مدفع أرسنال يضرب توتنهام مستعينًا بـ"اللازانيا".. قصص مُثيرة من حرب "الجيران"
واصل فريق أرسنال رحلته نحو استعادة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، عقب فوزه المهم على مضيفه توتنهام، بهدفين نظيفين، في ديربي شمال لندن.
وجمعت المباراة الهامة بين الفريقين، مساء اليوم الأحد، على ملعب توتنهام الجديد، ضمن منافسات الجولة رقم 20 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وحسم أرسنال ديربي شمال لندن في الشوط الأول بثنائية الأولى عن طريق الفرنسي حارس توتنهام بالخطأ في مرمى فريقه بالدقيقة 23.
أرسنال ضد توتنهام
في الدقيقة 23، انطلق بوكايو ساكا جناح أرسنال، من الجهة اليمنى، ثم أرسل كرة عرضية، سهلة أمام هوجو لوريس لكن الحارس الفرنسي وضعها بطريقة غريبة داخل شباكه.
وبحسب موقع "أوبتا" الشهير للإحصائيات، فإن هوجو لوريس سجل هدفًا في مرماه لأول مرة خلال مسيرته المكونة من 354 مباراة بالدوري الإنجليزي رفقة توتنهام.
أما الهدف الثاني، سجله، قائد أرسنال، النرويجي مارتن أوديجارد، في الدقيقة 36.
أرسنال يبتعد بالصدارة
بهذه النتيجة، يتربع أرسنال على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، برصيد 47 نقطة جمعها من الفوز في 15 مباراة وتعادلين وخسارة وحيدة، واستطاع تسجيل 42 هدفًا وتلقى 14 هدفا.
وابتعد أرسنال بفارق ثماني نقاط عن مانشستر سيتي حامل اللقب، الذي خسر مساء السبت أمام جاره اليونايتد 1-2.
فيما يملك توتنهام في رصيده 33 نقطة في المركز الخامس بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي، بعدما حقق 10 انتصارات بالإضافة إلى ثلاث تعادلات وتلقى 6 هزائم.
يذكر أن أرسنال يحلم بتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ أن فاز به لآخر مرة في عام 2004.
جيران لكن أعداء
أخيرا تذوق أرسنال طعم الفوز على ملعب توتنهام الجديد بعد 8 مباريات فشل خلالها في تحقيق ذلك، ضمن منافسات البريميرليج.
وإلى جانب إنهاء عقدة ملعب توتنهام، فإنها المرة الأولى التي ينجح فيها أرسنال في الفوز على "السبيرز" ذهابا وإيابا بموسم واحد في البريميرليج منذ 2013-2014.
ومن المعروف أن أرسنال وتوتنهام، جاران، لكن بينهما عداءً كبيرًا يظهر دائمًا في المشاحنات بين الجماهير واللاعبين داخل الملعب وأثناء المباريات.
اشتهر ديربي شمال لندن بـ "ديربي الأعداء" بين فريق أرسنال وجاره اللدود توتنهام، نظرا للعداء التاريخي بين الفريقين، وعادة ما تغلف مباراتهما الإثارة والتشويق ولا تخلو من الاشتباكات والتدخلات العنيفة إلا ما ندر.
وتم تغيير اتجاه المدفع المتواجد بشعار أرسنال وتوجيهه ناحية اليمين، بعدما كان موجها إلى الشمال، واعتبر مشجعي توتنهام أن الحركة مقصودة لتواجد مقر توتنهام على يمين مقر أرسنال.
واتهمت جماهير توتنهام، جمهور أرسنال بالعنصرية، بعدما قاموا بترديد كلمة "تششششش" تعبيرا منهم لطريقة تعذيب هتلر لليهود، فمن المعروف أن مالكي النادي وأغلبية مشجعيه من اليهود.
أسباب الكراهية
ترجع أسباب العدائية لديربي شمال لندن بين أرسنال وتوتنهام منذ عام 1913 بعدما أنتقل أرسنال من ملعبه القديم "مانور جراوند" إلى ملعب "هايبري" ليصبح على بعد أقل من 4 أميال من ملعب وايت هارت لين معقل توتنهام.
وفي عام 1919 استطاع أرسنال الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، بفضل قوة علاقات مالكه آنذاك السير هنري نوريس حيث أن اتحاد كرة القدم الإنجليزي قرر زيادة عدد فرق الدرجة الأولى إلى 22 نادي، بعد أن كان عدد الفرق 20 نادي فقط قبل الحرب العالمية الأولى.
