي سندي، أهميةَ إقامة شراكات إستراتيجية في المجال الإعلامي مع عدد من المؤسسات الإعلامية الرائدة في روسيا الاتحادية.
وأضاف أنَّ المنظمة تحثُّ على تعزيز التعاون والتضامن في الجانب الإعلامي، وتعمل على توفير تغطيات إعلامية متكاملة لشتى زيارات الأمين العام والمباحثات الثنائية الدورية التي تقيمها المنظمة مع المسؤولين في روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى تسليط الضوء في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة على مخرجات تلك المشاورات؛ وذلك لتنوير الرأي العام المحلي الروسي والإسلامي والعالمي بما يتم بحثه من قضايا وما يتم تنظيمه من برامج بين المنظمة وروسيا الاتحادية.
فيما استعرض رئيس المركز الصحفي بوزارة الخارجية الروسية، نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة إيفان نيتشايف جانبًا من عمل الوزارة مع الصحفيين الأجانب من الدول الإسلامية، مبيِّنًا أن روسيا بلد متعدد القوميات والطوائف وذو تجربة تاريخية غنية للتعايش بين الثقافات المختلفة، ويعد تطوير التعاون مع العالم الإسلامي أحد أهم أولويات عقيدة السياسة الخارجية الروسية.
وقال: تحافظ بلادنا على علاقات تاريخية مع الدول الإسلامية، ويكتسب حوار الحضارات أهمية خاصة لتعزيز الاستقرار السياسي على الساحة الدولية، وهناك عملية تقارب نشطة وتقدمية بين روسيا ودول العالم الإسلامي، ويرجع ذلك من بين أمور أخرى، إلى التعاون في مجال المعلومات، حيث تتفاعل بلداننا بنشاط، مسترشدة بمبادئ احترام جميع الثقافات والأديان ووجهات النظر العالمية.
كما شهد المؤتمر مداخلات من نائب رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"، نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الخارجية فاريت محمدشين، إضافة إلى عدد من المسؤولين وخبراء الإعلام.