وزيرة الهجرة تجتمع بأقطاب وأبناء الجالية المصرية في فرنسا
في أول فعالية في "بيت مصر" بباريس، التقت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أقطاب وأبناء الجالية المصرية في باريس، في المحطة الاخيرة، ضمن جولتها الخارجية المكثفة لعدد من الدول الأوروبية والعربية في إطار حملة "شارك بصوتك"، لحث الجاليات المصرية على المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، كحق دستوري وواجب وطني، وذلك بمشاركة السفير علاء يوسف، سفير مصر في فرنسا، الذي أدار جلسة النقاش مع الوزيرة، والسفير تامر توفيق، قنصل مصر العام في باريس.
في مستهل اللقاء، رحبت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة بالحشد الضخم الذي حضر للالتقاء بالوزيرة بترتيب من السفارة المصرية في باريس، وبجميع أقطاب ورموز وأعضاء الجالية المصرية في باريس، مؤكدة لهم أن المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري يعد بمثابة مشاركة مباشرة في بناء دولتنا الحديثة التي نرغب فيها، ولعل ما يمر به العالم وخاصة منطقتنا في الشرق الأوسط من عدم استقرار على عدد من الأصعدة، يجعلنا أكثر حرصا على المشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فهي رسالة للعالم أجمع أن المصريين حريصون على استقرار بلدهم، والوقوف جنبا إلى جنب في مواجهة أي تحديات تدور في الأفق، مؤكده ان من سيختارونه سيكون ربان السفينة الذي سيقودها في وسط عالم يموج بالعواصف، فاعرفوا مسئوليتكم عن الاختيار الذي سيترتب عليه مستقبل بلد.
وأعربت وزيرة الهجرة عن سعادتها بوجودها بين أعضاء الجالية المصرية بباريس، وفي "بيت مصر" الذي يشهد تنظيم أول فعالية بداخله، الذي يقع في قلب المدينة الجامعية الدولية بباريس ويحتضن أقدم شجرة موجودة هناك ولم يتم إزالتها بل تم بناء المبني ليحتضنها، كما وجهت الوزيرة عميق شكرها للسفير علاء يوسف، سفير مصر في فرنسا، على جهوده في تنظيم هذا اللقاء الهام، كما رحبت أيضا بالسفير تامر توفيق، قنصل عام مصر في باريس، مشيدة بكل الجهود التي تقدمها السفارة والقنصلية المصرية لخدمة أبناء مصر هناك.
وأضافت الوزيرة أنها هنا في باريس لسببين، أهمّهما الحديث معهم عن الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث تعد فرنسا آخر محطات جولتها الخارجية لتشجيع المصريين من اقطاب الجالية المصرية المشاركين في اللقاء وحثهم لغيرهم من أصدقاء وجيران ومعارف وزملاء في العمل، ولتأكيد حرص وزارة الهجرة على تذليل أي عقبات قد تواجه المصريين في الخارج أثناء التصويت، مثل بُعد مكان السفارة والقنصلية عن تمركزات المصريين والتي يمكن أن نتغلب عليها عن طريق توفير وسائل الانتقال الجماعي، بالإضافة إلى أنه من الممكن استخدام السيارات الخاصة مطالبة كل من يمتلك سيارة خاصة ويعتزم الذهاب للانتخاب بألا يذهب بمفرده وأن يصطحب منه أصدقائه المصريين للقيام بحقهم الدستوري، لافتة إلى أنها قد التقت بأبناء الجالية المصرية في الرياض وجدة ودبي وروما وميلانو ولمست حماسا وروحا معنوية عالية للمشاركة في الانتخابات، وهي تعلم أن الجالية المصرية في فرنسا ليست بأقل من تلك الجاليات التي ستحيل الاستحقاق الانتخابي إلى عرس يُشهد العالم على مسئولية أبناء مصر عن مستقبلها ويذلل كل تحديات ممكن أن تقف بينهم وبين الإعراب عن رأيهم أمام الصندوق الانتخابي، واختيار قيادتهم السياسية القادمة.
ولفتت الوزيرة إلى أن السبب الثاني هو استعراض كافة المبادرات التي قامت وزارة الهجرة بتوفيرها من أجل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، واستجابة لطلباتهم وتوفير خدمات ومزايا يمكن النظر اليها كوسائل بديلة لتحويل العملة الصعبة يستفيدون من خلالها بتخفيض استثنائي يوفر لهم امتيازًا عن غيرهم، وذلك من خلال مختلف الأشكال من ضمنها مبادرة استيراد سيارات المصريين بالخارج وتوفير وحدات سكنية بتخفيضات تصل إلى ٢٥٪، والشهادات الدولارية بأعلى عائد في العالم، بالإضافة وثيقة معاشك بكرة بالدولار ومبادرة التسوية التجنيدية والتخفيضات المخصصة لهم لشراء تذاكر الطيران بالتعاون مع مصر للطيران، وهيئة التأمين والمعاشات، والعمل على انشاء صندوق الاستثماري لطوارئ لتوفير الحماية الاجتماعية لهم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، للتعامل مع حالات الطوارئ والعجز والتامين الصحي والتعليم وجميعها ميزات ومبادرات تمنح للمصريين في الخارج في مقابل الدولار وبأسعار مخفضة، وسيتم توفير كل تلك المحفزات وجمعها في تطبيق الكتروني موحد، من اجل التيسير عليهم للحصول على الخدمة وسيتم الإعلان عنه قريبا.
