فضل التسبيح ليلة الإسراء والمعراج 2023.. كن في قوافل المسبحين
فضل التسبيح مذكور في السنة النبوية المطهرة في أحاديث عديدة، ومنها أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ولأن سورة الإسراء التي تتحدث عن رحلة الإسراء والمعراج استُهلت بالتسبيح، لذلك سيكون من الأفضل على المرء إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالتسبيح والتنزيه لله عز وجل.
فضل التسبيح
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فضل التسبيح فقال: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ)، وقد جاء التسبيح مفردًا أو مقترنًا بغيره في أكثر من آية في القرآن الكريم، ويقصد بالتسبيح تنزيه الله وتبرئته من العيوب والنقائص جميعها، والشهادة له بالكمال المطلق، فالمسلم إذا حمد ربه أثنى عليه، وإن سبحه فقد مجده وأكمل بذلك حمده والتسبيح أحد أعظم الأذكار "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون".
وبالحديث عن فضل التسبيح لا بد من التنويه بـ السور المسبحات، وهي السور التي تبدأ بالتسبيح والتنزيه لله تعالى وعددهم سبع سور كالتالي:
سورة الإسراء: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ).
سورة الحديد: (سَبَّحَ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
سورة الحشر: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
سورة الصف: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
سورة الجمعة: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
سورة التغابن: (يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
سورة الأعلى: قال -تعالى-: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).
وفي فضل هذه السور، ورد عن العرباض بن سارية رضي الله عنه إنه قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ، ويقولُ: فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ).
ما هو الفرق بين الذكر والتسبيح
يتساءل العديد من المسلمين ما هو الفرق بين الذكر والتسبيح، ففي سورة طه الآية الكريمة "كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا" تشير إلى وجود فرق بين الذكر والتسبيح، وهو ما أوضحه أهل العلم في كون الذكر أعم من التسبيح لأن الذكر يشمل لتسبيح والتحميد والتهليل فهو عام، أما التسبيح فهو جزء من الذكر فكل تسبيح ذكر وليس كل ذكر تسبيح.
ومن بلاغات القرآن الكريم عدم تخصيص وقتا للذكر،" وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ"، بينما خصص وقت التسبيح (بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ)، وفي سورة طه تم تقديم التسبيح على الذكر لأن موسى عليه السلام كان في حالة خوف أن يفعل بهم فرعون ما يفعل من سوء، فالتسبيح ينجي الضيق والغم ويذهب الهم والكرب والخوف كما جاء في الآية الكريمة (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ".
فضل التسبيح في استجابة الدعاء
التسبيح هو سلاح المؤمن لاستجابة الدعاء، فقد ظل سيدنا زكريا عليه السلام لا يتكلم بأمر من ربه 3 أيام ولكن لسانه يلهج بالذكر والتسبيح، كما أن التسبيح من الوصايا النبوية
ومن صيغ التسبيح ما يلي:
- سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المفرج عن كل محزون.
- سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون.
- سبحان من إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.
- يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج، فرج عني همي وغمي فرجًا عاجلًا غير آجل، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة واهل بيته الذين اخترتهم على علمٍ على العالمين.
- اللهم لين لي صعوبتها وحزونتها واكفني شرها فإنك الكافي المعافي والغالب القاهر اللهم صل على محمد وال محمد.
- لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين.
- اللهم إني أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلّ إِثْمٍ.
- لا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
عجائب التسبيح
من عجائب التسبيح التي يعلمها الكثيرون معجزة إنقاذ سيدنا يونس عليه الصلام من بطن الحوت في ظلمات البحر والتي جاءت بقدرة الله بعد استمساك يونس بصيغة التسبيح المعروفة والمذكورة في القرآن الكريم (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، وهي صيغة فهي جامعة، شاملة للتوحيد، والتسبيح، والاعتراف بفضل الله عز وجل على العبد.
وعن تسبيح يونس عليه الصلام قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ دَعا وهو في بطْنِ الحُوتِ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيءٍ إلا اسْتجاب اللهُ لَهُ)، وهي من عجائب التسبيح في استجابة الدعاء بتحقيق الأمنيات المستحيلة.
نختم لكم فضل التسبيح بالآية الكريمة "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" فالكون كله يذكر الله سبحانه وتعالى ولكن كلا بطريقته الخاصة، ونحن على أعتاب استقبال ليلة الإسراء والمعراج بغروب شمس غدا الجمعة 17 فبراير الموافق هجريا 26 رجب، ندعوكم لإحياء هذه الليلة بالتسبيح حتى طلوع فجر السبت 18 فبراير وبالتاريخ الهجري 27 رجب 1444.
يمكنكم الاطلاع على فضل الصلاة على النبي ليلة الإسراء والمعراج من هنــــــــــــا.