مرض غريب يُهدد وجود الجنود الإسرائيليين في غزة.. ما القصة؟
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تفشي مرض غريب بين الجنود الإسرائيليين في غزة، ووفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، يُعتقد أن "وردة أريحا" هو اسم مستعار لمرض جلدي يُصيب الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة، وقد انتشرت الإصابات به بشكل كبير بنسبة تزيد عن 300%، حيث ينتقل هذا المرض عبر ذبابة الرمل، ويتسبب في جروح مؤلمة للغاية.
وأوضحت الصحيفة أن ارتفاع نسبة الإصابة يُرجع إلى التغيرات في النظم البيئية التي أدت إلى انتشار القوارض التي تحمل الليشمانيا، وهي الطفيليات التي تسبب هذا المرض، كما يُعتقد أن مرض "زهرة أريحا" ناتج عن طفيليات الليشمانيا التي تُعالج خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر وسنة، بينما يُمكن أن تستمر الآفات الناتجة عن "الليشمانيا الاستوائية" لمدة تقريبية تصل إلى عامين.
وأشارت "معاريف" إلى أن هذه الآفات قد تسبب في بعض الحالات التهابات وآلامًا شديدة تحتاج إلى علاج مستشفى، سواء عبر العلاج الوريدي أو بالليزر والعلاج الكهربائي، وأكدت أن المرض منتشر في منطقة غلاف غزة وينتقل عبر لدغات ذبابة الرمل، مُضيفة أن معظم لدغات الحشرات في إسرائيل تشفى خلال أيام قليلة، لكن في حال عدم الشفاء يُنصح المصاب بزيارة الطبيب.
كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتخذ إجراءات مختلفة لمنع عدوى الليشمانيا بين الجنود، من خلال توزيع أوراق توضيحية حول هذا الموضوع وتوفير مستحضرات مضادة للبعوض في الوحدات الميدانية، ويتم فحص جميع المرضى الذين يعانون من أعراض مشتبه بها من قبل طبيب أمراض الجلد العسكري وتلقي العلاج المناسب، ويتم إحالتهم إلى عيادة مخصصة لليشمانيا حسب الحاجة.
وقد ذكر البروفيسور إيلي شوارتز، الخبير في الطب الباطني وطب المسافرين من مركز شيبا تل هشومير الطبي ورئيس الجمعية الإسرائيلية لأمراض المناطق المدارية، أنه خلال عملية "الجرف الصامد" في صيف عام 2014، تعاملوا مع العديد من الجنود الذين أصيبوا بالليشمانيا، وأن هذه الظاهرة عادت من جديد مع بداية القتال الحالي، وأوضح شوارتز أن الإصابات بالطفيلي لم تحدث في غزة نفسها، بل في منطقة غلاف غزة.
وأشار إلى أن المنطقة تعاني منذ سنوات من وجود القوارض التي تحمل الطفيلي في أجسادها، وكذلك من وجود ذبابة الرمل التي انتشرت بشكل كبير في ذلك المكان، وأضاف أن الجنود أصيبوا بالعدوى خلال بداية القتال في شهر أكتوبر، حيث كانت ظروف الطقس صيفية، وكان هناك نشاط مكثف لذبابة الرمل، وأوضح أيضًا أن طفيل الليشمانيا ينتقل إلى الإنسان عبر لدغة ذبابة صغيرة، وأن كل لدغة تترك آفة ملتهبة ومؤلمة، وفي بعض الحالات يحتاج العلاج إلى إيقاف النشاط اليومي بسبب العلاج الشاق الذي يتم في المستشفيات فقط.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بزيادة حالات الإصابة بالأمراض المعوية والتسمم الغذائي بين جنود قوات الاحتلال في قطاع غزة، إلى جانب تلقي نحو 2000 جندي إسرائيلي مساعدة من الطب النفسي منذ معركة طوفان الأقصى، وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال واجهت زيادة غير معتادة في هذه الحالات المرضية خلال الأسابيع الأخيرة.
كما أشارت الصحيفة إلى إطلاق برنامج من قسم التأهيل في جيش الاحتلال لمساعدة الجنود الذين يعانون من الاضطرابات النفسية نتيجة الحرب في غزة، وأكدت اليديعوت أحرونوت أن البرنامج يشمل تشكيل فرق تضم ممرضين وأطباء نفسيين للتعامل مع الميول الانتحارية وإجراء تقييم للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية.