هل يجوز صلاة التهجد ركعتين فقط؟
هل يجوز صلاة التهجد ركعتين فقط؟.. عدد ركعات التهجد محل خلاف بين أهل العلم الا ان الفقهاء اتفقوا على أن أقلها ركعتان خفيفتان؛ لما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين} ، واختلفوا في أكثرها فقال الحنفية: منتهى ركعاته ثماني ركعات، وقال ابن الهمام: الظاهر {أن أقل تهجده صلى الله عليه وسلم كان ركعتين وأن منتهاه كان ثماني ركعات}، ووقال المالكية: أكثره عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة، فقد روي {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة} وروي أنه كان يصلي فيه اثنتي عشرة ركعة ثم يوتر بواحدة ، وقال الشافعية: لا حصر لعدد ركعاته وهو ما يؤخذ من عبارات فقهاء الحنابلة.
هل يجوز صلاة التهجد ركعتين فقط؟
هل يجوز صلاة التهجد ركعتين فقط؟.. والدعاء في السجود مشروع ويعتبر من مظان استجابة الدعاء فينبغي الحرص على الدعاء فيه بما شئت من أمور الآخرة، أما الدعاء بالملذات الدنيوية كالزواج مثلا فهو مبطل للصلاة عند الحنفية والحنابلة خلافا للشافعية والمالكية، والتهجد يبدأ وقته من ثلث الليل الأخير وبالتالي فإذا صلي الفرد الاستخارة حينئذ فإنها تعتبر جزءا منه، ويمكن أن تقوم مقامها ركعتان من التهجد ثم تدعو بدعاء الاستخارة بعدهما.
كيفية صلاة التهجد بعد الوتر
وعن كيفية صلاة التهجد بعد الوتر فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله - كما في الترمذي وغيره -: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. وهذا الحديث صريح في الترغيب في إكمال القيام مع الإمام، كما جاء أيضا نهيه عن الإيتار مرتين فقد روى الترمذي وغيره: لا وتران في ليلة، كما جاء أمره صلى الله عليه وسلم بجعل الوتر آخر صلاة الليل، ففي الصحيحين وغيرهما: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا)، ولما كان الحديث الأول يقتضي إتمام الصلاة مع الإمام بما في ذلك الوتر، ويقتضى الحديث الثاني النهي عن تعدد الوتر، ويقتضي الحديث الثالث استحباب جعل الوتر آخرا، رأى أهل العلم للعمل بهذه الأدلة جميعا أنه ينبغي لمن قام مع الامام وهو ينوي أن يتهجد بعد ذلك من الليل أن يصلي مع الامام قيامه وركعة الوتر حتى إذا سلم الإمام من وتره قام فشفعها بركعة. ثم إذا استيقظ من الليل صلى ما نشط له ثم أوتر بعد ذلك.
وقد جاء عن طائفة من أهل العلم في الذي أوتر قبل أن ينام ثم أراد أن يقوم بعد ذلك روايتان:
أن يصلي ما شاء ولا ينقض وتره ولا يعيده حذر النهي وهذا الراجح.
أن يشفع وتره إذا استيقظ بركعة ويصلي ما شاء ثم يوتر بعد ذلك.
وقال الترمذي: وَاخْتَلَفَ أَهْلُ العِلْمِ فِي الَّذِي يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ آخِرِهِ، فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ: نَقْضَ الوِتْرِ، وَقَالُوا: يُضِيفُ إِلَيْهَا رَكْعَةً وَيُصَلِّي مَا بَدَا لَهُ، ثُمَّ يُوتِرُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ، لِأَنَّهُ لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ إِسْحَاقُ، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ: إِذَا أَوْتَرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ يُصَلِّي مَا بَدَا لَهُ وَلَا يَنْقُضُ وِتْرَهُ، وَيَدَعُ وِتْرَهُ عَلَى مَا كَانَ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَأَحْمَدَ، وَهَذَا أَصَحُّ، لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّى بَعْدَ الوِتْر.
هل يجوز صلاة التهجد دون نوم؟
وقيام الليل بعد النوم من أفضل أنواع نافلة الصلاة، وجاء في تفسير ابن رجب الحنبلي: ويدخل فيه من نام ثم قام من نومه بالليل للتهجد، وهو أفضل أنواع التطوع بالصلاة مطلقًا، وفي تفسير القرطبي: والتهجد التيقظ بعد رقدة، فصار اسمًا للصلاة؛ لأنه ينتبه لها، فالتهجد القيام إلى الصلاة من النوم، قال: معناه الأسود، وعلقمة، وعبد الرحمن بن الأسود، وغيرهم، وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي من حديث الحجاج بن عمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيحسب أحدكم إذا قام من الليل كله أنه قد تهجد! إنما التهجد الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة. كذلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضًا: وقالت عائشة، وابن عباس أيضًا، ومجاهد: إنما الناشئة القيام بالليل بعد النوم. ومن قام أول الليل قبل النوم فما قام ناشئة.
وبناء على ما سبق فمن الأفضل قيام الليل بعد النوم، ومن تعمد الاستيقاظ ثم قام الليل في آخره من غير نوم يحصل على ثواب قيام الليل إضافة إلى ثواب قصده، وحرصه على عدم فوات هذه العبادة العظيمة.
ماذا يقرا فى صلاة التهجد؟
ومن السّنة أن يقوم المسلم بترتيل الآيات الكريمة عند القراءة، وقراءة ما تيسرّ له من القرآن الكريم، ومن المستحبّ عند القراءة أن يستعيذ بالله عند قراءة الآيات التي فيها وعيد، وأن يسأل الله الرحمة عند الآيات التي فيها رحمة، وأن يسبّح حينما تمرّ به آية تسبيح، وأن يطمئنّ في صلاته، ويخشع في ركوعه وسجوده.