هل طواف القدوم من أركان الحج.. وما حكم ترك هذا الطواف؟
هل طواف القدوم من أركان الحج؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثير من الحجاج وتحديدا من يقومون بالحج لأول مرة، حيث تتعدد مناسك الحج، وقد يشعر بعض الحجاج باختلاط الأمور ما بين الركن والواجب والسنة، ولذلك نوضح لكم رأي العلماء والفقهاء في طواف القدوم، وحكم من ترك طواف القدوم.
هل طواف القدوم من أركان الحج
يرغب ملايين الحجاج في معرفة هل طواف القدوم من أركان الحج؟ وقد أوضح الكثير من الفقهاء أن طواف القدوم سنة في حق الحاج، وواجب وفرض في حق المعتمر، ويقصد بطواف القدوم الدوران حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط بمجرد الوصول إلى البيت الحرام، وهو ركن من أركان العمرة لا يجوز تركه، لأن المعتمر يؤدي مناسكه فور وصوله لمكة المكرمة، والعمرة تبدأ بالطواف بعد الإحرام.
حكم من ترك طواف القدوم
اختلف الفقهاء في حكم من ترك طواف القدوم في الحج على قولين كالتالي:
القول الأول لجمهور الحنفية والشافعية والحنابلة، يرى أن طواف القدوم سنة للحاج القارن والمفرد الذي أتي من خارج مكة المكرمة، أما جمهور المالكية، يرون أن طواف القدوم واجب للحاج وإن لم يطف يلزمه ذبح هدي.
ولكن وفقا لجمهور أهل العلم، فإن طواف القدوم سنة يثاب فاعلها من الحجاج، ولا يأثم تاركها، وذلك لقول الله تعالى "وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" فالأمر في الآية مطلق وهو لا يقتضي التكرار، كما فسر المفسرون المقصود بالطواف في هذه الآية الكريمة وهو طواف الإفاضة، فهو واجب بل وركن من أركان الحج
متى يكون طواف القدوم؟
ومن ضمن الأسئلة المتعلقة بـ طواف القدوم، سؤال متى يكون طواف القدوم؟ فوقته يبدأ بمجرد وصول الحاج أو المعتمر إلى مكة المكرمة، وفي حال المعتمر سيؤدي مناسك الحج ويبدأ بالطواف، وفي حال الحاج، يسن له الطواف حول الكعبة شكرًا لله، كما يسن لمن يرغب في تأدية طواف القدوم ألا يتأخر فيه، لأن وقته ينتهي عند الوقوف بعرفة، لأن الطواف التالي بعد عرفة سيكون طواف الإفاضة وهو ركنا من أركان الحج.
طواف القدوم من سنن الحج
يعد طواف القدوم من سنن الحج، ومن ترك سنة من سنن الحج فلا آثم عليه وحجه صحيح، وذلك باتفاق جمهور أهل العلم، على عكس واجبات الحج فمن تركها عليه دم يوجب جبر هذا النقص.
ومن سنن الحج أيضا بالإضافة إلى طواف القدوم ما يلي:
- الاغتسال للإحرام والتطيب.
- لبس إزار ورداء أبيضين.
- التلبية من حين الإحرام إلى رمي جمرة العقبة.
- طواف القدوم للمفرد والقارن.
- الرمل في الثلاثة الأشواط الأولى من طواف القدوم.
- الاضطباع في طواف القدوم، وهو أن يجعل وسط الرداء تحت عاتقه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر.
- المبيت بمنى ليلة عرفة.
- تقبيل الحجر الأسود.
- الجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة تقديمًا.
- الوقوف بمزدلفة عند المشعر الحرام من الفجر إلى الشروق إن تيسر، وإلا فمزدلفة كلها موقف.
شروط الطواف حول الكعبة
الطواف في مناسك الحج والعمرة، يتطلب ستة شروط لصحته وهي كالتالي:
- الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، ولذلك لا يجوز للحائض الطواف حول الكهبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم «الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ، إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ».
- بدء الطواف سواء كان طواف القدوم أو طواف الإفاضة أو طواف الوداع من الحجر الأسود وينتهي إليه.
- أن تكون الكعبة على يسار من يطوف حولها.
- أن يكون الطواف حول الكعبة، فمن طاف داخل حجر إسماعيل، لم يصح طوافه.
- أن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة، وعند الشك في عدد الأشواط، يبنى على العدد الأقل.
- الموالاة بين الأشواط السبعة في طواف الوداع شرط عند الإمامين مالك وأحمد، والأرجح إنه يجوز الاستراحة بين الأشواط.