للمرة الثانية روسيا تحرج الغرب وأمريكا (تقرير صوتي)
لا تزال روسيا مستمرة في إحراج مركز دول الاتحاد الأوروبي وتقويض تواجدها في مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا، فباتت روسيا تنظر في كل الجهات وتضع كل السدود في طريق تمدد الغرب وأمريكا في مناطق النفوذ الاستراتيجي الروسي من جهة، وتضع موسكو أيضًا حدًا لسيطرة الغرب على مناطق أخرى ترغب روسيا في وضع أقدامها فيها بدلًا من دول أوروبا.
النيجر كانت الدولة الأخيرة التي وضعت روسيا لها سيناريو لتقويض التواجد الغربي وتحديدًا الفرنسي، إذ تعتبر فرنسا النيجر إحدى مستعمراتها رغم انتهاء فترة الاستعمار القديم.. فعاثت في البلاد فسادًا واعتمدت باريس على مناجم اليورانيوم الممتدة في جبال النيجر،، فضلًا عن دعم فرنسا للنخب النيجرية التي تعلمت في الغرب وفي باريس وتتقن اللغة الفرنسية، فيما قوضت باريس كل مظاهر الأفارقة والإسلام من البلاد وطردت العملة الرديئة العملة الجيدة على مدار السنوات الماضية.
وبمجرد الإعلان عن خطوات الانقلاب العسكري الذي نفذته قوات الحرس الرئاسي واحتجزت بموجبه الرئيس المنتخب محمد بازوم، أعلنت تلك القوات عن رغبتها في تدخل روسيا وقوات فاجنر لتأمين الأوضاع الداخلية في البلاد، وما زاد الطين بلة أن حذرت روسيا من أن التدخل العسكري في النيجر قد يؤدي إلى "مواجهة طويلة الأمد" وذلك عقب إعلان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) البدء في تجميع القوات الاحتياطية لاستعادة الشرعية في النيجر.. وهو ما يضع دول الإيكواس والغرب في مواجهة عسكرية محتملة مع روسيا.
لقد باتت روسيا في كل مكان.. في النيجر وفي سوريا والشرق الأوسط بأكمله.. وفي البريكس الذي تعمل من خلاله على تقويض سيطرة الدولار الأمريكي على الأسواق العالمية.. وبات الدب الروسي يحلم بعالم متعدد الأقطاب تكون روسيا أحد أقطابه وإن لم تكن أقواها على الإطلاق.