خبراء تونسيون يكشفون لـ "متن نيوز" مصير النهضة الإخوانية بعد حبس الغنوشي
مصير مجهول ينتظر حركة النهضة الإخوانية في تونس، خلال الفترة المقبلة، وبخاصة في ظل الضربات التي تتلقاها الحركة منذ القرارات التاريخية التي أصدرها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو 2022، حتى إصدار القضاء التونسي لحكم على راشد الغنوشي زعيم الحركة بالحبس لمدة سنة.
محاكمات قانونية
ورد الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، على الأكاذيب التي يُروجها الإعلام الإخواني بشأن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية، وذلك بعد الحكم بحبسه لمدة عام في قضية تمجيد التطرف.
وأضاف الجليدي في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز"، أن الإعلام الإخواني روج لمسألة حبس الغنوشي على أنه تصفية حسابات سياسية إلا أن الحقيقة أن القضاء التونسي وصل لمرحلة كبيرة من الشفافية والاستقلالية لذلك فإن الحكم قضائي بامتياز بعد ثبوت تورط الغنوشي في تمجيد التطرف والإرهاب بعد وصفه لرجال الأمن بالطواغيت.
وأوضح المحلل التونسي، أن الغنوشي سيحاكم في أكثر من 20 قضية أخرى غير التي أسدل الستار عليها بالحبس لمدة سنة حيث يحاكم قضائيًا بشكل أساسي في قضايا وقع تحريرها بشكل منتظم وقانوني.
وأكد الجليدي، أن الغنوشي حاليًا يدفع فاتورة تحكم النهضة في زمام الأمور في تونس منذ الثورة على نظام زين العابدين بن علي في بداية الربيع الأمر الذي أدى إلى نشر الفساد الإخواني وإفساد الحركة المحسوبة على التنظيم للحياة السياسية، ما يكشف طبيعة محاكمة الغنوشي وأعوانه عن تلك الفترة.
النهضة انتهت
علق الكاتب والمحلل السياسي التونسي فتحي التليلي، على الحكم الذي صدر مؤخرًا من قبل محكمة تونسية بالحبس لمدة سنة على راشد الغنوشي.
وأوضح فتحي التليلي لـ "متن نيوز"، أن مصير حركة النهضة حُسم منذ 25 جويلية 2021 وليس بسجن الغنوشي حيث أن هذه الحركة الهجينة والغريبة على المجتمع التونسي كتبت نهايتها بيدها وبتعنت الغنوشي استقال العشرات من القيادات منها، كما أنها الآن تعيش ترقص رقصة الديك المذبوح.
وأضاف السياسي التونسي، أنه اليوم كل المنظومة الحزبية أصبحت من الماضي في تونس بعدما أثبتت فشلها وكادت تدمر البلاد، كما أن حركة النهضة هي الآن في فوهة البركان وفي مرمى القضاء التونسي إذ تعلقت بها عشرات القضايا من تمويل خارجي إلى تورط في التسفير إلى تآمر على أمن الدولة وبالتالي فلن يكون بإمكانها الحياة السياسية الطبيعية بل ربما يصل الأمر إلى حلها قضائيا.
وشدد التليلي، على أن الحكم في حق رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي بالسجن لمدة سنة، جاء بسبب شكوى تقدم بها أمني بعد أن وصف الغنوشي الأمنيين بالطواغيت وبعد رفضه المثول أمام المحكمة حيث يرفض ذلك في كل القضايا التي يحاكم من أجلها ما سيجعل الأحكام تتراكم وعادة ما تكون أكثر صرامة في حال رفض المتهم الحضور، مؤكدًا أن حكم السنة سجن يُعد فاتحة أحكام اخرى كثيرة يصل أقصاها إلى السجن مدى الحياة وهي تلك المتعلقة بالتآمر على أمن الدولة وحمل السكان على مواجهة بعضهم البعض، متابعًا: "والغنوشي بالتالي يكون قد حكم على نفسه بعدم حضوره قبل أن يحكم عليه القضاء".
يذكر أن راشد الغنوشي ظهر خلال إلقاءه كلمه في اجتماع لجبهة الخلاص، في الفيديو وهو يمهد للحرب الأهلية ونشر الفوضى في البلاد لو تم استبعاد حركة النهضة عن المشهد السياسي، قبل القبض عليه والحكم عليه بسنة سجن.
وقال الغنوشي خلال الاجتماع، إن تصوّر تونس دون نهضة وبدون إسلام سياسي، هو مشروع حرب أهلية، ولذلك الذين استقبلوا الانقلاب باحتفال لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين، بل هم استئصاليون ودُعاة لحرب أهلية.