وتابعت السيدة الوزيرة أنه ستجرى الانتخابات غدا الجمعة والسبت والأحد الموافقين 1 و2 و3 ديسمبر المقبل، مؤكدة سيادتها أن المصريين بالخارج أمام مهمة وطنية بجدارة، لاختيار القيادة والتوجه المستقبلي للدولة، والحفاظ على مكتسبات الاستقرار، واستكمال طريق البناء والتنمية في الجمهورية الجديدة، مطالبة بعدم الالتفات لأي مزاعم يتم الترويج لها عن أن نتيجة الانتخابات محسومة، وقالت: "لقد عاشت مصر تجربة سابقة صعبة بسبب عدم النزول والمشاركة وعلينا أن نتعلم من أخطائنا".
وحرصت السفيرة سها جندي على فتح نقاش مع أعضاء الجالية المشاركين في اللقاء، والاستماع لكل مطالبهم واحتياجاتهم، حيث وجه المشاركون عميق شكرهم وتقديرهم لوزارة الهجرة على الجهود الكبيرة التي تبذلها، لخدمة جميع المصريين بالخارج، والعمل على توفير حزم ضخمة من الميزات والمحفزات لمواطنينا بالخارج.
وتقدم الحضور بعدد من الطلبات والمناقشات منها إنشاء مجلس العلماء المصريين بالخارج، والعمل على تمثيل للمرأة المصرية في هذا المجلس لخدمة وطنها، لنقدم لبلدنا ما تستحقه منا في كل مجال، ونضع خبراتنا لخدمة وطننا، كما قدم أحد المشاركين مقترح مبادرة تحت مسمى "اخدم بلدك" تستهدف عمل اشتراك سنوي من قبل الحكومة المصرية للمصريين بالخارج، مقابل توفير عدد من الخدمات والتسهيلات التي يتم تقديمها خلال تواجدهم في مصر، بالإضافة إلى طلب أحد المشاركين جعل مبادرة "سيارات المصريين بالخارج" بمستمرة وبعملة اليورو حتي يستفيد منها مصريو أوروبا لتسهيل التحويل من دول الاتحاد الاوروبي.
كما تطرق المصريون المتواجدون في اللقاء لعدد من الموضوعات الهامة، من بينها موضوع شحن الجثامين من الخارج إلى أرض الوطن، وكذلك ضرورة فتح البنوك المصرية فروعًا لها في فرنسا، وإمكانية عمل تحويلات دون رسوم، بجانب عمل صندوق للمصرين بالخارج، فضلا عن طلبهم اعادة فتح مبادرة التسوية التجنيدية وتخفيض رسوم المبادرة أو تقسيط ثمنها على عدة اشهر للعمال والحرفيين وغير القادرين، بالإضافة إلى الاتفاق مع بنك مصر المتواجد في باريس لفتح حسابات للمصريين هناك والاستفادة بوجودهم هناك، والسحب بالعملة الصعبة من البنوك، وأسعار تجديد جواز السفر والاستفادة من تخفيضات تذاكر الطيران ووجود خط طيران مباشر إلى مارسيليا، فضلا عن معادلة الرخصة المصرية في فرنسا، واقترح أحد المشاركين في اللقاء عمل تسهيلات كبيرة للمصريين بالخارج الراغبين في الاستثمار في مصر.
وأشارت سيادتها أيضا إلى تأسيس الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج والتي كانت مطلبا ملحا أيضا للمصريين بالخارج، وستعمل في عدة مجالات من بينها قطاع السياحة والإلكترونيات والتجارة والعقارات والزراعة، والطاقة والتصنيع، كما لفتت إلى أنه سيتم طرح أسهم الشركة لصغار المستثمرين، مؤكدة أنه قد تم تسجيل الشركة في الهيئة العامة للاستثمار بالفعل، مضيفة أن الحكومة تقدم تيسيرات غير مسبوقة للمستثمرين المصريين بالخارج من شأنها جذب الاستثمار، بجانب طرح خارطة الاستثمار الصناعي في مصر، والتي توضح مختلف المجالات والفرص الاستثمارية المتاحة، مشيدة بإتاحة الفرص للمصريين بالخارج في الاستفادة منها.
