بعد كلمته بالمؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية".. من هو عبدالرحمن السديس؟
نوه رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بمضامين كلمة سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ؛ التي أكدت على القواعد والمعالم والضوابط والمقاصد الإسلامية، وتقويم الرؤى وبناء الجسور بين المؤسسات والمنظمات الجامعة.
وأكد خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، بحضور عدد من أصحاب الفضيلة الأئمة والمشايخ وعلماء الأمة الإسلامية، على ضرورة العناية بالأدلة الصحيحة وأوجه الاستدلال الصحيح، وفقه أدب الاختلاف ومقومات التعاون والحوار، وحفظ مكانة علماء الأمة الأفاضل ومنزلتهم.
وبين أن وثيقة مكة التي تمخضت عن المؤتمر؛ تعد خارطة الطريق؛ لتعزيز التفاهم بين المذاهب الإسلامية، والاضطلاع بالمشروع الحضاري المعاصر، مشددًا على ضرورة إنهاء الغلو والتعصب المذهبي، وإعادة الاختلافات الفقهية إلى جذورها الإسلامية؛ لتهيئة أرضية صلبة؛ للتبادل الديني المعرفي الوسطي، وتبني قيم الاعتدال والتسامح، ونبذ الكراهية والإقصاء، وأن من الأهمية القصوى التقريب بين المذاهب الإسلامية، والوحدة والتضامن والتقارب بين المسلمين.
وقال: "إن انعقاد المؤتمر الدولي تحت شعار "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة؛ يؤكد على أن المملكة تسعى دومًا إلى وحدة الصف وجمع كلمة المسلمين وخدمة قضايا الأمة الإسلامية".
وقدم الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، على رعاية هذا المؤتمر المهم؛ الذي يأتي امتدادًا لمواقف المملكة الواضحة والثابتة تجاه قضايا العالم الإسلامي، وتجسيدًا لريادتها الدينية وقيادتها الروحية ودعمها المتواصل لكل ما يجمع ويوحِّد شمل المسلمين في وسطية واعتدال.
وأشاد بالنشاط الدؤوب لرابطة العالم الإسلامي وحضورها الفاعل في خدمة الإسلام والمسلمين، وتوحيد الصف، والتقريب بين المذاهب والمدارس الفكرية والفقهية.
وأعرب رئيس الشؤون الدينية عن أمله في أن تسهم مخرجات وتوصيات هذا المؤتمر المهم في التأصيل الفقهي؛ الذي يفضي إلى بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، ومحاربة التطرف والغلو والإسلاموفوبيا، ويسهم في ترسيخ لغة الحوار والتواصل وإقامة مجتمع إنساني يعيش في تفاهم ووئام وسلام.
وعدَّ المؤتمر الدولي اجتماعًا تاريخيا عالميًا؛ إذ عني بشكل رئيسي بمواجهة خطابات وشعارات وممارسات التطرف الطائفي الذي سعى لإذكاء الصراع والصدام المذهبي ومن جهة أخرى كون المؤتمر الدولي واعدًا، ويحمل دلالات عدة، وقيمتين مقدستين هما: المكان؛ إذ ينعقد في رحاب بيت الله الحرام والزمان؛ لتزامنه مع شهر رمضان المبارك.
رفع الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على الثقة الملكية بصدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه رئيسًا للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بمرتبة وزير، مؤكدًا أنها ثقة سامية، تحتم عليه بذل المزيد من تطوير الشؤون الدينية، وتحقيق جودتها على أعلى المعايير الحضارية.
وقال الشيخ السديس: "يشرفني أن أرفع أسمى آيات التقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذه الثقة الملكية الغالية"، موضحًا أن قرار فصل الشؤون الدينية لتتولاه رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي سيكون خطوة إيجابية لمزيد من التنظيم من خلال فصل الجوانب التشغيلية واللوجستية عن كل ما يتصل بالشؤون الدينية، بما في ذلك الحلقات والدروس العلمية داخل الحرمين الشريفين؛ وهو ما سيزيد من تركيز الأجهزة على مهامها بما يؤدي للمزيد الجودة والكفاءة التنظيمية.
وأكد "السديس" أن هذه الثقة الملكية الكريمة تتطلب البذل في تطوير الشؤون الدينية، ونقل رسالة الحرمين الشريفين للعالم أجمع.
ودعا المولى -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على هذا الوطن أمنه وأمانه واستقراره وازدهاره.
كما رفع الشكر والتقدير للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ بمناسبة تعيينه رئيسًا للشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي بمرتبة وزير، وأكد أن هذه الثقة الملكية الكريمة، وثقة سمو ولي العهد الأمين، ودعمه الكريم، تحتم علينا جميعًا بذل المزيد من الجهود في تطوير الشؤون الدينية، ونقل رسالة الحرمين الشريفين لتصل للعالم أجمع.
وأكد أن صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه رئيسًا للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بمرتبة وزير سيكون حافزًا كبيرًا لخدمة الحرمين الشريفين، وتعظيم رسالته التسامحية في العالم، مؤكدًا أن الحرمين الشريفين حظيا بدعم غير محدود من سمو ولي العهد.
وقال إنه سيبذل المزيد من الجهد في تطوير الشؤون الدينية، وتحقيق جودتها على أعلى المعايير الحضارية، داعيًا المولى -عز وجل- أن يحفظ سمو ولي العهد الأمين، وأن يديم على هذا الوطن أمنه وأمانه واستقراره وازدهاره.
من هو عبدالرحمن السديس؟
عرف عبدالرحمن السديس بصوته الشجي الجهوري الذي تخشع معه الأفئدة، ولسانه الفصيح في تلاوة الآيات القرآنية، ونبرته العذبة التي تطرب الأرواح وتتحف الآذان.
عين عبدالرحمن السديس خطيبًا وإمامًا في المسجد الحرام في سن صغيرة حين كان عمره 22 عاما، ليصبح خلال سنوات من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم.
ولد عبدالرحمن السديس بمنطقة القصيم في محافظة البكيرية بالمملكة العربية السعودية، جاء مولد عبد الرحمن السديس، في فبراير/شباط 1960 - 1379 هـ، ويعود نسبه إلى قبيلة عنزة بن ربيعة بن عدنان المشهورة.
نشأ عبدالرحمن السديس في الرياض والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن الـ12 من عمره.
وتتلمذ عبدالرحمن السديس على يد عدد من المدرسين، منهم الشيخ محمد عبد الماجد ذاكر، والشيخ عبدالرحمن بن عبد الله آل فريان، وكان آخرهم الشيخ محمد علي حسان، حتى أصبح الآن من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم أجمع.
ويرجع الفضل في حفظه القرآن في سن مبكرة لوالديه، اللذين شعرا بحبه المبكر للقرآن الكريم ونبوغته المبكرة، لذلك قرر والده إلحاقه بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض.
وحصل السديس على إجازة القرآن الكريم من الجامعة الإسلامية محمد بن سعود في 1987، وأنشأ كرسي بحث باسمه لدراسات أصول الفقه بهذه الجامعة، وانتقل بعد ذلك للعمل محاضرا في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم نال في عام 1995 الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1