دعاء الصفا والمروة في كل شوط... الركن الرابع للحج
دعاء الصفا والمروة في كل شوط... السعي بين الصفا والمروة من الاركان الواجب ادائها فى فريضة الحج، حيث ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {إنَّ الصفا والمروةَ من شعائرِ اللهِ فمنْ حجَّ البيتَ أو اعتمَرَ فلا جناحَ عليهِ أنْ يطوَّفَ بهما ومنْ تطوعَ خيرًا فإنَّ اللهَ شاكرٌ عليمٌ}، كما ورد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي".
دعاء الصفا والمروة في كل شوط
دعاء الصفا والمروة في كل شوط.. وللسعي بين الصفا والمروة واجبات، وسنن، وشرط، فأما واجباته أن يؤخره عن الطواف، وأن يسعى سبعة أشواط، وكل شوط من أشواطه السبعة واجب، ومنها المشي فيه، حتى لو سعى راكبًا لغير عذر لزمه إعادته، أو إراقة دم، ومنها أن يبدأ سعيه من الصفا، ثم ينتهي إلى المروة، ويعد هذا شوطًا على الصحيح، فإن بدأ بالمروة لا يحسب هذا الشوط، أما سنته فمنها أن يوالي بين الطواف والسعي، فلو فصل بينهما بوقت ولو طويلًا، فقد ترك السنة، وليس عليه جزاء، ومنها الطهارة من الحدثين، فيصح سعي الحائض والنفساء بلا كراهة للعذر، ومنها أن يصعد على الصفا والمروة فيسعيه، وأن يسعى بين الميلين الأخضرين وهما عمودان: أحدهما تحت منارة باب علي، والآخر قبالة رباط العباس. ومنها أن يهرول بين الميلين المذكورين.
كيفية السعي بين الصفا والمروة
ومتى صعد الحاج إلى جبل الصفا فهلل وكبر، استقبل الكعبة المشرفة، وصلِّ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ودعا لنفسه ولمن يحب بما يشرح الله به صدره.
والأشواط السبعة على هذا المنوال مع الخشوع والإخلاص والذكر والاستغفار، وردد ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا الموطن: «رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم».
دعاء السعي بين الصفا والمروة
ليس للطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة، وفي مزدلفة أدعية مخصصة، لا بد منها، بل يشرع للمؤمن أن يدعو ويذكر الله، وليس هناك حد محدود، فيذكر الله بقوله: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، يردد مثل هذا الذكر، ويدعو بما يسر الله من الدعوات، يسأل ربه أن الله يغفر له ذنوبه، ويدخله الجنة، وينجيه من النار، يسأل الله له ولوالديه المغفرة والرحمة».
مسافة السعي بين الصفا والمروة
والطريق الذي يربط بين الصفا والمروة يسمى مسعى، أو مكان السعي، والمسعى الآن داخل في المسجد الحرام ونتيجة التوسعة التي تمت عام 1375هـ، تبلغ المسافة بين الصفا والمروة 394.5 مترًا، وهناك من يقول إنه ا 405 أمتار، وهناك من يقول 375 مترا، وإجمالي عدد الأشواط للسعى 2761.5 متر عند حسابها على أنها 394.5 متر.
حكم من نسي السعي بين الصفا والمروة
السعي ركنٌ من الأركان التي لا يتم الحج والعمرة إلا بجميعها، ولا يُجبَر تركُه بدمٍ عند جمهور الفقهاء، ومن تركه أو ترك بعضه الرجوع إلى مكة والإتيان به حتى لو كان تركه بعذر، كأن يكون جاهلًا أو ناسيًا.
ويرى فقهاء الحنفية أن مَنْ ترك السعي كاملًا أو معظمَه في حج أو عمرة لعذر خارج عن إرادته فلا شيء عليه، ومَنْ تركه مِن غير عذر فعليه ذبح شاة، ومن ترك ثلاثة أشواط أو أقل من ذلك فعليه نصف صاع من بُرٍّ عن كل شوط، ومن القواعد المقررة شرعًا «أن من ابتلي بالمختلف فيه فله تقليد من أجاز».