مفاوضات أوروبية أمريكية لإنهاء رسوم ترامب: بروكسل تسعى إلى هدنة دائمة وتفادي حرب تجارية

في مسعى جاد لنزع فتيل أزمة تجارية تهدد العلاقات الاقتصادية بين ضفتي الأطلسي، توجه مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لبدء مفاوضات وصفت بـ "حسن النية" مع المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم نظيره هوارد دبليو لوتنيك والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير.
تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار تبعات سياسة التعريفات الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي ألقت بظلالها على التجارة العالمية، وهددت بانزلاق العلاقات الأوروبية الأمريكية نحو مواجهة تجارية شاملة.
ووفقًا لما نقلته صحيفة الباييس الإسبانية، فإن الهدف الأساسي للزيارة هو تحويل الهدنة المؤقتة المقررة لمدة 90 يومًا إلى اتفاق دائم يعفي الطرفين من الرسوم الجمركية المثيرة للجدل.
يرافق سيفكوفيتش في هذه المهمة الدبلوماسية الحساسة بيورن سيبرت، المسؤول البارز في مكتب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في محاولة لتحديد مدى استعداد الإدارة الأمريكية للانخراط في مفاوضات جدية تفضي إلى حلول مرضية للطرفين.
وتشير بروكسل إلى استعدادها لفتح أفق جديد للتعاون، حيث قدمت مقترحًا يتضمن تصفير الرسوم الجمركية على السيارات والسلع الصناعية بين الجانبين.
لكن المسؤول الأوروبي أوضح أن هذا الاقتراح لا يزال في إطار الطرح المستقبلي، وليس مطروحًا للتنفيذ الفوري.
وتأتي هذه التحركات عقب قرار الرئيس ترامب بخفض الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الاتحاد الأوروبي من 20% إلى 10% لمدة 90 يومًا، في مقابل تعليق بروكسل للإجراءات المضادة التي كانت تتضمن فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم الأمريكية.
من جهته، صرح أولوف جيل، المتحدث باسم مفوضية التجارة الأوروبية، بأن سيفكوفيتش يسافر إلى واشنطن بروح إيجابية، بهدف إيجاد تسويات تعود بالفائدة على جميع الأطراف.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التوصل إلى "اتفاقيات متوازنة" من شأنها تجنب المزيد من التصعيد التجاري الذي قد يضر ليس فقط بأوروبا والولايات المتحدة، بل بالاقتصاد العالمي برمّته.
الجدير بالذكر أن هذه المفاوضات تأتي في وقت حساس تشهده العلاقات التجارية الدولية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي لتأمين بيئة اقتصادية مستقرة في مواجهة النزعة الحمائية التي أعادت الولايات المتحدة إحياءها في عهد ترامب.