كيف تتمكن الأرجنتين من صناعة التاريخ وتخليد اسمها في مسابقة كأس العالم لكرة القدم؟
تتمكن الأرجنتين من صناعة التاريخ وتخليد اسمها في مسابقة كأس العالم لكرة القدم، مع حصدها لقب مونديال 2022 في قطر.
لقب ثمين، مكَّن الأرجنتين من حصد جائزة مالية ضخمة من صندوق جوائز الفيفا البالغ 440 مليون دولار تصل إلى 42 مليون دولار أمريكي، وهو رقم أعلى بما يقارب 4 ملايين دولار من المبلغ الذي حصلت عليه فرنسا في المونديال الروسي. وبجانب هذه الجائزة المادية، ستحصل الأرجنتين على كأس من الذهب، وسيُسجل اسمه كفائز بالمونديال.
وقبل النسخة الـ22 من بطولة كأس العالم لكرة القدم والتي استضافتها قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر/تشرين الأول وحتى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، كان المنتخب الأرجنتيني قد حقق لقب كأس العالم مرتين، الأولى كانت في عام 1978 بالنسخة التي احتضنتها، والثانية بقيادة دييجو آرماندو مارادونا في عام 1986 بالمكسيك.
وقال تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" للأنباء في 16 ديسمبر الجاري، قال إن الأرجنتين ستجني فوائد اقتصادية كبيرة حال فوزها على فرنسا، وهي فوائد تتفوق على تلك التي يمكن أن تحصدها فرنسا لو فازت بكأس العالم.
ونقلت الوكالة عن ورقة بحثية حديثة كتبها الخبير الاقتصادي في جامعة "سيري" في بريطانيا ماركو ميلو أن بطل العالم لكرة القدم يتمتع غالبًا بنسبة 0.25 نقطة مئوية إضافية من النمو الاقتصادي في الربعين التاليين للبطولة.
وقال ميلو إن هذا يرجع بشكل أساسي إلى زيادة الصادرات لأن الفائز يتمتع بأضواء دولية أكبر. وأظهر البحث قفزة كبيرة في مبيعات البرازيل الخارجية بعد فوزها بكأس العالم عام 2002، على سبيل المثال.
وبحسب "بلومبرج" تتمتع الأرجنتين بواقع اقتصادي أفضل من فرنسا يجعلها أكثر قابلية وقدرة على جني الفوائد وتعزيز الصادرات مع فوزها بالبطولة، ما يعني أن اقتصادها الكلي سوف ينتعش بأكثر من التوقعات من خلال حصولها على كأس العالم.
ويقول ميلو، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة "سيري" البريطانية: "إذا كان هناك أحد البلدين قد يستفيد، على غرار البرازيل، فهذه هي الأرجنتين وليست فرنسا".
ويقول التقرير إن "الخلفية الاقتصادية ليست مشجعة لأي من المتأهلين للتصفيات النهائية"، حيث تعاني فرنسا من أزمة طاقة وموجة من الإضرابات، فيما يقترب معدل التضخم في الأرجنتين من 100%، وتعاني من جفاف يهدد بخفض صادرات المحاصيل العام المقبل.