وقت طواف القدوم.. متى يبدأ ومتى ينتهي وهل يعد من أركان الحج؟
تتزايد عمليات البحث عن وقت طواف القدوم وموعد انتهائه، فقد توافد الحجاج إلى مكة المكرمة لتأدية مناسك الحج، وبالفعل بدأ موسم الحج للعام الهجري 1444، وأحرم الحجاج اليوم الإثنين وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويوافق ميلاديا 26 يونيو 2023، وبهذا الإحرام يتساءل الكثير من الحجاج ما هو وقت طواف القدوم، وهل هو ركن من أركان الحج؟
وقت طواف القدوم
قبل توضيح وقت طواف القدوم، لا بد من التنويه بتعريف طواف القدوم، والطواف في اصطلاح الفقهاء هو الدوران حول البيت الحرام، وطواف القدوم يفعله الحاج القادم إلى مكة من غير أهلها.
طواف القدوم سُنة مستحبة عند جمهور الفقهاء، ويبدأ وقت طواف القدوم وفقا لدار الإفتاء المصرية، من حين دخول مكة، ويستحب أن يبادر به الداخل إلى مكة قبل استئجار المنزل ونحو ذلك؛ لأنه تحية البيت العتيق.
وينتهي طواف القدوم بوقوف الحاج على عرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة، لأنه بعد الوقوف مطالب بطواف الفرض، وهو طواف الزيارة، أو كما يطلق عليه طواف الإفاضة، مع العلم أن طواف العمرة يغني عن طواف القدوم بالنسبة للحاج المتمتع.
هل طواف القدوم من أركان الحج؟
يتساءل الكثيرون هل طواف القدوم من أركان الحج؟ ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإن طواف القدوم سنة وليس بواجب، وأركان الحج تتمثل في أربعة أركان أساسية وهي، الإحرام، الوقوف بعرفة، طواف الإفاضة، السعي بين الصفا والمروة، وأما طواف القدوم فقد اختلف فيه الفقهاء، فهو سنة للحاج القارن والمفرد الذي أتي من خارج مكة المكرمة وفقا لجمهور الحنفية والشافعية والحنابلة، أما جمهور المالكية، يرون أن طواف القدوم واجب للحاج وإن لم يطف يلزمه ذبح هدي.
هل يجوز طواف القدوم في يوم التروية؟
من ضمن الأسئلة المتعلقة أيضا بطواف القدوم، هل يجوز طواف القدوم في يوم التروية؟ والإجابة نعم يجوز للحاج أن يطوف حول الكعبة سبعة أشواط في يوم التروية بنية طواف القدوم، ويستحب له التعجيل بالطواف بمجرد دخوله إلى مكة المكرمة، ولا يجوز له طواف القدوم بعد انقضاء اليوم الثامن من ذي الحجة.
ووفقا لمجمع البحوث الإسلامية، فقد اتفق الفقهاء على أنه يبدأ وقت طواف القدوم حين دخول مكة، ودليلهم: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «إن أول شيء بدأ به حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة أنه توضأ ثم طاف "، كما أن طواف القدوم تحية البيت العتيق، والتحية إنما تكون في أول شيء.
واختلف الفقهاء في نهاية وقت طواف القدوم على قولين:
- القول الأول: أنه ينتهي وقت طواف القدوم بالوقوف بعرفة، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، وهو قول للحنابلة.
- القول الثاني: أنه يستمر وقت طواف القدوم، ولو بعد يوم عرفة، وهو المذهب عند الحنابلة.
هل يجوز تأخير طواف القدوم للمفرد؟
القول المختار للإجابة عن سؤال هل يجوز تأخير طواف القدوم للمفرد؟ هو قول الجمهور القائل بسقوط طواف القدوم لمن لم يدخل مكة إلا بعد الوقوف بعرفة؛ لأن طواف القدوم شُرِعَ في ابتداء الحج على وجه يترتب عليه سائر الأفعال، فلا يكون الإتيان به على غير ذلك الوجه سنة؛ ويدل على ذلك حديث عائشة رضي الله قالت: "فطاف الذين أهلوا بالعمرة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر، بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا".
فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما طافوا بعد يوم عرفة طواف الإفاضة، ومنهم من كان متمتعا لم يطف إلا طواف عمرته، ومنهم من لم يدرك الحج إلا يوم عرفة، فعلم أن طواف القدوم إنما يشرع لمن أتى البيت قبل الوقوف بعرفة. كما إن طواف الإفاضة يغني عن طواف القدوم لمن لم يقدم البيت إلا بعد يوم عرفة، كالصلاة الفرض تغني عن تحية المسجد.
يضاف إلى ما سبق أن طواف القدوم لو لم يسقط بالطواف الواجب، لشرع في حق المعتمر طواف للقدوم مع طواف العمرة؛ لأنه أول قدومه إلى البيت، فهو به أولى من المتمتع، الذي يعود إلى البيت بعد رؤيته وطوافه به.