الأردن يدين الاقتحامات المكثفة للمسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال
أدانت الحكومة الأردنية اليوم، الاقتحامات المكثفة للمسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وبما يمثل خرقًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد، وانتهاكًا لحرمة الأماكن المقدسة.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سنان المجالي، إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية التصعيد في القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومسؤولية التدهور الذي سيتفاقم إن لم توقف اقتحاماتها للمسجد الأقصى، والتضييق على المصلِّين في هذه الأيام المباركة.
وأعاد السفير المجالي، التأكيد على وجوب امتثال إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقًا للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى، والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، أو المساس بصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.
واقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم المسجد الأقصى المبارك، عبر مجموعات، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل اعتداءاتها على المعتكفين والمصلين في باحاته.
وأفادت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال منعت إدخال طعام السحور للمعتكفين في المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين عند باب الأسباط، ومنعتهم من الدخول للصلاة في الأقصى.
من جهتها، حذرت محافظة القدس من مخاطر استمرار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى.
وفي السياق ذاته، يواصل الاحتلال فرض الإغلاق على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة.
وأصيب فلسطينيان بجروح الليلة خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين لبلدة الخضر، قضاء مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وأفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن عشرات المستوطنين اقتحموا بلدة الخضر، واعتدوا على منازل الفلسطينيين، مما أدى إلى إصابة فلسطيني بجروح، كما أصيب مصور صحفي برصاص الاحتلال خلال تغطيته للمواجهات العنيفة التي اندلعت في البلدة، على إثر عملية اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين.
وفي السياق ذاته، أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت ستة فتية، خلال اقتحامها لبلدة بيت حنينا في القدس المحتلة، التي تشهد تواجدًا مكثفًا لقوات الاحتلال على مداخل المسجد الأقصى المبارك، لعرقلة وصول المصلين إلى باحاته.وحذّرت الحكومة الأردنية اليوم، من التبعات الكارثية لاستمرار الاحتلال في خرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وانتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة وحق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل.
وحذّر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سنان المجالي من أن قيام قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين مجددًا في محاولة لتفريغه من المصلين، تمهيدًا لاقتحامات كبيرة للمسجد، سيدفع الأوضاع نحو المزيد من التوتر والعنف الذي سيدفع ثمنه الجميع، محملًا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية إزاء هذا التصعيد.
واستشهد شاب فلسطيني اليوم، برصاص قوات الاحتلال، في بلدة عزون بمدينة قلقيلية بالضفة الغربية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشاب عائد سليم (20 عامًا)، استشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام بلدة عزون، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري إلى 96 شهيدًا.
وعَـد المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح السحيباني، الاقتحام السافر لشرطة الاحتلال الإسرائيلية لباحات الحرم القدسي الشريف خلال أيام شهر رمضان المبارك والاعتداء على المصلين العزل والمعتكفين فيه ومنعهم من أداء شعائرهم، انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وتعديًا سافرًا على جميع القوانين والمواثيق الدولية، وكذلك استفزازًا لمشاعر المسلمين كافة؛ معربًا عن إدانة المملكة العربية السعودية بشدة لهذا السلوك العدواني والاعتداء الآثم بانتهاك حرمة أماكن العبادة المقدسة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية مفتوح العضوية لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، أشار فيها إلى أن هذا الاجتماع يأتي بعد أقل من شهرين من اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي السابق الذي عقد لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الأشقاء الفلسطينيين في مدينة نابلس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال:" لقد أوضحت المملكة مرارًا وتكرارًا بأن العنف لا يولد سوى العنف والتطرف، ودوامة العنف لا تجلب إلا الخراب والدمار وإذكاء لمشاعر الكراهية واليأس، وتأجيج الصراع، وتقويض لجهود السلام والحوار، وتُحمّل المملكة في هذا الصدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات تلك التصرفات العدوانية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة برمتها".
وأضاف، لست بحاجة إلى التأكيد على مواقف المملكة التاريخية وقيادتها الرشيدة الراسخة عبر الأزمنة، الداعمة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق، حيث تقوم تلك المواقف في أساسها على مبدأ تاريخي ثابت وهو أن القضية الفلسطينية ستظل قضية أساسية وجوهرية في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، وذلك حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوق المسلوبة وأرضه المحتلة، ويقيم دولته الفلسطينية على حدود عام 1969م وعاصمتها القدس الشرقية وذلك وفقا للمرجعيات الثلاث".
وأشار السحيباني إلى أن المملكة ومن خلال رئاستها للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي التي تم تأسيسها بعد الجريمة النكراء بإحراق المسجد الأقصى في العام 1969م، وتمثل في عضويتها أكثر من ربع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة تؤكد على ضرورة تنفيذ ما تم اعتماده من قرارات للأمم المتحدة ولمنظمة التعاون الإسلامي، وتطالب كذلك بضرورة الوقف الفوري لكل سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية والممارسات غير القانونية التي تتعارض مع التزامات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بموجب ميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي لحقوق الإنسان؛ بالإضافة إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما تدعو في الوقت ذاته إلى تصدي المجتمع الدولي وبشكل عاجل لهذه الإجراءات التعسفية وغير القانونية، والعمل على مواجهتها عبر كافة السبل المنسجمة مع قرارات الشرعية الدولية.
وعبّر المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة التعاون الإسلامي عن أمل المملكة لخروج الاجتماع ببلورة تحرك مشترك وموقف إسلامي موحد في إطار منظمة التعاون الإسلامي وبالتنسيق والتكامل مع المنظمات الإقليمية والدولية الفاعلة لوقف تلك الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في المقدسات الإسلامية.