وبعد الإبقاء على تشيلسي في دوري الأضواء رغم أنه كان صاحب المركز الـ 19 في دوري الدرجة الأولى قبل التوقف الإجباري بـسبب الحرب، إلا أن اتحاد الكرة لم يوافق على بقاء توتنهام هوتسبر صاحب المركز الأخير الـ 20 في دوري الدرجة الأولى قبل الحرب وبالتالي يجب صعود 3 فرق جديدة من الدرجة الثانية حتى يصل عدد الفرق في دوري الدرجة الأولى إلى 22 فريق.
ووقع الاختيار في ذلك الوقت على بطل دوري الدرجة الثانية قبل الحرب "ديربي كاونتي" وكذلك وصيفه "برِستن نورث إند" بـ شكل طبيعي، بينما جاء اختيار الفريق الثالث مفاجئًا للجميع حيث تم اختيار "أرسنال" صاحب المركز السادس بدلًا من الثالث "نادي بارنسلي" والرابع "ولفرهامبتون" والخامس "برمنجهام سيتي".
من هنا جاء هتاف جمهور توتنهام «هو نفسه أرسنال القديم، هو نفسه الغشاش!».
وازاد الأمر سخونة وأكثر عدائية بعد قيام إدارة أرسنال بتغيير الشعار الخاص بالفريق بتحويل اتجاه المدفع في الشعار إلى اليمين بعد أن كان اتجاه في الشمال، رغبةً منهم في توجيه إلي ملعب وايت هارت لين الخاص بنادي توتنهام هوتسبر الذي يقع على يمين مقر أرسنال.
دوري ضائع والكراهية تشتعل
في موسم 1998/1999 التاريخي لـ مانشستر يونايتد، كان الصراع على أشده بين مانشستر يونايتد وأرسنال على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يُحسم سوى في الجولة الأخيرة.
وفي الجولة الأخيرة كان مانشستر يونايتد يستعد لمواجهة توتنهام في أولد ترافورد، وكانت آمال أرسنال معلقة على العدو الشمالي لخدمتهم، وبالفعل كان توتنهام متقدمًا بهدف دون رد.
لكن لاعبو توتنهام وبحسب عدة مصادر تخاذلوا خلال المباراة وسمحوا لمانشستر يونايتد بتعديل النتيجة ثم تحقيق الفوز، ليحقق اليونايتد لقب الدوري بفارق نقطة واحدة عن أرسنال.
وقبل مباراة واحدة على نهاية موسم 2005/2006، كان توتنهام أمام فرصة تاريخية للوصول لدوري أبطال أوروبا على حساب أرسنال، حيث كان متقدمًا عليه بفارق نقطة، في المباراة الأخيرة كان السبيرز يستعد لمواجهة وست هام، فيما الجانرز كان سيواجه ويجان.
في فندق ماريوت الغربي الذي أقام فيه توتنهام استعدادًا للمباراة، اختار كل نجوم الفريق بلا استثناء «إدجار دافيدز، تيمو تاينيو، مايكل داوسون وآرون لينون، راديك سيرني، روبي كين ومايكل كاريك» تناول «اللازانيا» في وجبة العشاء.
وجاءت الصدمة في تعرض كل من تناول هذه «اللازانيا» للتسمم!. رئيس توتنهام دانيال ليفي صرخ، وطالب القائمين على الدوري الإنجليزي الممتاز بتأجيل مباراة وست هام، لكن طلبه قوبل بالرفض، وتم تهديده بأنه سيعتبر مهزومًا إذا انسحب.
اضطر توتنهام لخوض المباراة وخسر أمام وست هام 2/1، في المقابل فاز أرسنال على ويجان 4/2، لتتسبب «اللازانيا» في منح مقعد دوري أبطال أوروبا للمدفعجية بدلًا من العدو السبيرز.
لذلك وجهت جماهير توتنهام الاتهامات لأرسنال ولطباخ الفندق بالضلوع في التسمم لحرمان توتنهام من الوصول للأبطال لصالح الجانرز!
هتلر وديربي شمال لندن
من المعروف أن لتوتنهام روابط وجذور يهودية، حيث كان أحد كبار مشجعي النادي يهوديًا متعصبًا، حتى أن مالكه الحالي يهودي.
الحساسية بين جمهور أرسنال وتوتنهام وصلت إلى حد هتاف جماهير أرسنال لجمهور توتنهام بأصوات «تششش» كإشارة لمحرقة هتلر لليهود.