قصة 8 مارس.. كيف احتفل العالم لأول مرة باليوم العالمى للمرأة؟ (أسرار الحكاية)
كيف يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة 2023؟.. سؤال تصدر مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع احتفال دول العالم المختلفة به تقديرا لدور المرأة في المجتمع.
حيث تعود قصة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إلى سنة 1856 حين خرجت آلاف النساء للاحتجاج فى شوارع نيويورك على الظروف اللا إنسانية التى كن يجبرن فيها على العمل.
ورغم أن الشرطة تدخلت لتفريق المتظاهرات، إلا أن مسيرات المرأة نجحت فى دفع المسئولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.
وفى 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد فى شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار "خبز وورود".
واستكمالا لقصة يوم المرأة العالمي، فقد شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصًا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف ورفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق فى الانتخاب، وبدأ الاحتفال يوم 8 مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدًا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909.
كما احتفل العالم لأول مرة باليوم العالمى للمرأة فى 28 فبراير 1909 وتحديدًا فى مدينة نيويورك، وبعد ذلك بعامين، اقترحت الاشتراكية الألمانية لويز زيتز أن تصبح العطلة يومًا يتم الاحتفال به كل عام من أجل الاحتفال بقضايا المرأة المختلفة، والتى منها حق الاقتراع، وذلك من أجل تعزيز المساواة فى الحقوق للمرأة.
واحتفلت النساء بأيام المرأة العالمية الأولى بطريقة مختلفة عما تحتفل به فى الوقت الحاضر، حيث كانت تحرص الكثير من النساء على تنظيم مئات المظاهرات فى أوروبا، ليطالبن بمنحهن الحق فى التصويت وتولى المناصب العامة.
حيث كانت من ضمن القضايا التى حاربت المرأة من أجلها هى التمييز على أساس الجنس فى العمل، والتى كانت تطالب بإلغائها كل يوم عالمى للمرأة، وفى عام 1917، ساعدت مظاهرات يوم المرأة العالمى فى سانت بطرسبرج بروسيا على بدء ثورة فبراير، عندما سارت النساء فى المدينة مطالبات بإنهاء الحرب العالمية الأولى.
وفى عام 1977 كان يحتفل بيوم المرأة العالمى بشكل رئيسى فى البلدان الاشتراكية، وذلك بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان يوم 8 مارس يوم المرأة العالمى، ومن هنا اكتسبت العطلة شعبية فى جميع أنحاء العالم، وباتت تحتفل به الدول بشكل سنوى من خلال استعراض إنجازات المرأة فى المجالات المختلفة، والبحث عن القضايا النسائية لإيجاد حلول لها.
و يعد اليوم العالمي للمرأة يوم عطلة وطنية في كثير من الدول، بما في ذلك روسيا التي تتضاعف فيها مبيعات الزهور في الأيام الثلاثة أو الأربعة التي تسبق 8 مارس.
وفي الصين، تحصل نساء كثر على إجازة لنصف يوم في 8 مارس، وفقا لتوجيه مجلس الدولة، أما في إيطاليا، فيحتفل باليوم العالمي للمرأة، المعروف بـ “la festa della Donna”، بتبادل أزهار الميموزا. وأصل هذا التقليد غير معروف، ولكن يعتقد أنه بدأ في روما بعد الحرب العالمية الثانية وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر شهر مارس شهر تاريخ المرأة، ويصدر إعلان رئاسي كل عام يحتفي بإنجازات المرأة الأمريكية.