هل سنشهد قرب عودة العلاقات بين روسيا والجنوب؟
قد يبدو هذا السؤال لدى البعض خياليًا أو على الأقل سابقا لأوانه، لكن العالمون ببواطن التاريخ والجيوستراتيجيا والمتابعون للتحولات الإقليمية والدولية العميقة والمتلاحقة والمتسارعة، لا يستغربون ذلك ولا يستبعدون.
عودة دولة الجنوب إلى مقعدها الدائم في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومحيطها الخليجي العربي والمنظمات العربية والدولية هدف يقترب من التحقق خطوة بخطوة، بفضل الله وبفضل تضحيات شعب الجنوب الثائر ومؤازرة الحلفاء العرب والأجانب.
وبالتالي تصبح عودة علاقات الجنوب مع المحيط العربي أولًا، ثم الدولي ثانيًا وعلى رأسه الحليف التاريخي والاستراتيجي روسيا، تصبح أمرًا طبيعيًا، ويقترب منه المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه اللواء عيدروس الزبيدي.
العلاقات بين الاتحاد السوفيتي (السابق) والإتحاد الروسي (حاليا) عميقة الجذور وشملت كل مجالات التعاون وبكافة المستويات الرسمية والشعبية.
كان الاتحاد السوفييتي من أوائل الدول التي اعترفت بدولة الجنوب الفتية عام ١٩٦٧م، واقامت معها علاقات استراتيجية شاملة وحميمة وقدمت لها يد العون في بناء الدولة وتأهيل كوادرها في كافة المجالات الاقتصادية والصحية والعلمية والعسكرية والسياسية...الخ...وبلغت العلاقات بين الجنوب والإتحاد السوفيتي ذروتها بتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين عام ١٩٧٩م.
الزيارة المرتقبة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي هي الثالثة من نوعها للعاصمة الروسية موسكو خلال ثلاث سنوات فقط.
- الزيارة الأولى كانت في مارس ٢٠٢٠م
- الزيارة الثانية تمت في أواخر يناير ٢٠٢١م.
تكمن أهمية الزيارة الثالثة المرتقبة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والوفد المرافق له إلى موسكو في توقيت هذه الزيارة بعد أن حقق المجلس الانتقالي الجنوبي حضورا ميدانيا على ارض الجنوب مسنودا بتأييد شعبي كاسح، وصمود اسطوري في وجه اقسم أنواع الحروب الشاملة، وحضور واحترام وتقدير عال لدى الحلفاء الاقليمين وعلى راسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، وكذلك لدى المجتمع الدولي الذي بات يدرك حتمية حق شعب الجنوب المناضل والصامد والصابر في استعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن، وكعامل أمن واستقرار ضروري للمنطقة الحيوية والاستراتيجية المهمة للعالم كله.
كما تأتي هذه الزيارة بعد تحولات تاريخية في المشهد السياسي والعسكري الاقليمي والدولي، تمثلث بقدرة روسيا على التغلب ودحر آثار العقوبات الاقتصادية الغير معهودة للغرب كله ضد روسيا، والموقف المتوازن للدول العربية من أزمة وحرب أوكرانيا والنجاحات الدبلوماسية التي حققتها الصين وروسيا وعلى راسها تحقيق المصالحة بين إيران والسعودية على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون الأمني ضد المخاطر والتهديدات المشتركة.
لم تكن روسيا قط غائبة عن المشهد العربي واليمني والجنوبي على وجه الخصوص تضامنا ورفضا للقرارات والمشاريع التي كانت تستهدف حقوق الشعوب والدول في حماية ارضها والتصرف بثرواتها.
يذهب عيدروس الزبيدي هذه إلى المرة إلى موسكو احدى أهم عواصم صنع القرار الدولي متسلحا بارادة وحق شعب الجنوب الذي ابهر العالم بصموده وبسالته وتحضره.