وأكدت السيدة الوزيرة أنه يتم العمل على تنفيذ المزيد من البرامج والاتفاقيات الخاصة بالتدريب من اجل التوظيف، مشيرة إلى جهود المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة واعادة الادماج وما استطاع هذا المركز تقديمه من خدمات توفير فرص عمل وتدريب معتمد خلال الفترة الماضية، حيث يقوم أيضا على تقديم خدمات المشورة والنصائح بشأن فرص التوظيف والتدريب في مصر، وخاصة للعائدين من الخارج أو لمن يرغبون في تعزيز مسيرتهم المهنية، حتى أصبح نموذجا يمكننا استنساخه مع الدول الراغبة والشركاء الدوليين للتعاون بإنشاء مراكز مماثلة مستقبلا، وخلق الفرص البديلة لتحقيق حياة كريمة للمواطنين، تحت مظلة المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، لمكافحة والحد من الهجرة غير الشرعية.
وفي نفس السياق، استعرضت السفيرة سها جندي جهود وزارة الهجرة لتوضيح الحقائق للمصريين بالخارج، مشيرة إلى اهتمام الوزارة بشباب المصريين بالخارج من خلال مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين بالخارج ودورهم الكبير خلال فترة الأزمات التي شهدتها عدد من الدول سواء حروب أو كوارث طبيعية، وهذا في إطار استراتيجية وزارة الهجرة للاهتمام بالتواصل مع شباب المصريين بالخارج معربة عن سعادتها بحضور سفراء مركز "ميدسي" لكل لقاءتها خلال جولتها الخارجية لعدد من الدول العربية والاوروبية، فضلا عن تنظيم معسكرات للشباب والزيارات إلى أرض الوطن، بجانب العمل في إطار المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" بالمرحلة الثانية بعنوان "جذورنا المصرية"، والاستعانة بقامات علمية كبيرة مثل الدكتور وسيم السيسي والدكتور ميسرة محمود، وكذلك تطوير مركز شباب المصريين بالخارج "ميدسي MEDCE" التابع للوزارة، لتعظيم دور أعضائه والاستفادة منهم ودمجهم في خطط التنمية للدولة في ضوء استراتيجية تمكين الشباب التي يتبناها السيد الرئيس ويحرص على تطبيقها، لتضم عددا من الأنشطة الجديدة لتعزيز التواصل مع الشباب المصري بالخارج.
وحرصت السفيرة سها جندي على تفقد "بيت مصر" معربة عن سعادتها وإعجابها بمستوى التجهيزات والتصميم الخاص بالبيت والذي يدل على الحضارة والروح والهوية المصرية، حيث يتميز عن باقي البيوت الموجودة في قلب المدينة الجامعية من حيث الشكل ومواد البناء فقد تم استخدام التكنولوجيا الحديثة، وفي نفس الوقت البناء باستخدام الحجر الذي كان مشهورا به في العمارة المصرية القديمة وتم بناؤه باستخدام التراث المصري للوجهات والرسوم الهيروغليفية الموجودة في الواجهة ومن خلال المادة الحجرية ليعطي الطابع المصري القديم ولكن تم تطويرها بأسلوب جديد بمواد مستحدثة، وتم بناؤه بتمويل مصري كامل، ويقع على الطريق الدائري بفرنسا فيعد أفضل دعاية للدولة المصرية حيث يراه الفرنسيون على الطريق.
من جانبه، أكد السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا، أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة باعتبارها واجبا وطنيا واستحقاقا دستوريا، مُعربا عن ثقته في اضطلاع الناخبين المصريين بهذه المسؤولية لا سيما وأن هذه الانتخابات تعد تجربة ديمقراطية عملية يتعين مشاركة كل الناخبين المصريين فيها لصياغة مستقبل الوطن، كما حث على المشاركة بفاعلية في الانتخابات في ضوء الحرص البالغ للدولة على تأمين مشاركة المصريين في الخارج، بما يعكس إرادتهم الحرة في اختيار ممثليهم بحرية ونزاهة كاملة، موضحًا أن السفارة ستفتح أبوابها من 9 صباحًا وحتى 9 مساءً لاستقبال الناخبين ومساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم.
من ناحيتهم أيضا، شجع أبناء الجالية على تكاتف الجهود لحشد الناخبين وتذليل العقبات التي تواجه المصريين للإدلاء بأصواتهم، وأكدوا على مشاركتهم في الانتخابات والعمل على توفير وسائل نقل ذهابًا وإيابًا للناخبين، بسبب بعد المسافة بين المدن وبين موقع اللجان بالسفارة والقنصلية المصرية في باريس ومارسيليا، وكذلك التوعية وإطلاع المصريين على أهمية المشاركة في الانتخابات، كواجب وطني من أجل إرساء الديمقراطية ومستقبل أفضل وأن المشاركة حق دستوري لكل مواطن.
وفي ختام اللقاء، أكدت وزيرة الهجرة أن مصر دولة عظيمة تقف دائما مساندة لهم مؤكدة على ان غدا هو الاختبار الحقيقي لمدى قدرة المصريين لتحديد مصير وطنهم بأيديهم بتواجدهم بكثافة في اللجان الانتخابية والدفاع عن مستقبل وطنهم الام داعية المتواجدين لتشجيع كافة المصريين المتواجدين بفرنسا على النزول بكثافة بالانتخابات.